موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القرآنِ الكريمِ


- قولُه تعالى: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ [ص: 28] .
وفي تفسيرِ هذه الآيةِ قال الطَّبَريُّ: أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ يقولُ: الذين اتَّقوا اللَّهَ بطاعتِه وراقَبوه، فحَذِروا معاصيَه، كَالْفُجَّارِ يعني: كالكُفَّارِ المنتَهِكين حُرُماتِ اللَّهِ [5700] يُنظر: ((جامع البيان)) (21/190). .
(والمرادُ: أنَّه لو بَطَل الجزاءُ كما يقولُ الكافِرون لاستوت عِندَ اللَّهِ أحوالُ من أصلَحَ وأفسَدَ، واتَّقى وفَجَر، ومَن سَوَّى بَيْنَهم كان سفيهًا ولم يكُنْ حكيمًا) [5701] ((الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل)) للزمخشري (4/ 90). .
- وقولُه تعالى: بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ [القيامة: 5] .
 (أي: يَمضي قُدُمًا على معاصي اللهِ ما عاش، راكِبًا رأسَه لا ينزِعُ عنها ولا يتوبُ، هذا قولُ مجاهِدٍ، والحَسَنِ، وعِكرِمةَ، والسُّدِّيِّ. وقال سعيدُ بنُ جُبَيرٍ: لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يُقدِمُ على الذَّنبِ ويؤخِّرُ التَّوبةَ، فيقولُ: سوف أتوبُ، سوف أعمَلُ، حتَّى يأتيَه الموتُ على شَرِّ أحوالِه وأسوَأِ أعمالِه!) [5702] ((تفسير البغوي)) (5/ 183). وقيل غيرُ ذلك.
-
قال للإيذانِ ببُعدِ دَرَجتِهم في سوءِ الحالِ، أي: أولئك الموصوفون بما ذُكِر هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ، أي: الجامِعون بَيْنَ الكُفرِ والفُجورِ؛ فلذلك جَمَع اللهُ تعالى لهم بَيْنَ الغَبَرةِ والقَتَرةِ، وكأنَّ الغَبَرةَ للفُجورِ، والقَتَرةَ للكُفورِ، نعوذُ باللَّهِ عزَّ وجَلَّ من ذلك) [5703] يُنظر: ((تفسير الألوسي)) (22/207). .
- وقولُه عزَّ وجَلَّ: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ [الانفطار: 13-14].
قال السَّعديُّ: (وَإِنَّ الْفُجَّارَ الذين قَصَّروا في حُقوقِ اللهِ وحُقوقِ عبادِه، الذين فَجَرت قلوبُهم ففَجَرت أعمالُهم لَفِي جَحِيمٍ أي: عذابٍ أليمٍ، في دارِ الدُّنيا ودارِ البَرزَخِ وفي دارِ القَرارِ) [5704] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص: 914). .
- وقولُه سُبحانَه: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس: 8] .
 (أي: عَرَّفها طريقَ الفُجورِ والتَّقوى، وجَعَل لها قوَّةً يَصِحُّ معها اكتسابُ أحدِ الأمرَينِ) [5705] ((التسهيل لعلوم التنزيل)) لابن جزي (2/ 486). .
قال ابنُ كثيرٍ: (وقولُه: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا أي: فأرشَدَها إلى فُجورِها وتقواها، أي: بَيَّنَ لها ذلك، وهداها إلى ما قُدِّرَ لها [5706] ((تفسير القرآن العظيم)) (8/412). .

انظر أيضا: