موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: أخطاءٌ شائعةٌ


قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ [المائدة: 54] . قد يُظَنُّ أنَّ المرادَ بالذُّلِّ في قَولِه تعالى: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ذلُّ الهوانِ، أو الانكسارُ على وَجهِ الضَّعفِ والخَورِ، وهذا خطَأٌ، إنَّما هو ذُلُّ الانقيادِ والعَطفِ والشَّفَقةِ [3523] ((مدارج السالكين)) (2/310). ، ولينُ الجانِبِ وخَفضُ الجناحِ، والرَّأفةُ والرَّحمةُ للمُؤمِنين، كما قال تعالى لرسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء: 215] ، ووصَف أصحابَه بمِثلِ ذلك في قولِه: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الفتح: 29] ، وهذا يرجِعُ إلى أنَّ المحبِّين للهِ يحبُّون أحبَّاءَه ويعودون عليهم بالعَطفِ والرَّأفةِ والرَّحمةِ [3524] ((مجموع رسائل ابن رجب)) (3/ 321). ، واللَّهُ جَلَّ وعلا أثنى على محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعلى أصحابِه بأنَّهم لا يَضَعون اللِّينَ إلَّا في موضِعِ اللِّينِ، ولا يَضَعون القَسوةَ إلَّا في موضِعِ القَسوةِ، قال: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ليسوا بأصدقاءَ لهم ولا محبِّين ولا أولياءَ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الفتح: 29] ، هذه عادةُ المُسلِمِ أن يكونَ شديدًا عظيمًا على الكافِرِ، رحيمًا رفيقًا ذليلًا على المسلِمِ [3525] ((العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير)) (5/ 221). .

انظر أيضا: