موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- عن أيُّوبَ قال: (مرَّ ابنُ عُمَرَ برَجُلٍ يَكيلُ كَيلًا كأنَّه يعتدي فيه، فقال له: وَيحَك! ما هذا؟ فقال له: أمَرَ اللَّهُ بالوفاءِ. قال ابنُ عُمَرَ: ونهى عن العُدوانِ) [4891] رواه عبد الرزاق (14338). .
- عن ابنِ الحَنَفيَّةِ قال: (دخل علينا ابنُ مُلجَمٍ الحَمَّامَ، وأنا وحَسَن وحُسَينٌ جُلوسٌ في الحمَّامِ، فلمَّا دخل كأنَّهما اشمأزَّا منه، وقالا: ما أجرَأَك! تدخُلُ علينا؟ قال: فقُلتُ لهما: دعاه عنكما، فلعَمْرِي ما يريدُ بكما أحشَمَ من هذا، فلمَّا كان يومُ أُتِيَ به أسيرًا قال ابنُ الحَنَفيَّةِ: ما أنا اليومَ بأعرَفَ به منِّي يومَ دَخَل علينا الحَمَّامَ! فقال عليٌّ: إنَّه أسيرٌ فأحسِنوا نُزُلَه وأكرِموا مَثْواه، فإن بَقِيتُ قَتَلْتُ أو عَفَوتُ، وإنْ مُتُّ فاقتُلوه قِتْلتي ولا تَعتَدوا؛ إنَّ اللَّهَ لا يحِبُّ المُعتَدين) [4892] رواه ابنُ سعد في ((الطبقات الكبرى)) (2872)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (42/558). .
- عن الرَّبيعِ قال: (سَمِعتُ الشَّافعيَّ يقولُ: أنفَعُ الذَّخائِرِ التَّقوى، وأضَرُّها العُدوانُ) [4893] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (9/123)، والبيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى)) (517)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (48/422). ويرويه الرَّبيعُ عن الشَّافعيِّ أيضًا كما في ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (51/ 411). .
- وعن الفُضَيلِ بنِ عِياضٍ قال: (بئسَ الزَّادُ إلى المَعادِ العُدوانُ على العِبادِ) [4894] رواه أبو بكر الدِّينَوَري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (2360)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (48/422). .
- كتَب عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ إلى أهلِ الموسِمِ: (أمَّا بعدُ: فإنِّي أُشهِدُ اللَّهَ، وأبرأُ إليه في الشَّهرِ الحرامِ والبَلَدِ الحرامِ ويومِ الحَجِّ الأكبَرِ، أنِّي بريءٌ مِن ظُلمِ مَن ظَلَمَكم، وعُدوانِ من اعتدى عليكم، أن أكونَ أَمَرْتُ بذلك أو رَضِيتُه أو تعمَّدْتُه، إلَّا أن يكونَ وهمًا منِّي، أو أمرًا خَفِيَ عليَّ لم أتعَمَّدْه، وأرجو أن يكونَ ذلك موضوعًا عنِّي، مغفورًا لي، إذا عَلِم منِّي الِحرصَ والاجتِهادَ) [4895] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/292). .
- وكتَب عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ إلى بعضِ عُمَّالِه: (إن قدَرْتَ أن تكونَ في العدلِ والإحسانِ والإصلاحِ كقَدْرِ مَن كان قَبْلَك في الجَورِ والعُدوانِ والظُّلمِ فافعَلْ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ!) [4896] رواه ابنُ سعد في ((الطبقات الكبرى)) (6778). .
- وقال محمَّدٌ الغزاليُّ: (تعاليمُ الإسلامِ ترعى الإخاءَ حتَّى لا يعدوَ عليه ما يُكَدِّرُه، فلا يجوزُ لمُسلِمٍ أن يُسَبِّبَ لأخيه قَلَقًا، أو يُثيرَ في نفسِه فَزَعًا. قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا يحِلُّ لمُسلِمٍ أن يُرَوِّعَ مُسلِمًا» [4897] أخرجه أبو داود (5004) واللفظ له، وأحمد (23064). صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (5004)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1470)، وصحَّح إسنادَه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (5004). ... وما يؤدِّي إلى إيذاءِ المُسلِمِ أو يُقرِّبُ من العُدوانِ عليه يُعتَبَرُ جريمةً غليظةً، فكيف بإيذائِه والاعتداءِ عليه؟! قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «من أشار إلى أخيه بحديدةٍ فإنَّ الملائكةَ تلعَنُه حتَّى ينتهيَ، وإن كان أخاه لأبيه وأمِّه» [4898] أخرجه مسلم (2616) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه بلفظِ: ((من أشار إلى أخيه بحديدةٍ، فإنَّ الملائكةَ تلعَنُه حتَّى يَدَعَه وإن كان أخاه لأبيه وأمِّه)). [4899] يُنظَر: ((خلق المسلم)) (ص: 177). .

انظر أيضا: