موسوعة الأخلاق والسلوك

حادِيَ عَشَرَ: أخطاءٌ شائِعةٌ حولَ التَّغافُلِ


1-الاعتقادُ بأنَّ التَّغافُلَ يكونُ أيضًا في حقِّ اللهِ:
وهذا خطَأٌ؛ فإنَّ تغافُلَ الإنسانِ عن حَقِّه، وعفوَه عن زلَّةِ صاحِبِه، وتجاهُلَه رَدَّ الإساءةِ الموجَّهةِ إليه- محمودٌ، بخلافِ التَّغافُلِ عن حَقِّ اللهِ سُبحانَه.
قال ابنُ القَيِّمِ بعدَ أن بَيَّنَ أنَّ المرءَ في حَقِّ نفسِه لا يخاصِمُ بلِسانِه، ولا ينوي الخصومةَ بقَلبِه، ولا يُخطِرُها على بالِه: وأمَّا في حقِّ رَبِّه: فالفُتُوَّةُ أن يخاصِمَ باللهِ وفي اللهِ، ويحاكِمَ إلى اللهِ، كما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ في دعاءِ الاستفتاحِ [1961] أخرجه البخاري (1120)، ومسلم (769) مطولا من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما : ((وبك خاصَمْتُ، وإليك حاكَمْتُ)) [1962] ((مدارج السالكين)) (2/327) .
2-الاعتقادُ بأنَّ التَّغافُلَ لا يكونُ منه إنكارٌ مُطلَقًا:
وهذا اعتقادٌ خَطَأٌ، فلا يلزَمُ من التَّغافُلِ عن الزَّلَّةِ أو الخطَأِ تَركُ إظهارِ الإنكارِ على صاحِبِه بالكُلِّيَّةِ، بل ينبغي إذا تكرَّر الخطَأُ ووقَع الإصرارُ عليه- الإنكارُ على صاحِبِه بالحُسنى، ونُصحُه بالمعروفِ، وإظهارُ سوءِ صنيعِه؛ لرَدعِه عن طَيشِه وتماديه في حُمقِه، خُصوصًا إذا كان في فِعْلِه فَسادٌ.

انظر أيضا: