موسوعة الأخلاق والسلوك

خامِسًا: صُوَرُ الخِذْلانِ


ومِن صُوَرِ الخِذْلانِ:
1- خِذْلانُ المظلومِ:
وقد ذَكَر الهيتمي من الكبائِرِ: (خِذْلانَ المظلومِ مع القُدرةِ على نُصرتِه) [3071] ((الزواجر)) (2/189). .
2- الخِذْلانُ في الجِهادِ:
خِذْلانُ المُسلِمين في الجِهادِ وعَدَمُ نُصرتِهم صِفةٌ من صفاتِ المُنافِقين؛ قال اللَّهُ تعالى فيهم: وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران: 167-168] .
وفي غزوةِ أحُدٍ خَرَج رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ألفٍ من أصحابِه، واستعمَلَ على المدينةِ ابنَ أمِّ مَكتومٍ للصَّلاةِ بمن بَقيَ بالمدينةِ من المسلِمين، فلما صار رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالشَّوطِ بَيْنَ المدينةِ وأُحُدٍ، انصرف عبدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولَ بثُلُثِ النَّاسِ [3072] ((جوامع السيرة)) لابن حزم (ص: 124). ويُنظَر: ((السير والمغازي)) لابن إسحاق (ص: 324). .
3- خِذْلانُ مَن يُمَزَّقُ عِرضُه وتُنتَهَكُ حُرمتُه دونَ أن ينصُرَه أو يدافِعَ عنه.
4- خِذْلانُ من يؤخَذُ مالُه بدونِ وَجهِ حَقٍّ.
5- خِذْلانُ من ينالُه أذًى بعَدَمِ الدَّفعِ عنه.
6- الخِذْلانُ بتَركِ أخيه المسلمِ يَقَعُ في معصيةٍ يمكِنُه منعُه منها والحيلولةُ بينَه وبينَ اقترافِها.
وفي الحديثِ قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((انصُرْ أخاك ظالِمًا أو مظلومًا)) [3073] رواه البخاري (2444). .
و(معناه: أنَّ الظَّالمَ مظلومٌ في نفسِه، فيدخُلُ فيه رَدعُ المرءِ عن ظُلمِه لنَفسِه حِسًّا ومعنًى، فلو رأى إنسانًا يريدُ أن يَجُبَّ نفسَه لظَنِّه أنَّ ذلك يزيلُ مفسَدةَ طَلَبِه للزِّنا مَثَلًا، منَعَه من ذلك، وكان ذلك نصرًا له، واتَّحد في هذه الصُّورةِ الظَّالمُ والمظلومُ) [3074] ((دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين)) لابن علان (3/ 27). .

انظر أيضا: