موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: دَرَجاتُ الثَّرثَرةِ


لا شَكَّ أنَّ الثَّرثَرةَ أمرٌ ممقوتٌ؛ لِما تحمِلُه من التَّكلُّفِ وكثرةِ الكلامِ بغيرِ داعٍ، وعلى المُسلِمِ أن يحفَظَ لِسانَه من الوقوعِ فيها، لكِنْ تبقى الثَّرثَرةُ دَرَجاتٍ بحسَبِ ما تُفضي إليه، وعلى ذلك يمكِنُنا اعتبارُ الثَّرثَرةِ أربعَ دَرَجاتٍ:
الأولى: ثرثرةٌ تُفضي إلى الكُفرِ، وذلك إذا اشتمَلَت على استهزاءٍ بشيءٍ من الدِّينِ ونحوِ ذلك.
الثَّانيةُ: ثرثرةٌ تُفضي إلى الوقوعِ في كبائِرِ الذُّنوبِ، كثرثرةٍ تُفضي إلى القولِ على اللهِ بغيرِ عِلمٍ، أو نَبزِ أهلِ الدِّينِ، أو التَّكَلُّمِ في الأعراضِ والغِيبةِ، ونحوِ ذلك.
الثَّالِثةُ: ثرثرةٌ تُفضي إلى الوقوعِ في صغائِرِ الذُّنوبِ، وهي ما يقَعُ من سَقَطاتِ اللِّسانِ لممًا، ولا يحصُلُ معه إصرارٌ.
الرَّابعةُ: ثرثرةٌ هي من لغوِ الكلامِ، وهو الكلامُ الذي لا ضرَرَ فيه لكِنَّه لا ينفَعُ صاحِبَه، وربَّما يؤذي الآخَرينَ من حيثُ كثرتُه بلا فائدةٍ، والعاقِلُ يُنَزِّهُ نفسَه عنه؛ لِما فيه من تضييعِ الأوقاتِ بغيرِ نَفعٍ على صاحِبِه وعلى مَن يتحدَّثُ إليهم [2113] يُنظَر: ((قوت القلوب)) لأبي طالب المكي (1/ 175)، ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (3/211)، ((التفسير الوسيط)) لمجموعة من المؤلفين (6/ 959). .

انظر أيضا: