موسوعة الفرق

تمهيدٌ: انقسامُ الشيخيين


لم يستَخلِفْ كاظِمٌ الرَّشْتيُّ أحَدًا أو ينُصَّ على مِن يخلُفُه بَعدَ مَوتِه؛ لأنَّه كان يَعتَقِدُ بقُربِ ظُهورِ المَهديِّ. وبَعدَ وفاتِه انقَسَمَ الشَّيخيُّونَ إلى ثَلاثِ فِرَقٍ:
الفِرقةُ الأولى: اتَّبَعَت الميرزا حَسنَ بنَ عَليٍّ القراجه داغي التِّبريزيَّ المُلقَّبَ بجَوهَرٍ، وهو مِن أبرَزِ تَلاميذِ الأحسائيِّ والرَّشْتيِّ، والمُتَوفَّى سَنةَ 1266ه.
الفِرقةُ الثَّانيةُ: اتَّبَعَت مُحَمَّد كريم خان بن إبراهيمَ القاجاريَّ الكَرْمانيَّ، والمُتَوفَّى سَنةَ 1288ه.
الفِرقةُ الثَّالثةُ: لم تَقتَنِع بالشَّخصينِ السَّابقينِ، وذَهَبوا يتَجَوَّلونَ في البُلدانِ بَحثًا عن الإمامِ المَهديِّ الغائِبِ الذي ظَنُّوه على وَشْكِ الظُّهورِ؛ لأنَّ الأحسائيَّ والرَّشْتيَّ كانا يُبَشِّرانِ بقُربِ ظُهورِه، حتَّى أنَّ الأحسائيَّ حَدَّدَ عامًا لظُهورِه، وثَبَتَ بُطلانُه فيما بَعدُ. وكان على رَأسِ هذه الفِرقةِ حُسَينٌ البَشروئيُّ تِلميذُ الرَّشْتيِّ، والذي عَثَرَ على شابٍّ اسمُه عَلي مُحَمَّد الشِّيرازيَّ (الباب) واتَّبَعَه على أنَّه المَهديُّ المُنتَظَرُ [3721] يُنظر: فَصلُ "البابيَّة والبهائيَّة" من هذه الموسوعةِ. .
قال الطَّالقانيُّ: (كان لكُلِّ مَدرَسةٍ رِجالُها وأفكارُها، وقامَ بَينَهما الخِلافُ على أشُدِّه حتَّى الآنَ، وكُلُّ فِرقةٍ تَرى أنَّها التَّابعُ الحَقيقيُّ والمُمَثِّلُ الصَّحيحُ للأحسائيِّ، وأنَّ الفِرقةَ الثَّانيةَ مُدَّعيةٌ ومُخالِفةٌ، والمُلاحَظُ أنَّ الذين تَصَدَّوا للرَّدِّ على الشَّيخيَّةِ لم يلتَفِتوا إلى تلك الخِلافاتِ مُطلقًا، ولم ينتَبهوا إلى الانقِساماتِ التي حَصَلت بَينَ الفِرَقِ المُتَناحِرةِ وإلى تَبايُنِ آرائِها ليُشيروا إليها، وكثيرًا ما نَرى في المُؤَلِّفينَ المُتَأخِّرينَ مِن يُحاسِبُ الأحسائيَّ على بَعضِ الآراءِ المُحدَثةِ بَعدَه، والتي لم يسمَعْ بها؛ فضلًا عن القَولِ بها واعتِناقِها، أو مِن يُحاسِبُ مُطلَقَ الشَّيخيَّةِ على آراءٍ تَفرَّدَت بها مَدرَسةُ كَرْمانَ وتَبَنَّتها ولم تَقُلْ بها مَدرَسةُ تِبْريزَ، بَل استَنكَرَتها وقاوَمتها وكتَبَت الرُّدودَ عَليها) [3722] ((الشَّيخيَّة)) (ص: 243). .

انظر أيضا: