موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: (لا تمارِ أخاك؛ فإنَّ المِراءَ لا تُفهَمُ حِكمتُه، ولا تُؤمَنُ غائِلَتُه [2319] الغائلةُ: الدَّاهيةُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (11/ 507). [2320] ((جامع الأصول)) لابن الأثير (2/753) (1262). .
- وعن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (مِن استحقاقِ حقيقةِ الإيمانِ تَركُ المِراءِ والمَرءُ صادِقٌ) [2321] رواه هناد في ((الزهد)) (2/557). .
- وقال أبو الدَّرداءِ: (كفى بك إثمًا ألَّا تزالَ مُماريًا!) [2322] رواه الدارمي (293) مطوَّلًا، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (130). .
- وقال ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: (لن يصيبَ رَجُلٌ حقيقةَ الإيمانِ حتَّى يترُكَ المِراءَ، وهو يعلَمُ أنَّه صادِقٌ، ويَترُكَ الكَذِبَ في المُزاحةِ) [2323] رواه عبد اللهِ بن أحمد في ((الزهد)) (2134). .
- ورُوِيَ عن معاذِ بنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال: (إذا أحبَبْتَ أخًا فلا تُمارِه) [2324] رواه البخاري في ((الأدب المفرد)) (545)، وأبو داود في ((الزهد)) (187). صحَّح إسنادَه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (424). .
- وقال مالِكُ بنُ أنَسٍ: (المِراءُ في العِلمِ يُقَسِّي القُلوبَ، ويُورِثُ الضَّغائِنَ) [2325] رواه ابنُ عساكر في ((تاريخ دمشق)) (61/205). .
- وقال أيضًا: (كلَّما جاءَنا رجُلٌ أجدَلُ مِن رَجُلٍ، ترَكْنا ما نَزَل به جبريلُ على محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لجَدَلِه!) [2326] ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) للَّالَكائي (1/ 163)، ((الفقيه والمتفقه)) للخطيب البغدادي (1/ 554). .
- وقال أيضًا: (ليس هذا الجَدَلُ من الدِّينِ بشَيءٍ) [2327] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (1/201). .
(وكان يقولُ: المِراءُ والجِدالُ في العِلمِ يَذهَبُ بنورِ العِلمِ من قَلبِ العبدِ. وقيل له: الرَّجُلُ له عِلمٌ بالسُّنَّةِ أيجادِلُ عنها؟ قال: لا، ولكِنْ ليُخبِرْ بالسُّنَّةِ، فإن قُبِل منه وإلَّا سَكَت. قال ابنُ وَهبٍ: وسمِعتُ مالِكًا يقولُ إذا جاءه أحَدٌ من أهلِ الأهواءِ: أمَّا أنا فعلى بَيِّنةٍ من رَبِّي، وأمَّا أنت فشاكٌّ، فاذهَبْ إلى شاكٍّ مِثْلِك فخاصِمْه، ثمَّ قرأ: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف: 108] ) [2328] ((الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب)) لابن فرحون (1/ 115). ويُنظَر: ((ترتيب المدارك)) للقاضي عياض (2/ 39). .
- وقال ابنُ أبي ليلى: (لا تمارِ أخاك؛ فإنَّه لا يأتي بخيرٍ) [2329] رواه هناد في ((الزهد)) (2/557). .
- وقال أيضًا: (لا أماري أخي؛ إمَّا أن أُغضِبَه، وإمَّا أُكَذِّبَه) [2330] رواه هناد في ((الزهد)) (2/557). .
وفي لفظٍ آخَرَ: (ما ماريتُ أخي أبدًا؛ لأنِّي إن ماريتُه إمَّا أن أُكَذِّبَه، وإمَّا أن أُغضِبَه) [2331] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (1/18). .
- وقال بلالُ بنُ سَعدٍ: (إذا رأيتَ الرَّجُلَ لَجوجًا مماريًا مُعجَبًا برأيِه فقد تمَّت خَسارتُه) [2332] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/228)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (8435)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (10/502). .
- وقال مُسلِمُ بنُ يَسارٍ: (إيَّاكم والمِراءَ؛ فإنَّها ساعةُ جَهلِ العالِمِ، وبها يبتغي الشَّيطانُ زلَّتَه) [2333] رواه الدارمي (396)، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (125)، والآجُري في ((الشريعة)) (112). .
- وقال عَبدوسُ بنُ مالِكٍ العَطَّارُ: (سَمِعتُ أبا عبدِ اللهِ أحمَدَ بنَ حَنبَلٍ رَضِيَ اللهُ عنه يقولُ: أصولُ السُّنَّةِ عِندَنا: التَّمسُّكُ بما كان عليه أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والاقتداءُ بهم، وتَركُ البِدَعَ -وكُلُّ بدعةٍ فهي ضلالةٌ-، وتَركُ الخُصوماتِ والجُلوسِ مع أصحابِ الأهواءِ، وتَركُ المِراءِ والجِدالِ والخُصوماتِ في الدِّينِ... إلى أن قال: لا تخاصِمْ أحدًا ولا تناظِرْه، ولا تتعَلَّمِ الجِدالَ؛ فإنَّ الكلامَ في القَدَرِ والرُّؤيةِ والقرآنِ وغيرِها من السُّنَنِ مكروهٌ منهيٌّ عنه، ولا يكونُ صاحِبُه -إن أصاب بكلامِه السُّنَّةَ- من أهلِ السُّنَّةِ حتَّى يَدَعَ الجَدَلَ) [2334] رواه اللَّالَكائي في ((شرح أصول الاعتقاد)) (317). .
- وقال محمَّدُ بنُ الحُسَينِ الآجُرِّيُّ: (من صفةِ الجاهِلِ: الجَدَلُ، والمِراءُ، والمُغالَبةُ) [2335] ((أخلاق العلماء)) (ص: 63). .
- وعن الحَسَنِ قال: (ما رأينا فقيهًا يُماري) [2336] ((أخلاق العلماء)) للآجري (ص: 58). .
- وعنه أيضًا: (المُؤمِنُ يُداري ولا يُماري، يَنشُرُ حِكمةَ اللهِ، فإنْ قُبِلت حَمِدَ اللهَ، وإن رُدَّت حَمِدَ اللهَ) [2337] ((أخلاق العلماء)) للآجري (ص: 58). .
- وعن زيادِ بنِ حُدَيرٍ قال: (قال لي عُمَرُ: هل تَعرِفُ ما يَهدِمُ الإسلامَ؟! قال: قُلتُ: لا. قال: يَهدِمُه زَلَّةُ العالِمِ، وجِدالُ المُنافِقِ بالكِتابِ، وحُكمُ الأئمَّةِ المُضِلِّين) [2338] رواه الدارمي (214). صحَّح إسنادَه الألباني في تخريج ((مشكاة المصابيح)) (259)، وذكر ابنُ كثير في ((مسند الفاروق)) (2/536) أنَّه رُوِي من طُرُقٍ جيِّدةٍ. .
- وقال عبدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ: (المِراءُ رائِدُ الغَضَبِ، فأخزى اللهُ عقلًا يأتيك بالغَضَبِ!) [2339] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (1/315). .
- وقال الأصمَعيُّ: (سَمِعتُ أعرابيًّا يقولُ: مَن لاحى [2340] المُلاحاةُ: المنازَعةُ والمخاصَمةُ. يُنظَر: ((الإفصاح عن معاني الصحاح)) لابن هبيرة (5/ 33). الرِّجالَ وماراهم قَلَّت كرامتُه، ومَن أكثَرَ مِن شيءٍ عُرِف به) [2341] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (1/18). .
- وقال عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ: (قد أفلح مَن عُصِم من المِراءِ والغَضَبِ والطَّمَعِ) [2342] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/290) .
- وقال أيضًا: (مَن جَعَل دينَه غَرَضًا للخُصوماتِ أكثَرَ التَّنقُّلَ) [2343] رواه ابنُ سعد في ((الطبقات الكبير)) (7/ 362). .
- وقال الأوزاعيُّ: (إذا أراد اللهُ بقومٍ شَرًّا ألزَمَهم الجَدَلَ، ومنَعَهم العَمَلَ) [2344] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (1/202). .
- وقال يحيى بنُ أبي كَثيرٍ: (سِتٌّ منَ كُنَّ فيه فقد استكمَلَ الإيمانَ: قتالُ أعداءِ اللهِ بالسَّيفِ، والصِّيامُ في الصَّيفِ، وإسباغُ الوُضوءِ في اليومِ الشَّاتي، والتَّبكيرُ بالصَّلاةِ في يومِ الغَيمِ، وتَركُ الجِدالِ والمِراءِ وأنت تَعلَمُ أنَّك صادِقٌ، والصَّبرُ على المصيبةِ) [2345] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (3/ 68). .
- وقال سُفيانُ الثَّوريُّ فيما أوصى به عليَّ بنَ الحَسَنِ السُّلَميَّ: (عليك بالصِّدقِ في المواطِنِ كُلِّها، وإيَّاك والكَذِبَ والخيانةَ ومجالَسةَ أصحابِها؛ فإنَّها وِزرٌ كُلُّه... وإيَّاك والخُصوماتِ والجِدالَ والمِراءَ؛ فإنَّك تصيرُ ظَلومًا خوَّانًا أثيمًا، وعليك بالصَّبرِ في المواطِنِ كُلِّها؛ فإنَّ الصَّبرَ يجرُّ إلى البِرِّ، والبِرَّ يَجُرُّ إلى الجنَّةِ، وإيَّاك والحِدَّةَ والغَضَبَ؛ فإنَّهما يجرَّانِ إلى الفُجورِ، والفُجورُ يجُرُّ إلى النَّارِ، ولا تُمارِيَنَّ عالِمًا فيَمقُتَك) [2346] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 82، 83). .
- وقال معروفٌ الكَرْخيُّ: (إذا أراد اللهُ بعبدٍ خيرًا فتح عليه بابَ العَمَلِ وأغلق عنه بابَ الجَدَلِ، وإذا أراد بعبدٍ شَرًّا أغلق عليه بابَ العَمَلِ وفَتَح عليه بابَ الجَدَلِ) [2347] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 361)، ((شعب الإيمان)) للبيهقي (3/ 296). .
- وقال ذو النُّونِ المِصريُّ: (ثلاثةٌ من أعمالِ الكِياسةِ: تَركُ المِراءِ والجِدالِ في الدِّينِ، والإقبالُ على العَمَلِ بيسيرِ العِلمِ، والاشتِغالُ بإصلاحِ عُيوبِ النَّفسِ غافِلًا عن عيوبِ النَّاسِ) [2348] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (13/ 505)، ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (17/ 424). .
- وقال أبو قِلابةَ: (لا تجالِسوا أهلَ الأهواءِ ولا تجادِلوهم؛ فإنِّي لا آمَنُ أن يَغمِسوكم في ضلالتِهم، أو يَلبِسوا عليكم ما كنتُم تَعرِفون) [2349] ((سنن الدارمي)) (405)، ((الشريعة)) للآجري (114، 2044)، ((شعب الإيمان)) للبيهقي (12/ 56). .
 - وقال ابنُ بطَّةَ: (اعلَمْ -يا أخي- أنِّي لم أرَ الجِدالَ والمناقَضةَ، والخِلافَ والمُماحَلةَ، والأهواءَ المختَلِفةَ والآراءَ المُختَرَعةَ: من شرائِعِ النُّبَلاءِ، ولا من أخلاقِ العُقَلاءِ، ولا من مذاهِبِ أهلِ المروءةِ، ولا ممَّا حُكيَ لنا عن صالحي هذه الأُمَّةِ، ولا من سِيَرِ السَّلَفِ، ولا من شيمةِ المَرضيِّين من الخَلَفِ، وإنَّما هو لهوٌ يُتعَلَّمُ، ودرايةٌ يُتفَكَّهُ بها، ولذَّةٌ يُستراحُ إليها، ومهارَشةُ العُقولِ، وتذريبُ اللِّسانِ بمَحقِ الأديانِ، وضراوةٌ على التَّغالُبِ، واستمتاعٌ بظُهورِ حُجَّةِ المخاصِمِ، وقَصدٌ إلى قَهرِ المناظِرِ والمغالَطةِ في القياسِ، وبَهتٌ في المقاوَلةِ، وتكذيبُ الآثارِ، وتسفيهٌ لأحلامِ الأبرارِ، ومُكابَرةٌ لنَصِّ التَّنزيلِ، وتهاوُنٌ بما قاله الرَّسولُ، ونَقضٌ لعُقدةِ الإجماعِ، وتشتيتُ الألفةِ، وتفريقٌ لأهلِ المِلَّةِ، وشُكوكٌ تدخُلُ على الأمَّةِ، وضراوةُ السَّلاطةِ، وتوغيرٌ للقُلوبِ، وتوليدٌ للشَّحناءِ في النُّفوسِ. عَصَمنا اللهُ وإيَّاكم من ذلك، وأعاذنا من مجالَسةِ أهلِه) [2350] ((الإبانة الكبرى)) (2/ 531، 532). .
- وقال لُقمانُ: (يا بُنَيَّ، مَن لا يَملِكْ لِسانَه يَندَمْ، ومَن يُكثِرِ المِراءَ يُشتَمْ، ومَن يصاحِبْ صاحِبَ السُّوءِ لا يَسلَمْ، ومن يُصاحِبِ الصَّالِحَ يَغنَمْ) [2351] ((مكارم الأخلاق)) للخرائطي (ص: 295). .
- وقال أيضًا: (لا تُمارِيَنَّ حكيمًا، ولا تُجادِلَنَّ لَجوجًا [2352] اللَّجوجُ: هو الذي يتمادى في الخُصومةِ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (6/ 179). ، ولا تُعاشِرَنَّ ظَلومًا، ولا تُصاحِبَنَّ مُتَّهمًا) [2353] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (1/18). .
- وقال أيضًا: (يا بُنَيَّ، مَن قَصَّر في الخُصومةِ خُصِمَ، ومَن بالغ فيها أَثِمَ؛ فقُلِ الحَقَّ ولو على نفسِك، فلا تُبالِ مَن غَضِبَ) [2354] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (1/18). .
- وعن يُونُسَ قال: كتَبَ إليَّ ميمونُ بنُ مِهرانَ: (إيَّاك والخصومةَ والجِدالَ في الدِّينِ، ولا تجادِلَنَّ عالِمًا ولا جاهِلًا؛ أمَّا العالِمُ فإنَّه يَخزُنُ [2355] يخزُنُ: يَكتُمُ. يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (5/ 2108). عنك عِلمَه، ولا يُبالي ما صنَعْتَ، وأمَّا الجاهِلُ فإنَّه يُخَشِّنُ بصَدرِك [2356] يُخَشِّنُ بصَدرِك: يُوغِرُه. يُنظر: ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 1193). ، ولا يُطيعُك) [2357] رواه الدارمي (302). .

انظر أيضا: