موسوعة الأخلاق والسلوك

سادِسًا: دَرَجاتُ السَّكينةِ


قال صاحِبُ المنازِلِ: السَّكينةُ: اسمٌ لثلاثةِ أشياءَ: أوَّلُها: سكينةُ بني إسرائيلَ التي أُعطوها في التَّابوتِ. السَّكينةُ الثَّانيةُ: هي التي تَنطِقُ على لسانِ المحَدَّثين، ليست هي شيئًا يُملَكُ، إنَّما هي شيءٌ من لطائِفِ صُنعِ الحَقِّ، تُلقى على لسانِ المحَدَّثِ الحِكمةُ كما يُلقي الملَكُ الوَحيَ على قُلوبِ الأنبياءِ، وتَنطِقُ بنُكَتِ الحقائِقِ مع ترويحِ الأسرارِ، وكَشْفِ الشُّبَهِ.
السَّكينةُ الثَّالثةُ: هي التي نزلت على قَلبِ النَّبيِّ وقلوبِ المؤمنينَ، وهي شيءٌ يجمَعُ قُوَّةً ورَوحًا، يَسكُنُ إليه الخائِفُ، ويتسَلَّى به الحزينُ والضَّجِرُ، ويَسكُنُ إليه العَصِيُّ والجَريءُ والأَبيُّ. وأمَّا سكينةُ الوَقارِ التي نزَّلها نعتًا لأربابِها فإنَّها ضياءُ تلك السَّكينةِ الثَّالثةِ التي ذكَرْناها، وهي على ثلاثِ دَرَجاتٍ:
الدَّرَجةُ الأولى: سكينةُ الخُشوعِ عندَ القيامِ للخِدمةِ؛ رعايةً وتعظيمًا وحضورًا.
الدَّرَجةُ الثَّانيةُ: السَّكينةُ عندَ المعاملةِ بمحاسبةِ النُّفوسِ، وملاطفةِ الخَلقِ، ومراقبةِ الحَقِّ.
الدَّرَجةُ الثَّالثةُ: السَّكينةُ التي تُثبِت الرِّضا بالقَسْمِ، وتمنَعُ من الشَّطحِ الفاحِشِ، وتُوقِفُ صاحِبَها على حَدِّ الرُّتبةِ، والسَّكينةُ لا تَنزِلُ إلَّا في قلِب نبيٍّ أو وَليٍّ [4701] يُنظَر: ((منازل السائرين)) لأبي إسماعيل الهروي (ص: 83-85). .

انظر أيضا: