موسوعة الأخلاق والسلوك

و- نماذِجُ من الاحترامِ والتَّوقيرِ عِندَ العُلَماءِ المُعاصِرين


- توقيرُ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ آل الشَّيخِ واحترامُه لمشايخِه:
يقولُ حمَدُ الفَهدُ: (كان يقولُ عن شيخِه الشَّيخِ سَعدِ بنِ عتيقٍ: شَيخُنا الشَّيخُ الكبيرُ والعالمُ الشَّهيرُ، وكان إذا أتاه الشَّيخُ محمَّدُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ مانعٍ، قام له ورحَّب به وأجلسه مكانَه، ومن ذلك أنَّه كان يحِبُّ الشَّيخَ عبدَ اللَّهِ القرعاويَّ رحمه اللَّهُ -الدَّاعيةَ في جيزانَ- ويُقَدِّرُه، فكان إذا أتى إليه يُكرِمُه كثيرًا، ومن ذلك أنَّه كان يحِبُّ الشَّيخَ حمود التَّويجريُّ رحمه اللَّهُ، وقد رأيتُ الشَّيخَ حمود مرَّةً أتى إلى الشَّيخِ محمَّد يقرأُ عليه أحدَ رُدودِه التي ألَّفها ضِدَّ بعضِ المبتَدِعةِ، فلمَّا نهض الشَّيخُ حمود وانصرف، قال الشَّيخُ محمد: الشَّيخُ حمود مجاهِدٌ جزاه اللَّهُ خيرًا. ومن ذلك أنَّه كان يحِبُّ الشَّيخَ أحمد شاكر، والشَّيخ محمَّد حامِد الفِقي رحمهما اللَّهُ تعالى، وقد رأيتُهما عنده كثيرًا إذا أتيا إلى المملكةِ، وكان يُكرِمُهما ويُجِلُّهما. ومن ذلك احترامُه وتقديرُه أيضًا للشَّيخِ محمَّد الأمين الشِّنقيطيِّ صاحِبِ أضواءِ البيانِ، والشَّيخِ محمَّد المختار الشِّنقيطيِّ) [106] ((شذرات البلاتين من سير العلماء المعاصرين)) لأحمد سالم (ص: 10، 11). .
- توقيرُ محمَّد الأمين الشِّنقيطيِّ واحترامُه للألبانيِّ:
(كان الشَّيخُ محمَّد الأمين الشِّنقيطيُّ -الذي ما عُلِم مِثلُه في عصرِه في عِلمِ التَّفسيرِ واللُّغةِ- يجِلُّ الشَّيخَ الألبانيَّ إجلالًا غريبًا، حتى إذا رآه مارًّا وهو في دَرسِه في الحَرَمِ المدَنيِّ، يَقطَعُ درسَه قائمًا ومُسلِّمًا عليه إجلالًا له) [107] ((الإمام الألباني دروس ومواقف وعبر)) (ص: 224). .
- توقيرُ عبدِ الرَّزَّاقِ عفيفي واحترامُه لابنِ بازٍ:
يقولُ حَمَدُ بنُ إبراهيمَ: (أذكُرُ أنَّني زُرتُه في مخيَّمِه بمِنًى أيَّامِ الحجِّ عام 1403هـ، وقلتُ لأصحابي المرافِقين معي: ستَرَون الشَّيخَ عبدَ الرَّزَّاقِ وهو يبكي. وكانوا يتعجَّبون ممَّا أقولُ، وكنتُ أريدُ لَفتَ انتباهِهم إلى هذا الموقِفِ العظيمِ وحَفزِهم إلى التَّطلُّعِ إليه، فلمَّا سَلَّمْنا عليه يومَ النَّحرِ، قُلتُ له: يا شَيخُ، كيفكم وكيف الشَّيخُ عبدُ العزيزِ؟ فقال: بخيرٍ وللهِ الحمدُ، والشَّيخُ عبدُ العزيزِ لا يُسأَلُ عنه، ما شاء اللَّهُ، ثمَّ أخَذ في الثَّناءِ عليه حتَّى تحدَّرت دموعُه رغمَ شِدَّتِه وقُوَّتِه، وهو يقولُ: ابنُ بازٍ طِرازٌ غيرُ عُلَماءِ هذا الزَّمانِ، ابنُ بازٍ من بقايا العُلَماءِ الأوَّلينَ القُدامى، في عِلمِه وأخلاقِه ونشاطِه ... ثمَّ قطَعَ كلامَه بعَبرةٍ خَنقَتْه عن الإتمامِ!) [108] ((الإيزيدية في التسعين البازية)) (ص: 179، 180). .
- توقيرُ العُلَماءِ وطَلَبةِ العِلمِ لعبدِ الرَّزَّاقِ عفيفي:
(لقد كان العُلَماءُ والعامَّةُ وطَلَبةُ العِلمِ يُقبِلون على مجلِسِ الشَّيخِ، ويَستَمِعون إلى نصائِحِه القيِّمةِ وتوجيهاتِه السَّديدةِ وآرائِه النَّيِّرِة، مع توقيرِهم لشَخصِه وتقديرِهم لعِلمِه، مع محبَّةٍ صادقةٍ خالِصةٍ يُرجى بها وَجهُ اللَّهِ لعالِمٍ بذَل عِلمَه ووقتَه ومالَه دفاعًا عن دينِه، وذَبًّا عن عقيدتِه، وغَيرةً على مجتَمَعِه وأمَّتِه) [109] ((الشيخ عبد الرزاق عفيفي حياته العلمية وجهوده الدعوية وآثاره الحميدة)) لمحمد بن أحمد سيد (ص: 103). .

انظر أيضا: