موسوعة الأخلاق والسلوك

د- نماذِجُ من أمانةِ الصَّحابةِ


1- عن ابنِ مسعودٍ قال: كنتُ أرعى غنمًا لعُقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، فمَرَّ بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ، فقال: ((يا غُلامُ، هل من لَبَنٍ؟ قال: قُلتُ: نعَمْ، ولكِنِّي مُؤتَمَنٌ)) [896] أخرجه الإمام أحمد (3598)، وأبو يعلى (4985)، وابن حبان (6504)، والطبراني (8456). حسَّنه النخشبي في ((فوائد الحنائي)) (1/115)، والوادعي في ((صحيح دلائل النبوة)) (130) والأرناؤوط في تخريج ((سير أعلام النبلاء)) (1/465)، وقال الألباني في ((صحيح الموارد)) (1804): حسنٌ صحيحٌ. .
2- وعن غيرِ واحِدٍ من أهلِ العِلمِ: (لمَّا أُتِيَ عُمَرُ بسِوارَيْ كِسرَى، جَعَل يُقَلِّبُ بعضَ ذلك بعضًا، ثمَّ قال: إنَّ الذي أدى هذا لأمينٌ! فقال له رَجُلٌ: أنا أخبِرُك، أنت أمينُ اللهِ وهم يؤدُّون إليك ما أدَّيتَ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ، فإذا رتَعْتَ رَتَعوا! قال: صدَقْتَ، ثمَّ فَرَّقَه) [897] أخرجه الشافعي في ((الأم)) (5/353)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (13414). .
3- عن حُذيفةَ بنِ اليمانِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لأهلِ نَجرانَ: ((لأبعَثَنَّ إليكم رجُلًا أمينًا حَقَّ أمينٍ، فاستشرف لها أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبَعَث أبا عُبَيدةَ)) [898] أخرجه البخاري (7254) ومسلم (2420). .
قولُه: ((أمينًا حَقَّ أمينٍ))، أي: أمينًا حقيقةً.
((فاستشرَفَ لها أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم))، أي: تطلَّعوا للولايةِ ورَغِبوا فيها؛ حِرصًا على تحصيلِ الصِّفةِ المذكورةِ، وهي الأمانةُ، لا على الوِلايةِ من حيثُ هي [899] ((فتح الباري)) لابن حجر (1/ 107)، (7/ 94). .

انظر أيضا: