موسوعة الفرق

المَطلَبُ الأوَّلُ: التَّعريفُ الإجماليُّ بفِرقةِ الإسماعيليَّةِ


الإسماعيليَّةُ فِرقةٌ باطِنيَّةٌ تَنتَسِبُ إلى إسماعيلَ بنِ جَعفَرٍ الصَّادِقِ، ظاهِرُها التَّشَيُّعُ لآلِ البَيتِ، وحَقيقَتُها هدمُ عَقائِدِ الإسلامِ، وقد تَشَعَّبَت فِرَقُها وامتَدَّت عَبرَ الزَّمانِ إلى وقتِنا الحاضِرِ، وعَقائِدُها تُخالِفُ العَقائِدَ الإسلاميَّةَ الصَّحيحةَ؛ فقد جَعَلوا لكُلِّ ظاهِرٍ مِنَ الكِتابِ باطنًا، ولكُلِ تَنزيلٍ تأويلًا، ويَخلِطونَ كلامَهم ببَعضِ كلامِ الفَلاسِفةِ [2755] يُنظر: ((أصول الإسماعيلية)) للسلومي (1/323) (2/663)، ((الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة)) بإشراف الجهني (1/383- 390)، ((الإسماعيلية تاريخ وعقائد)) لإحسان ظهير (ص: 121- 161، 267- 592)، ((الغزو الباطني للأمة الإسلامية)) للقفاري (ص: 55- 59)، ((عندما أبصرت الحقيقة)) للحسن المكرمي (ص: 10 - 86). .
وقد مالَتِ الإسماعيليَّةُ إلى الغُلوِّ الشَّديدِ حتَّى إنَّ الشِّيعةَ الإماميَّةَ الاثنَيْ عَشريَّةِ يُكَفِّرونَ الإسماعِليَّةَ [2756] يُنظر: ((فرق الشيعة)) للنوبختي (ص: 67 - 76). .
قال ابنُ تيميَّةَ: (هؤلاء الإسماعيليَّةُ أخَذوا من مَذاهِبِ الفُرسِ، وقَولِهم بالأصلَينِ: النُّورِ والظُّلمةِ، وغَيرِ ذلك أمورًا، وأخَذوا من مَذاهِبِ الرُّومِ مِنَ النَّصرانيَّةِ، وما كانوا عليه قَبلَ النَّصرانيَّةِ من مَذهَبِ اليونانِ، وقَولِهم بالنَّفسِ والعَقلِ، وغَيرِ ذلك أمورًا، ومَزَجوا هذا بهذا، وسَمَّوا ذلك باصطِلاحِهم: السَّابِقَ والتَّاليَ، وجَعَلوه هو القَلَمَ واللَّوحَ، وأنَّ القَلَمَ هو العَقلُ، الذي يَقولُ هؤلاء: إنَّه أوَّلُ المَخلوقاتِ) [2757] ((منهاج السنة النبوية)) (8/ 15). .

انظر أيضا: