موسوعة الفرق

المطلَبُ الرَّابعُ: أبرَزُ النَّشاطاتِ السِّياسيَّةِ والإعلاميَّةِ للحُوثيِّين


كان الحُوثيُّون -لا سيَّما في صَعدةَ- يعمَلونَ سياسيًّا من خِلالِ وُجودِ الشِّيعةِ في أكثَرَ من مِنبَرٍ سياسيٍّ؛ مِمَّا يجعَلُ إمكانيَّةَ نَجاحِ المُخَطَّطاتِ المَرسومةِ عاليةً؛ ذلك أنَّ المُخَطَّطَ المَرسومَ إذا فَشِل في جانِبٍ تَمكَّن مِنَ النَّجاحِ في جانِبٍ آخَرَ، فكانوا يتواجَدون في عُمقِ السُّلطةِ الحاكِمةِ، كما يتواجَدون في أوساطِ الأحزابِ المُعارِضةِ، وتَمَكَّنوا مِنَ الانتِشارِ في المَيدانِ السِّياسيِّ تَحتَ أكثَرَ من مُسَمًّى، فتَجِدُ منهمُ القياديَّ في حِزبِ المُؤتَمَرِ الشَّعبيِّ العامِّ، الذي كان الحِزبَ الحاكِمَ في اليمَنِ، وتَجِدُ مَن هو قياديٌّ في الحِزبِ الاشتِراكيِّ اليمَنيِّ لا سيَّما في مُحافظةِ صَعدةَ، كما يعمَلُ كثيرٌ مِنَ الشِّيعةِ السِّياسيِّينَ تَحتَ مِظَلَّةِ حِزبَي الحَقِّ، واتِّحادِ القوى الشَّعبيَّةِ، وكان أوائِلُ الحُوثيِّين ينتَسِبونَ إلى تَنظيمِ الشَّبابِ المُؤمِنِ.
والشِّيعةُ الذين ينتَمونَ إلى الحِزبِ الحاكِمِ بَعضُهم له نُفوذٌ واسِعٌ، كاللِّواءِ الرُّكنِ يحيى بنِ مُحَمَّدٍ الشَّاميِّ، الذي كان له دَورٌ كبيرٌ في نَجاحِ مُخَطَّطاتِ الحُوثيِّين، ومِن خِلالِ الشِّيعةِ الزَّيديَّةِ الذين لهم نُفوذٌ في الدَّولةِ قَويٌّ، كتَنظيمِ الشَّبابِ المُؤمِنِ الذي صارَ لاحِقًا يُعرفُ باسمِ جَماعةِ الحُوثيِّين، وتَحَقَّق للشِّيعةِ الزَّيديَّةِ مَكاسِبُ مادِّيَّةٌ وسياسيَّةٌ بسَبَب تَمَكُّنِهم مِنَ العَمَلِ تَحتَ مِظَلَّةِ الدَّولةِ والحِزبِ الحاكِمِ الذي انقَلبوا عليه مَعَ الحُوثيِّين الذين سَيطَروا على الدَّولةِ اليمَنيَّةِ، فصارَ كثيرٌ مِنَ الشِّيعةِ الذين كانوا من أركانِ الدَّولةِ اليمَنيَّةِ خَيرَ عَونٍ للحُوثيِّين، وسَهَّلوا لهم إدارةَ الدَّولةِ بسَبَبِ خِبراتِهمُ الطَّويلةِ في النِّظامِ السَّابقِ.
وكان للشِّيعةِ في عَهدِ الرَّئيسِ علي عبد الله صالح عِدَّةُ صُحُفٍ مُنتَشِرةٍ على مُستَوى الجُمهوريَّةِ اليمَنيَّةِ، كصُحُفِ: الأُمَّةِ والبلاغِ والشُّورى، وهذه صُحُفٌ لها انتِشارُها في الشَّارِعِ اليمَنيِّ عمومًا، ولها القَبولُ الأكبَرُ في مَناطِقِ التَّشَيُّعِ في اليمَنِ، وفي صَعدةَ منها على وجهِ الخُصوصِ، ولمَّا استَولى الحُوثيُّون على الدَّولةِ صارَت لهم عِدَّةُ قَنَواتٍ فضائيَّةٍ أبرَزُها قَناةُ المسيرةِ، وعِدَّةُ إذاعاتٍ مَحَلِّيَّةٍ، وعِدَّةُ صُحُفٍ، واستَولوا على ما كان للنِّظامِ السَّابقِ من قَنَواتٍ وصُحُفٍ رَسميَّةٍ، وصاروا يستَخدِمونَها في الدَّعايةِ لهم مِثلُ قَناةِ اليمَنِ الفضائيَّةِ، وصَحيفةِ الثَّورةِ [2678] يُنظر: ((التشيع في صعدة)) لعبد الرحمن المجاهد (1/58)، ((التحولات الزيدية وعوامل ظهور الحوثية)) للحجري (ص: 303 - 306). .

انظر أيضا: