قراءة وتعريف

خِبراتُ المُربِّينَ (خِبرات العشراتِ من المُربِّين الممارسينَ)
book
مركز استراتيجيَّات التَّربية
عنوان الكتاب: خِبراتُ المُربِّينَ (خِبرات العشراتِ من المُربِّين الممارسينَ)
إعداد: مركز استراتيجيَّات التَّربية
الإشراف العام: رائد المهيدب - أشرف السفر - عبدالله اليوسف
النـاشــر: مركزُ استراتيجيَّاتِ التَّربيةِ
سنة الطبع: 1437هـ - 2015م
رقم الطبعة:الأولى
عدد الصفحات: 111

التعريف بموضوع الكتاب:

التَّربيةُ خطُّ الدِّفاعِ الأوَّلُ والأخيرُ في وجهِ كلِّ الشُّرورِ التي تُعاني منها المجتمعاتُ المُختلِفةُ، فكلَّما ارتفع مستوى التَّربيةِ ارتفعَ مُستوى الأخلاقِ؛ ممَّا يَنعكِسُ بشكلٍ إيجابيٍّ على مُستوياتِ الجرائمِ في المجتَمَعاتِ والدُّولِ؛ فالمجتَمَعاتُ الأخلاقيَّةُ تَنخفِضُ فيها الجرائمُ بشكلٍ كبيرٍ.

والتَّربيةُ أيضًا تجعلُ الفردَ قادرًا على العطاءِ والبَذلِ بشكلٍ أكبَرَ؛ فالذي ينالُ قَدرًا عاليًا من التَّربيةِ يكونُ ذا قُدرةٍ عاليةٍ من الإحساسِ بغيرهِ من النَّاسِ الذين يُعانونَ مَشاكِلَ وهُمومًا، فتَراهُ يُساعدُ هذا، ويأخذُ بِيَدِ ذاك بكلِّ تواضُعٍ واحترامٍ.

كما أنَّها ترفعُ مِن مستوى الإنتاجِ والعملِ في الدَّولةِ؛ فالدَّولةُ التي يعيشُ على أراضيها مُواطِنونَ صالحونَ لن تعرِفَ التَّراجُعَ؛ فكلُّ أيَّامِها ستكونُ عبارةً عن درجاتٍ لِسُلَّمِ الرُّقِيِّ والرِّفعةِ.

 ولكونِها بهذه الأهميَّةِ فإنَّ المجتَمَعاتِ والأُمَمَ تُعَوِّلُ على المُربِّي في تحقيقِ أهدافِها المنشودةِ، وآمالِها المعقودةِ، فالمُربِّي هو ناقِلُ العِلمِ، وزارعُ القِيَمِ، ومُثَقِّفٌ للعَقلِ، وبانٍ للقِمَمِ، وهو قائدُ الأجيالِ وقُدوتُهم؛ لذا كانت العِنايةُ بالمُربِّي دلالةً على وَعيِ المجتمَعِ برسالتِه، وبُرهانَ رَغبتِه في حِفظِ هُويَّتِهِ.

هذا وإنَّ مِن الواجبِ على رِجالاتِ التَّربيةِ أن يصنعوا المُربِّينَ، وذلك بأن يُقدِّموا لهم الأدواتِ التي ترتقي بهم في أهدافِهم، وأنشطتِهم، وإجراءاتِهم، وأساليبِ تَقويمِهم، ومُخرَجاتِهم، وإنجازاتِهم، ورجالُ التَّربيةِ حين يفعلونَ ذلك إنما يَلِجونَ بابًا عظيمًا من أبوابِ الخيرِ التي يَتعدَّى نَفعُها، كما أنَّ ذلك من التَّراحُمِ والتَّواصي الذي أمرَ الله به، والتي ينبغي أن تكونَ لها ممارساتٌ تربويَّةٌ مُستدامةٌ.

لهذا انبعثت فِكرةُ هذا الكتابِ، وهي البحثُ عن خبراتِ المُربِّينَ الذين قضَوا سَنواتٍ عديدةً في التَّربيةِ والتَّعليمِ وتَنميةِ الآخرينَ، سَنواتٍ أكسَبَتْهم خِبراتٍ ومَهاراتٍ وَجَبَ تَدوينُها، ومنحَتْهم دِرايةً وقُدراتٍ وَجَب حِفظُها ونَقلُها؛ لتكونَ أدلَّةً تطبيقيَّةً، وأَمثلةً تَوجيهيَّةً، ونماذجَ عَمليَّةً تأخذُ بِيَدِ المُربِّي مُرشِدةً له، وتَقِفُ بجانبِه مُشارِكةً ومُسانِدةً، وتَنقُلُه من الإطارِ النَّظريِّ إلى المَيدانِ العَمليِّ، فيرى التَّطبيقَ بأُمِّ عَينِه، كما يرى النماذجَ في الواقعِ ماثِلةً بين يَديهِ، فيتعلَّم المُحاكاةَ والمحاولةَ والتَّكريرَ، وينطلقُ بعدَها نحوَ التَّجديدِ والتَّطويرِ.
 

مَرَّ البحثُ- كما كتب المُعِدُّونَ له- بعَددٍ من الخطُواتِ والمراحلِ التي تَمَّ التَّخطيطُ لها، وهي كما يأتي:

1- الاطِّلاعُ على ما يتعاملُ معه المُربُّونَ العاملونَ في الميدانِ التَّربويِّ من دراساتٍ.

2- الاطِّلاعُ على الدِّراساتِ والأدبِيَّاتِ التَّربويَّةِ المنشورةِ الخاصَّةِ بالمُربِّي المُمارِسِ.

3- إعدادُ وِرَش عمَلٍ للمُربِّينَ؛ للبَحثِ فيما يحتاجُه المُربِّي من خِبراتٍ وأَسئلةٍ ونماذجَ.

4- صياغةُ استِبانةٍ لِجمعِ خِبراتِ المُربِّين الخُبراءِ أصحابِ المُمارساتِ.

5- تجربةُ استِبانةٍ في وِرَشِ عَملٍ؛ للتَّأكُّدِ من سَلامةِ الأسئلةِ، وعَملِ التَّعديلاتِ التي ينبغي عَملُها من صِياغةٍ ودَمجٍ أو حَذفٍ أو إضافةٍ.

6- دعوةُ عشراتِ المُربِّينَ الذين لهم أكثرُ من عشرِ سَنواتٍ في التَّربيةِ؛ لِعَقدِ لِقاءاتٍ ووِرَشِ عَملٍ لاستِثمارِ خِبرتِهم في هذا البَحثِ.

7- إعادةُ صِياغةِ الخِبراتِ وتَرتيبِها عبرَ فريقٍ من المُربِّين، ومُراجعتُها وتَنسيقُها.

8- مُراجعةُ الخِبراتِ بعدَ صِياغتِها عبرَ خُبراءَ تَربويِّينَ ممَّن تزيدُ خِبرتُهم عن 20 عامًا.

9- مُراجعةُ البَحثِ من النَّاحيةِ الفنيَّةِ واللُّغويَّةِ وغَيرِها.

10- إصدارُ البَحثِ في صورةِ مَرجعٍ تَربويٍّ، يَسهُلُ على المُربِّي الاستفادةُ مما تَضمَّنهُ من خِبراتٍ وتَجاربَ يُمكنُ الاقتداءُ بها وتوظيفُها مَيدانِيًّا.
 

وقد قَسَّم المُعِدُّون للكتابِ البَحثَ إلى عِدَّةِ أقسامٍ:

القِسمُ الأوَّلُ: قسمُ المُربِّي

وتحته عِدَّةُ أسئلةٍ كانت مَحاورَ هذا القِسمِ:

فالسُّؤالُ الأوَّلُ: ما الأخلاقُ التي يجبُ أن يَتحلَّى بها المُربِّي؟

وبدأت الإجابةُ بمُقدِّمةٍ بيَّنَت أهميَّةَ القِيَمِ الأخلاقيَّةِ، والسِّماتِ الشَّخصيَّةِ للمُربِّي، والتي هي أهمُّ عواملِ نَجاحِه في مُهمَّتِه، وقَسَّموا هذه الصِّفاتِ إلى قِسمينِ: صفاتٌ وأخلاقيَّاتٌ مُرتبطةٌ بذاتِ المُربِّي، وصفاتٌ وأخلاقيَّاتٌ مُرتبطةٌ بالغَيرِ، وتحتَ كلِّ قِسمٍ من هذينِ القِسمينِ سُرِدَت الصِّفاتُ والأخلاقُ المطلوبةُ.
 

السُّؤالُ الثاني: ما هي الأخلاقُ والصِّفاتُ التي يجبُ أن يَبتعِدَ عنها المُربِّي؟

وسُرِدَت تحتها الأخلاقُ التي تَشينُ المُربِّيَ، والتي يؤدِّي وجودُها إلى شَرخٍ عَميقٍ في العَلاقةِ التَّربويَّةِ، يَصعُبُ معه تَقبُّلُ المُتَربِّي للمُربِّي؛ ومن ثَمَّ لا يحصلُ المَنشودُ من العمليَّةِ التَّربويَّةِ.
 

والسُّؤالُ الثَّالثُ: ما أهمُّ المهاراتِ التي يجبُ أن يَتحلَّى بها المُربِّي؟

وعُدِّدَت المهاراتُ التي يَحسُنُ بالمُربِّي إتقانُها والإلمامُ بها؛ حيث تُيسِّرُ له أداءَ مَهامِّه التَّربويَّةِ، ويَتحقَّقُ معها نتائجُ إيجابيَّةٌ عاليةٌ.
 

والسُّؤالُ الرَّابعُ: كيف يَتسنَّى للمُربِّي تَحقيقُ النَّجاحاتِ من خلالِ صِناعةِ عَلاقاتٍ إيجابيَّةٍ بمَن حولَه؟

وفي إجابةِ هذا السُّؤالِ سُرِدَت أهمُّ العواملِ التي تُعينُ على تَكوينِ عَلاقاتٍ إيجابيَّةٍ مع المُحيطين بالمُربِّي.
 

السُّؤالُ الخامسُ: كيف يَستفيدُ المُربِّي من المُؤسَّساتِ المُجتمعيَّةِ في العَملِ التَّربويِّ؟

واشتملت الإجابةُ على تَوجيهاتٍ تُساعدُ المُربِّيَ على الاستفادةِ من الجِهاتِ المُتخصِّصةِ التي تَعتَني بالتَّربيةِ؛ حُكوميَّةً كانت، أو اجتماعيَّةً، أو خاصَّةً.
 

القِسمُ الثَّاني: قِسمُ المُتَربِّي

وكسابقهِ بناهُ المُعِدُّونَ على شَكلِ أسئلةٍ وإجاباتِها.

وسنُورِدُ هذه الأسئلةَ التي ستَجِدونَ جواباتِها في أطواءِ الكتابِ:
 

السُّؤالُ الأوَّلُ: ما أبرزُ الصفاتِ السُّلوكيَّةِ للمَرحلةِ العُمُريَّةِ للمُتَربِّي؟
 

السُّؤالُ الثَّاني: ما أبرزُ القِيَمِ الأخلاقيَّةِ التي يجبُ غَرسُها في المُتَربِّينَ؟
 

السُّؤالُ الثَّالثُ: ما صِفاتُ المُتَربِّي المُتميِّزِ؟ وما الأدواتُ التي تُساعدُ المُربِّيَ على اكتِشافِ المُتميِّزينَ عن غيرِهم؟
 

السُّؤالُ الرَّابعُ: ما أهمُّ مُشكلاتِ مَرحلةِ المُراهَقةِ؟ وما الحُلولُ المُناسِبةُ لتلك المُشكلاتِ؟
 

السُّؤالُ الخامسُ: كيف تَتعاملُ مع المُربِّي الذي يَعيشُ في بيئةٍ مُختلِفةٍ عن المَحضَنِ التَّربويِّ (مدرسة - أقارب - الحي)؟
 

السُّؤالُ السَّادسُ: ما البَرامجُ الفرديَّةُ التي يُمكنُ أن يَقومَ بها المُتربِّي خارجَ المَحضَنِ التَّربويِّ؟
 

السُّؤالُ السَّابعُ: ويَشملُ ثلاثةَ أَسئلةٍ مُترابطةٍ:

أ- ما آليَّةُ تَدريبِ المُتَربِّي على تَقديمِ بَرنامجٍ لِزُملائِه؟

ب- ما البَرامجُ المُناسبةُ التي يُقدِّمُها المُتَربِّي لِزُملائِه؟

ج- ما البَرامجُ المُناسبةُ التي يُقدِّمُها المُربِّي دون غَيرِه؟
 

والقِسمُ الثَّالثُ: وهو قِسمُ البَرامجِ التَّربويَّةِ:

واشتمل على خَمسةِ أَسئلةٍ وإجاباتِها، ونكتفي بالإشارةِ إلى تلك الأسئلةِ:

السُّؤالُ الأوَّلُ: ما العواملُ التي تَجعلُ البَرنامجَ مُثيرًا للمُتدرِّبينَ وجاذبًا لهم؟

 

السُّؤالُ الثَّاني: ما أهمُّ مَعاييرِ النَّجاحِ التي تتوفَّرُ في مُقدِّمِ البَرنامجِ؟
 

السُّؤالُ الثَّالثُ: ما عَلاقةُ البَرامجِ التَّربويَّةِ بالفَتراتِ الزَّمنيَّةِ؟
 

السُّؤالُ الرَّابعُ: ما الأدواتُ التي يُمكنُ من خِلالِها تَقييمُ نَجاحِ البَرنامجِ التَّربويِّ وقِياسُ الأثرِ على المُتَربِّينَ؟
 

السُّؤالُ الخامسُ: ما دورُ المُربِّي في أثناءِ تَقديمِ البَرنامجِ من قِبَلِ المُتَربِّينَ؟
 

والقِسمُ الرَّابعُ والأخيرُ: قِسمُ المَحضَنِ التَّربويِّ:

وفي عِدَّةِ نقاطٍ تَكلَّم عن المَحضَنِ التَّربويِّ، وهي كالآتي:

النُّقطةُ الأولى: ضَوابطُ اختِيارِ المَقَرِّ:

حَصَر المُعِدُّونَ للكتابِ 11 ضابِطًا، كان أهمَّها:

1- القُربُ من المسجدِ إن أمكنَ، بحيث يَسهُلُ التَّبكيرُ إلى الصلاةِ، والاستفادةُ من المسجدِ في إقامةِ حَلقاتِ العِلمِ، ومَجالسِ الذِّكرِ، وحُضورِ الدُّروسِ والمُحاضراتِ.

2- القُربُ من بِيئةِ المُستفيدينَ، فيكونُ قَريبًا منهم، ويُسهِّلُ وُصولَهم.

3- أَهميَّةُ تَقَبُّلِ الحَيِّ للمَحضَنِ التَّربويِّ وتَرحيبِهم بوُجودِه بينهم.
 

النُّقطةُ الثَّانيةُ: العَناصرُ الجاذِبةُ في المَقَرِّ:

1- المَرافِقُ الحَيويَّةُ.

2- الوَسائلُ المُساعِدةُ.

3- التَّرفِيهُ والرِّياضةُ.
 

النُّقطةُ الثَّالثةُ: البَدائلُ للمَقَرِّ التَّربويِّ:

سُرِدَت تحتَ هذا العنوانِ البَدائلُ للمَقَرِّ التَّربويِّ، فذُكِرَ منها: مَركزُ الحَيِّ، والأَندِيةُ الدَّائمةُ والمَوسِميَّةُ، ومَدرسةُ الحَيِّ، ونحوُها.
 

النُّقطةُ الرَّابعةُ: تَوجيهاتٌ بِشأنِ مَبنى المَحضَنِ:

ومن هذه التَّوجيهاتِ: الصِّيانةُ، والتَّرتيبُ، وحُسنُ التَّنسيقِ، والانضِباطُ، وغَيرُها ممَّا له عَلاقةٌ بالمَبنى.
 

وأَخيرًا كانت الخاتمةُ:

وفيها أَكَّدَ المُعِدُّونَ أنَّ هذه الدِّراسةَ قَدَّمت خُلاصةً تَربويَّةً، وتجاربَ واقعيَّةً لِمجموعةٍ من المُربِّينَ، فجاءت زاخِرةً بِثِمارٍ طيِّبةٍ، تَنوَّعت ألوانُها، وفاحَ أريجُها؛ حيث أَرسَت العَديدَ من المبادئِ والقِيَمِ التَّربويَّةِ، والطَّرائقِ السَّوِيَّةِ في مُعاملةِ المُتَربِّينَ، والأُسُسِ والقَواعدِ التي يَنبَغي أن تَقومَ عليها المَحاضِنُ التَّربويَّةُ، فَضلًا عن عَددٍ من الموضوعاتِ التي تُثري العَملَ التَّربويَّ، وتَأخذُ بِيَدِ كلٍّ مِن المُربِّي والمُتَربِّي إلى المَسالكِ الصَّحيحةِ التي تُحقِّقُ التَّكَيُّفَ والتَّوافقَ والانسِجامَ بين المُتَربِّي وبين أَفرادِ المُجتمعِ.

والدِّراسةُ جَديدةٌ من نَوعِها ومُفيدةٌ للمُربِّينَ.