موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- نماذِجُ مِن فَصاحةِ العَرَبِ في الجاهليَّةِ


هانِئُ بنُ قَبيصةَ البَكْريُّ:
وخطَب هانِئُ بنُ قَبيصةَ البَكْريُّ في قومِه يحُضُّهم على القتالِ يومَ ذي قارٍ، وهو يومٌ مشهورٌ من أيَّامِ العَرَبِ، فقال: (يا مَعشَرَ بَكْرٍ، هالِكٌ مَعْذور خَيْرٌ مِن ناجٍ فَرور، إنَّ الحَذَرَ لا يُغْني مِن القَدَر، وإنَّ الصَّبْرَ مِن أسْبابِ الظَفَر، المَنيَّةَ ولا الدَّنيَّةَ، اسْتِقبالُ المَوْتِ خَيْرٌ مِنِ اسْتِدبارِه، الطَّعنُ في ثَغْرِ النُّحور أكرَمُ مِنه في الأعجازِ والظُّهور، يا آلَ بَكرٍ قاتِلوا؛ فما للمَنايا مِن بُدٍّ) [7385] يُنظَر: ((أمالي القالي)) (1/ 169)، ((جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة)) لأحمد زكي صفوت (1/ 37). .
قُسُّ بنُ ساعِدةَ:
قال الضَّبِّيُّ: (كان قُسُّ بنُ ساعِدةَ بنِ إيادٍ مُفَوَّهًا ناطِقًا، فوَقَف بسُوقِ عكاظٍ على جمَلٍ له أحمَرَ، فقال: أيُّها النَّاسُ، اجتَمِعوا واسمَعوا وعُوا، مَن عاشَ مات، ومَن ماتَ فات، وكلُّ ما هو آتٍ آت. ثُمَّ قالَ: أَمَّا بعدُ، فإنَّ في السَّماءِ لخَبَرًا، وإنَّ في الأرضِ لعِبَرًا، نُجومٌ تَغورُ، وبِحارٌ تَمورُ ولا تَغورُ، وسَقفٌ مَرفوع، ومِهادٌ مَوضوع، أقسَمَ قُسٌّ قَسَمًا باللهِ وما أَثِمَ، لتَطلُبُنَّ مِن الأمرِ شَحَطًا، ولئِن كانَ بعضُ الأمرِ رِضًا إنَّ للهِ في بعضِه سَخَطًا، وما بِهذا لَعِبًا، وإنَّ مِن وَراءِ هذا عَجَبًا. يا مَعشَرَ إياد، أين ثَمودُ وعاد، وأين الآباءُ والأجداد؟ أين المَعروفُ الذي لم يُشكَرْ، والظُّلمُ الَّذي لم يُنكَرْ؟ أقسَمَ قُسٌّ قَسَمًا باللهِ وما أَثِم، إنَّ للهِ دينًا هو أَرضى مِن دينٍ نحن عليه) [7386]  ((أمثال العرب)) للضبي (ص: 113). .

انظر أيضا: