موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: الرَّحمةُ لغةً واصطِلاحًا


الرَّحمةُ لغةً:
الرَّحمةُ: مِن رَحِمه يَرحَمُه، رحمةً ومَرحَمةً: إذا رقَّ له، وتعطَّف عليه، وأصلُ هذه المادَّةِ يدُلُّ على الرِّقَّةِ والعَطفِ والرَّأفةِ، وتراحَمَ القومُ: رَحِم بعضُهم بعضًا.
ومنها الرَّحِمُ: وهي علاقةُ القَرابةِ.
وقد تُطلَقُ الرَّحمةُ ويرادُ بها ما تقعُ به الرَّحمةُ، كإطلاقِ الرَّحمةِ على الرِّزقِ والغَيثِ [4013] يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (5/1929)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/498)، ((لسان العرب)) لابن منظور (12/230)، ((مختار الصحاح)) للرازي (ص 120). .
الرَّحمةُ اصطِلاحًا:
(الرَّحمةُ رِقَّةٌ تقتضي الإحسانَ إلى المرحومِ، وقد تُستعمَلُ تارةً في الرِّقَّةِ المجرَّدةِ، وتارةً في الإحسانِ المجرَّدِ عن الرِّقَّةِ) [4014] ((المفردات في غريب القرآن)) للراغب (1/347). .
وقيل: (هي رِقَّةٌ في النَّفسِ تبعَثُ على سَوقِ الخيرِ لمن تتعدَّى إليه) [4015] ((التحرير والتنوير)) للطاهر بن عاشور (26/21). .
وقيل: هي (رِقَّةٌ في القلبِ يلامِسُها الألمُ حينما تُدرِكُ الحواسُّ أو تُدرَكُ بالحواسِّ، أو يتصوَّرُ الفِكرُ وُجودَ الألمِ عِندَ شَخصٍ آخَرَ، أو يلامِسُها السُّرورُ حينما تُدرِكُ الحواسُّ أو تُدرَكُ بالحواسِّ، أو يتصوَّرُ الفِكرُ وُجودَ المسرَّةِ عِندَ شخصٍ آخَرَ) [4016] ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن الميداني (2/5). .
وقيل: (الرَّحمةُ كمالٌ في الطَّبيعةِ يجعَلُ المرءَ يَرِقُّ لآلامِ الخَلقِ ويسعى لإزالتِها، ويأسى لأخطائِهم، فيتمنَّى لهم الهُدى) [4017] ((خلق المسلم)) لمحمد الغزالي (ص: 190). .

انظر أيضا: