موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: دَرَجاتُ حِفظِ اللِّسانِ


بالنَّظَرِ في نصوصِ الشَّرعِ وكلامِ العُلَماءِ يُمكِنُنا اعتبارُ دَرَجاتِ حِفظِ اللِّسانِ أربَعَ دَرَجاتٍ:
الأُولى: حِفظُ المُسلِمِ لِسانَه عمَّا فيه ضَرَرٌ مَحضٌ محقَّقٌ، وهذا الضَّرَرُ دَرَجاتٌ متفاوتةٌ؛ فأعظَمُه وأخطَرُه ما كان كلامًا يُخرِجُ صاحِبَه من الدِّينِ، كسَبِّ دينِ اللَّهِ سُبحانَه، أو سَبِّ رُسُلِه، أو الاستهزاءِ بالدِّينِ، ثمَّ تأتي كبائِرُ الذُّنوبِ مِن قَذفِ المُحصَناتِ والقَولِ على اللَّهِ بغيرِ عِلمٍ، إلى غيرِ ذلك، ثمَّ سائِرُ ما حَرَّمه اللَّهُ.
الثَّانيةُ: حِفظُ المُسلِمِ لِسانَه عمَّا غَلَب ضَرَرُه على نفعِه، أو أفضى إلى شَرٍّ أكبَرَ منه.
الثَّالثةُ: حِفظُ المُسلِمِ لِسانَه عمَّا لا منفعةَ فيه ولا ضَرَرَ، فهو لغوٌ وفُضولٌ، والاشتغالُ به تضييعٌ للزَّمانِ.
الرَّابعةُ: حِفظُ المُسلِمِ لِسانَه إلَّا عن منفعةٍ وخيرٍ ومصلحةٍ، فإذا تكَلَّم كان كلامُه بالخيرِ ذِكرًا ونصحًا ودعوةً، إلى غيرِ ذلك من أوجهِ الخيرِ والنَّفعِ في الدِّينِ والدُّنيا [3456] يُنظَر: ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص: 67)، ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/111)، ((الأذكار)) للنووي (ص: 332)، ((إعلام الموقعين)) لابن القيم (3/12)، ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/340، 341)، (2/147)، ((تفسير الحجرات - الحديد)) لابن عثيمين (ص: 230، 231). .

انظر أيضا: