موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- نماذِجُ من الاعتِدالِ والوَسَطيَّةِ عِندَ الصَّحابةِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم


كلُّ مَن تابَع النَّبيَّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ توسَّط بقَدرِ استمساكِه بالسُّنَّةِ، والصَّحابةُ هم أَولى النَّاسِ بذلك، ومَن نَظَر في سِيَرِهم رأى الاعتِدالَ والاقتِصادَ، ومن ذلك:
1- عن أبي جُحَيفةَ وَهبِ بنِ عبدِ اللَّهِ السُّوَائيِّ، قال: ((آخَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَينَ سَلْمانَ وأبي الدَّرداءِ، فزار سَلْمانُ أبا الدَّرداءِ، فرأى أمَّ الدَّرداءِ مُتبَذِّلةً [497] أي: في ثيابِ البِذْلةِ: وهي خلافُ ثيابِ التَّجَمُّلِ والتَّزَيُّنِ. يُنظَر: ((كشف المشكل من حديثِ الصحيحين)) لابن الجوزي (1/ 436). ، فقال لها: ما شأنُكِ؟! قالت: أخوك أبو الدَّرْداءِ ليس له حاجةٌ في الدُّنيا، فجاء أبو الدَّرداءِ، فصَنَع له طعامًا، فقال: كُلْ فإنِّي صائِمٌ، قال: ما أنا بآكِلٍ حتَّى تأكُلَ، فأكَلَ، فلمَّا كان اللَّيلُ ذَهَب أبو الدَّرداءِ يقومُ، فقال: نَمْ، فنام، ثمَّ ذهب يقومُ، فقال: نَمْ، فلمَّا كان آخِرُ اللَّيلِ قال سَلْمانُ: قُمِ الآنَ، قال: فصَلَّيَا، فقال له سَلْمانُ: إنَّ لرَبِّك عليك حَقًّا، ولنَفْسِك عليك حَقًّا، ولأهلِك عليك حَقًّا؛ فأعْطِ كُلَّ ذي حَقٍّ حَقَّه، فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذَكَر ذلك له، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صَدَق سَلْمانُ)) [498] أخرجه البخاري (1968). .
2- سُئِل مُعاذُ بنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: كيف تقرأُ القرآنَ؟ قال: (أنام أوَّلَ اللَّيلِ، فأقومُ وقد قضَيتُ جُزئي من النَّومِ، فأقرأُ ما كتَب اللَّهُ لي، فأحتَسِبُ نَومتي كما أحتَسِبُ قَومتي) [499] ((الصحيح)) للبخاري (4341). .
3- عن أبي عُثمانَ النَّهديِّ: (أنَّ أبا هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه كان يقومُ ثُلُثَ اللَّيلِ، وتقومُ امرأتُه ثُلُثَ اللَّيلِ، ويقومُ ابنُه ثُلُثَ اللَّيلِ، إذا نام هذا قام هذا) [500] ((الزهد لأحمد)) رواية عبد الله (ص: 322) رقم (994). .

انظر أيضا: