موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: أقسامُ التَّفاؤُلِ


الفَألُ تارةً يتعَيَّنُ للخيرِ، وتارةً للشَّرِّ، وتارةً يكونُ مترَدِّدًا بينهما:
فالمتعَيِّنُ للخيرِ: مِثلُ الكَلِمةِ الحَسَنةِ يسمَعُها الرَّجُلُ من غيرِ قَصدٍ، نحوُ: يا فلاحُ، يا مسعودُ، فهذا فألٌ حَسَنٌ مُباحٌ مقصودٌ.
 وأمَّا الفَألُ الحرامُ: فمِن ذلك أخْذُ الفَألِ مِن ضَربِ الرَّملِ والقُرعةِ، وجميعُ هذا النَّوعِ حرامٌ؛ لأنَّه من بابِ الاستِقسامِ بالأزلامِ، والأزلامُ: أعوادٌ كانت في الجاهليَّةِ مكتوبٌ على أحَدِهما: افعَلْ، وعلى الآخَرِ: لا تفعَلْ، وعلى الآخرِ: غُفْلٌ. فيخرُجُ أحَدُهما؛ فإن وَجَد عليه: افعَلْ، أقدَمَ على حاجتِه التي يقصِدُها، أو: لا تفعَلْ، أعرَضَ عنها واعتَقَد أنَّها ذميمةٌ، أو خرج المكتوبُ عليه غُفلٌ، أعاد الضَّربَ؛ فهو يطلُبُ قَسْمَه من الغَيبِ بتلك الأعوادِ، فهو استِقسامٌ، أي طَلَبُ القَسْمِ الجيِّد يَتبَعُه، والرَّديءِ يَترُكُه [2027] ينظر ((الفروق)) للقرافي (4/240، 241). .

انظر أيضا: