موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ وغَيرِهما مِن الصِّفاتِ


- الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ:
لا فَرقَ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ عندَ أكثَرِ اللُّغويِّينَ، غَيرَ أنَّ أبا هِلالٍ العَسكَريَّ فرَّق بَينَهما فَرقًا دقيقًا، فقال: (الشَّتمُ تقبيحُ أمرِ المشتومِ بالقولِ، وأصلُه مِن الشَّتَامةِ، وهو قُبحُ الوَجهِ، ورجُلٌ شَتيمٌ: قبيحُ الوَجهِ، وسُمِّي الأسدُ شَتيمًا لقُبحِ مَنظَرِه، والسَّبُّ: هو الإطنابُ في الشَّتمِ والإطالةُ فيه، واشتِقاقُه مِن السِّبِّ، وهي الشُّقَّةُ الطَّويلةُ، ويُقالُ لها: سَبيبٌ أيضًا، وسَبيبُ الفرسِ شَعرُ ذَنَبِه، سُمِّي بذلك لطولِه، خِلافَ العُرْفِ، والسِّبُّ: العِمامةُ الطَّويلةُ، فهذا هو الأصلُ، فإن استُعمِل في غَيرِ ذلك فهو توسُّعٌ) [3654] ((الفروق اللغوية)) (ص: 52). .
- الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ واللَّعنِ:
أنَّ اللَّعنَ هو الدُّعاءُ على الرَّجلِ بالبَعَدِ، وأمَّا الشَّتمُ والسَّبُّ فهو تقبيحُ الإنسانِ وتعييبُه وإزراؤُه، غَيرَ أنَّ اللَّعنَ أبلَغُ في القُبحِ مِن السَّبِّ المُطلَقِ [3655] يُنظر: ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (1/52)، ((قواعد الأحكام)) للعز بن عبد السلام (1/23). 
- الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ والهِجاءِ:
الصِّلةُ بَينَ الهِجاءِ والسَّبِّ والشَّتمِ: أنَّ الهِجاءَ يكونُ بالشِّعرِ، والسَّبُّ والشَّتمُ أعَمُّ منه [3656] يُنظر: ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) (42/158). .
- الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ والقَذفِ:
القَذفُ هو الرَّميُ بالزِّنا بغَيرِ حقٍّ، وهو مِن تعييبِ الإنسانِ وتنقيصِه بغَيرِ حقٍّ، وذلك سبٌّ وشَتمٌ له، فالقَذفُ داخِلٌ تحتَ السَّبِّ والشَّتمِ، وجِنسٌ مِن أجناسِهما، غَيرَ أنَّه شَتمٌ وسبٌّ خاصٌّ بالعِرضِ [3657] يُنظر: ((حاشية الدسوقي على الشرح الكبير)) (4/309)، ((إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين)) للبكري الدمياطي (2/282)، ((معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية)) لمحمود عبد الرحمن (3/74). .
- الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ والغِيبةِ:
الغِيبةُ: ذِكرُ مساوِئِ الإنسانِ على وَجهِ الازدِراءِ في غَيبتِه وهي فيه، فإن لم تكنْ فيه فبُهتانٌ، وإن واجَهه فهو سبٌّ وشَتمٌ [3658] يُنظر: ((التعريفات)) للجرجاني (ص: 163)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 669) ((التعريفات الفقهية)) للبركتي (ص: 160). .

انظر أيضا: