موسوعة الأخلاق والسلوك

ثاني عَشَرَ: أخطاءٌ شائعةٌ حولَ الفَصاحةِ


1- الاعتقادُ بأنَّ الفَصاحةَ لا تتحقَّقُ لصاحِبِها ولا يستحِقُّ الوصفَ بها إلَّا إذا اختار ما فيه صعوبةٌ من الألفاظِ، واستعمَلَ الغريبَ والوَحشيَّ في كلامِه، وهذا خَطَأٌ.
وقد جَعَل الجاحِظُ اللَّفظَ على ثلاثِ مراتِبَ: الغريبُ الوَحشيُّ، والفصيحُ، والسُّوقيُّ المُبتَذَلُ، وخيرُها اللَّفظُ الفصيحُ الذي يقَعُ وسَطًا بَيْنَ الغريبِ الوَحشيِّ والسُّوقيِّ المبتَذَلِ، فكما لا ينبغي أن يكونَ اللَّفظُ عامِّيًّا وساقِطًا سوقيًّا، فكذلك لا ينبغي أن يكونَ غريبًا وَحشيًّا [7437] يُنظَر: ((البيان والتبيين)) (1/135). .
2- الاعتقادُ بأنَّ حُسنَ البيانِ الذي هو من الفَصاحةِ محمودٌ بإطلاقٍ، وهذا خطَأٌ؛ لأنَّ حُسنَ البيانِ وإن كان محمودًا في الجُملةِ ففيه ما هو مذمومٌ؛ لكونِه مُعرِبًا عن باطِلٍ، كما أنَّ جِنسَ الشِّعرِ وإن كان مذمومًا في الجُملةِ لكِنَّه قد يكونُ فيه ما هو محمودٌ؛ لاشتمالِه على حِكَمٍ، ومنه ما يُستعذَبُ ويُقضى له بالتَّعجُّبِ، ويَقصُرُ عنه منه العامَّةُ [7438] يُنظَر: ((فيض القدير)) للمناوي (2/525). .

انظر أيضا: