موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: حُكمُ النَّصيحةِ


أوَّلًا: اتَّفَق العُلَماءُ على أنَّها واجِبةٌ.
ثانيًا: اختلَفوا في نَوعِ فرضيَّتِها؛ فذهَب بعضُهم إلى أنَّها فَرضُ عَينٍ، وذهَب البعضُ الآخَرُ إلى أنَّها فَرضُ كِفايةٍ [9231] يُنظَر: ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) لعبد العزيز المسعود (1/224). .
والدَّليلُ على وُجوبِ النَّصيحةِ قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الدِّينُ النَّصيحةُ...)) [9232] رواه مطولًا البخاري معلقًا بصيغة الجزم قبلَ حديث (57)، ورواه موصولًا مسلم (55). .
وما ورَد في حديثِ جَريرٍ رضِي اللهُ عنه؛ حيثُ قال: ((بايَعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على إقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصحِ لكُلِّ مُسلِمٍ)) [9233] رواه البخاري (57)، ومسلم (56). ، وغَيرِه مِن الأحاديثِ.
قال ابنُ مُفلِحٍ: (ظاهِرُ كلامِ أحمَدَ والأصحابِ وُجوبُ النُّصحِ للمُسلِمِ، وإن لم يسألْه ذلك، كما هو ظاهِرُ الأخبارِ) [9234] ((الآداب الشرعية)) (1/291). .
وقال ابنُ بطَّالٍ: (النَّصيحةُ فَرضٌ يُجزِئُ فيه مَن قام به، ويسقُطُ عن الباقينَ، قال: والنَّصيحةُ لازِمةٌ على قَدرِ الطَّاقةِ إذا علِم النَّاصِحُ أنَّه يُقبَلُ نُصحُه، ويُطاعُ أمرُه، وأمِن على نَفسِه المكروهَ، فإن خشِي على نَفسِه أذًى فهو في سَعةٍ) [9235] ((شرح صحيح البخاري)) (1/129). .

انظر أيضا: