موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ العُدوانِ وبَعضِ الصِّفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ العُدوانِ والإثمِ:
قال أبو هِلالٍ العَسْكريُّ: (الإثمُ: الجُرمُ كائنًا ما كان. والعُدوانُ: الظُّلمُ. قاله الطَّبرسيُّ، وعلى هذا فقَولُه تعالى: يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة: 62] من عَطفِ الخاصِّ على العامِّ [4873] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 16). .
وقال الرَّاغِبُ: (الإثمُ أعَمُّ من العُدوانِ) [4874] ((مفردات القرآن)) (ص: 64). .
الفَرْقُ بَيْنَ العُدوانِ والطُّغيانِ:
قال أبو البقاءِ الكَفَويُّ: (الطُّغيانُ: هو تجاوُزُ الحَدِّ الذي كان عليه من قَبلُ، وعلى ذلك إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ [الحاقة: 11] والعُدوانُ: تجاوُزُ المقدارِ المأمورِ به بالانتهاءِ إليه والوقوفِ عنده، وعلى ذلك فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ [البقرة: 194] ) [4875] ((الكليات)) (ص: 584). .
الفَرْقُ بَيْنَ العُدوانِ والبَغْيِ:
قال أبو البقاءِ الكَفَويُّ: (والعُدوانُ: تجاوُزُ المقدارِ المأمورِ به بالانتهاءِ إليه والوقوفِ عِندَه ...، والبَغيُ: طَلَبُ تجاوُزِ قَدرِ الاستحقاقِ -تجاوزه أو لم يتجاوَزْه-، ويُستعمَلُ في المتكَبِّرِ) [4876] ((الكليات)) (ص: 584). .
الفَرْقُ بَيْنَ العُدوانِ والظُّلمِ:
قال ابنُ رَجَبٍ: (وقد يُفَرَّقُ بَيْنَ الظُّلمِ والعُدوانِ: بأنَّ الظُّلمَ ما كان بغيرِ حَقٍّ بالكُلِّيَّةِ، كأخذِ مالٍ بغيرِ استحقاقٍ لشَيءٍ منه، وقَتْلِ نَفسٍ لا يحِلُّ قَتلُها، وأمَّا العُدوانُ: فهو مجاوزةُ الحُدودِ وتعدِّيها فيما أصلُه مُباحٌ، مِثلُ أن يكونَ له على أحَدٍ حَقٌّ من مالٍ أو دَمٍ أو عِرْضٍ، فيستوفيَ أكثَرَ منه، فهذا هو العُدوانُ، وهو تجاوُزُ ما يجوزُ أخْذُه، فيأخُذُ ما له أخْذُه وما ليس له أخْذُه) [4877] ((شرح حديث لبيك)) (ص: 103). .

انظر أيضا: