موسوعة الأخلاق والسلوك

د- نماذِجُ من السَّكينةِ عندَ السَّلَفِ


سكينةُ السَّلَفِ في الجنائِزِ:
عن أيُّوبَ السَّختيانيُّ، عن أبي قِلابةَ أنَّه سمع قاصًّا رافعًا صوتَه في جِنازةٍ، فقال: (إن كانوا لَيُعَظِّمون الموتَ بالسَّكينةِ) [4736] ((الزهد)) لوكيع (ص461). .
وكان الميِّتُ على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخرُجُ به الرِّجالُ يحمِلونه إلى المَقبرةِ لا يُسرِعون ولا يُبطِئون، بل عليهم السَّكينةُ، لا نساءَ معهم، ولا يرفعون أصواتَهم لا بقراءةٍ ولا غيرِها، وهذه هي السُّنَّةُ باتِّفاقِ المُسلِمين [4737] ((مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية)) للبعلي (ص: 168). .
الشَّعبيُّ:
عن محمَّدِ بنِ عِمرانَ، قال: (قال رجُلٌ للشَّعبيِّ: إنَّ فلانًا عالمٌ، قال: ما رأيتُ عليه بهاءَ العِلمِ! قيل: وما بهاؤه؟ قال: السَّكينةُ، إذا عَلَّم لا يُعَنِّفُ، وإذا عُلِّمَ لا يأنَفُ) [4738] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/323). .
لُزومُ القَنَّادِ ما كان من المجالِسِ فيه سَكينةٌ:
عن محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ القَنَّادِ، قال: (حضَرْتُ مجلِسَ سُفيانَ الثَّوريِّ، فكان الوَقارُ والسَّكينةُ والعِلمُ فيه؛ فلَزِمتُه) [4739] أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (15/ 557). .
أحمدُ بنُ حَنبَلٍ:
عن المَرُّوذيِّ، قال: (لم أرَ الفقيرَ في مجلِسٍ أعَزَّ منه في مجلِسِ أحمَدَ؛ كان مائِلًا إليهم، مُقصِرًا عن أهلِ الدُّنيا، وكان فيه حِلمٌ، ولم يكُنْ بالعَجولِ، وكان كثيرَ التَّواضُعِ، تعلوه السَّكينةُ والوقارُ، وإذا جلَس في مجلِسِه بعدَ العَصرِ للفُتيا لا يتكَلَّمُ حتَّى يُسأَلَ، وإذا خرج إلى مسجدِه لم يتصَدَّرْ) [4740] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (11/218). .

انظر أيضا: