الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3264 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 845 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1441
تفاصيل الحدث:

في يوم الاثنين السادس عشر جمادى الأولى خَلَع السلطانُ الظاهر جقمق على الشريف علي بن حسن بن عجلان باستقراره في إمرة مكة، عِوَضًا عن أخيه الشريف بركات بن حسن بحكم عزله؛ لعدم حضوره إلى الديار المصرية، وعيَّن السلطان مع الشريف علي خمسين مملوكًا من المماليك السلطانية، وعليهم الأمير يشبك الصوفي المؤيدي أحد أمراء العشرات ورأس نوبة، لمساعدة الشريف علي على قتال أخيه الشريف بركات، وسافر الشريف علي من القاهرة في يوم الخميس الرابع والعشرين جمادى الآخرة، ثم في يوم الأحد الثاني عشر ربيع الآخر سنة 846 قدم الأمير سودون المحمدي من مكة إلى القاهرة، وهو مجروح في مواضع من بدنه، من قتال كان بين الشريف علي صاحب مكة وبين أخيه الشريف بركات، انتصر فيه الشريف علي، وانهزم بركات إلى البر، ثم في يوم الاثنين ثالث شوال من سنة 846 خلع السلطان على الشريف أبي القاسم بن حسن بن عجلان باستقراره أمير مكة، عوضًا عن أخيه علي، بحكم القبض عليه وعلى أخيه إبراهيم بمكة.

العام الهجري : 303 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 916
تفاصيل الحدث:

خرج المهديُّ بنفسِه إلى تونُسَ وقرطاجَنَّة وغيرِهما يرتادُ موضعًا على ساحِلِ البحر يتَّخِذُ فيه مدينةً، وكان يجِدُ في الكتُبِ خروجَ أبي يزيدَ على دولته، ومن أجلِه بنى المهديَّةَ، فلم يجِدْ مَوضِعًا أحسَنَ ولا أحصَنَ مِن موضع المهديَّة، وهي جزيرةٌ متَّصِلةٌ بالبَرِّ كهيئة كفٍّ متَّصِلةٍ بزِندٍ، فبناها وجعلها دار مُلكِه، وجعل لها سورًا مُحكَمًا وأبوابًا عظيمةً، وزْنُ كُلِّ مِصراعٍ مائةُ قنطارٍ، وكان ابتداءُ بنائها يوم السبت لخمسٍ خَلَونَ مِن ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثمائة، فلَّما ارتفع السورُ أمَرَ راميًا أن يرميَ بالقوس سهمًا إلى ناحية المغرب، فرمى سهمَه فانتهى إلى موضِعِ المُصلَّى، فقال: إلى موضعِ هذا يَصِلُ صاحِبُ الحِمارِ، يعني أبا يزيدَ الخارجيَّ؛ لأنّه كان يركب حمارًا، وكان يأمُرُ الصُّنَّاعَ بما يعملون، ثمَّ أمر أن يُنقَرَ دار صناعة في الجبلِ تَسَعُ مائةَ شيني- مركب بَحَري- وعليها بابٌ مُغلَقٌ؛ ونقَرَ في أرضِها أهراءً للطعامِ، ومصانِعَ للماء، وبنى فيها القصورَ والدُّورَ، فلما فرغ منها قال: "اليومَ أمَّنتُ على الفاطميَّات"، يعني بناتِه، وارتحل إليها، ولَمَّا رأى إعجابَ الناس بها، وبحصانتها، كما يقول: هذا لساعةٍ مِن نهار، وكان كذلك لأنَّ أبا يزيد وصل إلى موضعِ السهم، ووقف فيه ساعةً، وعاد ولم يظفَرْ.

العام الهجري : 482 العام الميلادي : 1089
تفاصيل الحدث:

سارَ السُّلطانُ ملكشاه في إثْرِ يعقوبَ لِقَتلِه مُقدِّمَ الجَكليَّة, والذي دَخلَ إلى أَخيهِ بكاشغر مُستجِيرًا به، فسَمِعَ السُّلطانُ بذلك، فأَرسلَ إلى مَلِكِ كاشغر يَتوعَّدُه، إن لم يُرسِلهُ إليه، أن يَقصِد بِلادَه، ويَصيرُ هو العَدُوَّ، فخافَ أن يَمنَع السُّلطانَ، فأَدَّاهُ اجتِهادُه إلى أن قَبَضَ على أَخيهِ يعقوبَ، وأَظهرَ أنه كان في طَلَبِه، فظَفَرَ به، وسَيَّرَهُ مع وَلَدِه، وجَماعةٍ من أَصحابِه، وكَّلَهم بيعقوب، وأَرسلَ معهم هَدايا كَثيرةً للسُّلطانِ، وأَمَرَ وَلدَه أنه إذا وَصلَ إلى قَلعةٍ بقُربِ السُّلطانِ أن يَسْمُلَ يعقوبَ ويَتركهُ، فإن رَضِيَ السُّلطانُ بذلك، وإلَّا سَلَّمَه إليه، فحَدثَ أن طغرل بن ينال استَولى على كاشغر وأَخَذَ صاحبَها أخا يعقوب, فأَطلَقوا يعقوبَ، فلمَّا رأى السُّلطانُ ذلك ورأى طَمَعَ طغرل بن ينال، ومَسيرَه إلى كاشغر، وقَبْضَ صاحِبِها، ومِلْكِه لها مع قُرْبِه منه، خاف أن يَنحَلَّ بَعضُ أَمرِه وتَزولَ هَيبتُه، وعَلِمَ أنه متى قَصدَ طغرل سار من بين يَديهِ، فإن عادَ عنه رَجعَ إلى بِلادِه، وكذلك يعقوب أخو صاحِبِ كاشغر، وأنه لا يُمكِنُه المَقامُ لِسِعَةِ البِلادِ وراءَهُ وخَوْفِ الموتِ بها، فوَضعَ تاجَ المُلْكِ على أن يَسعَى في إصلاحِ أَمرِ يعقوب معه، ففَعلَ ما أَمرَهُ به السُّلطانُ، فاتَّفَقَ هو ويعقوبُ، وعاد إلى خراسان، وجَعلَ يعقوبَ مُقابِلَ طغرل يَمنعُه من القُوَّةِ، ومِلْكِ البلادِ، وكلٌّ منهما يقوم في وَجهِ الآخرِ.

العام الهجري : 528 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1134
تفاصيل الحدث:

سار شمس الملوك إسماعيل من دمشق إلى شقيف تيرون، وهو في الجبل المطلِّ على بيروت وصيدا، وكان بيد الضحاك بن جندل رئيس وادي التيم، قد تغلَّب عليه وامتنع به، فتحاماه المسلمون والفرنج، يحتمي على كل طائفة بالأخرى، فسار شمس الملوك إليه وأخذه منه في المحرم، وعَظُم أخذُه على الفرنج؛ لأن الضحاك كان لا يتعرض لشيء من بلادهم المجاورة له، فخافوا شمس الملوك، فشرعوا في جمع عساكرهم، فلما اجتمعت ساروا إلى بلد حوران، فخربوا أمهات البلد، ونهبوا ما أمكنهم نهبُه نهبةً عظيمة، وكان شمس الملوك لما رآهم يجمعون، جمع هو أيضًا وحشد وحضر عنده جمع كثير من التركمان وغيرهم، فنزل بإزاء الفرنج وجرت بينهم مناوشة عدة أيام، ثم إن شمس الملوك نهض ببعض عسكره، وجعل الباقيَ قبالة الفرنج، وهم لا يشعرون، وقصَدَ بلادهم طبرية والناصرة وعكا وما يجاورها من البلاد، فنهب وخرب وأحرق وأهلك أكثر البلاد، وسبى النساء والذرية، وامتلأت أيدي من معه من الغنائم، واتصل الخبر بالفرنج، فانزعجوا ورحلوا في الحال لا يلوي أخ على أخيه، وطلبوا بلادهم، وأما شمس الملوك فإنه عاد إلى عسكره على غير الطريق الذي سلكه الفرنج، فوصل سالِمًا ووصل الفرنج إلى بلادهم ورأوها خرابًا؛ ففَتَّ في أعضادهم وتفرَّقوا، وراسلوا في تجديد الهدنة فتم ذلك في ذي القعدة.

العام الهجري : 1286 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1869
تفاصيل الحدث:

افتُتِحت "قناة السويس" -التي تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر- أمامَ الملاحة الدولية، وقد بدأت أعمالُ الحفر في هذه القناة في 24 من إبريل 1859م، وشارك فيها 60 ألف فلاحٍ مصري، وبلغ طول القناة 162.5 كم, وقد دعا الخديوي إسماعيل حاكِمُ مصر أباطرةَ وملوك العالم وقريناتِهم لحضور حفلِ افتتاح قناة السويس، والذى تم في 16 نوفمبر 1869، وقد كان حفلًا أسطوريًّا، روعِيَ فيه الاهتمام بنظافة المدينة، وتمَّ حَثُّ التجار على توريد الخضرواتِ واللحوم والأسماك كبيرة الحجم لبورسعيد لمواجهةِ الطلبات المتزايدة، كما رُوعِيَ إحضار الثلج من القاهرة، كذلك جُهِّزَ عددٌ من السفن لإحضار المدعوين من الإسكندرية لبورسعيد. وكان الخديوي قد طلب من مديري الأقاليمِ أن يُحضُروا عددًا من الأهالي بنسائهم وأطفالهم لحضورِ حَفلِ الافتتاح، فانتشروا على خط القناة من فلاحين ونوبيين وعُربان بملابسهم التقليدية ومما زاد الأمر أبَّهةً اصطفاف الجيشِ والأسطول المصري في ميناء بورسعيد بالإضافة لفيالقه على ضفاف القناة، وأقيمت 3 منصَّات خضراء مكسوَّة بالحرير، خصِّصَت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية يمين للعُلَماء والمشايخ، والثالثة يسار خُصِّصَت لرجال الدين النصارى، وقد بلغ عددُ المدعوين من الوجهاء زُهاءَ ستة آلاف مدعو.

العام الهجري : 1315 العام الميلادي : 1897
تفاصيل الحدث:

في هذا العام زار الإمبراطورُ الألمانيُّ ويلهلم استانبولَ فلَحِقَه هرتزل وتمكَّن من مقابلتِه في القدس وطلَبَ مساعدتَه بشأن الهجرة إلى فلسطين، وبعد توسُّط السفارة الألمانية في استانبول تقَدَّم هرتزل وبصُحبتِه الحاخام اليهوديُّ موشيه ليفي مِن السلطان عبد الحميد الثاني قائلًا: مولانا صاحِبَ الشوكة جلالةَ السلطانِ، لقد وكَّلَنا عبيدُكم اليهودُ بتقديم أسمى آيات التبجيل والرجاءِ، عبيدُكم المخلِصون اليهودُ يقَبِّلون الترابَ الذي تدوسونه ويَستعطِفونكم للهجرةِ إلى فلسطين المقدَّسة، ولقاء أوامِرِكم العالية الجليلة نرجو التفضُّلَ بقَبولِ هديَّتِكم خمس ملايين ليرة ذهبية، فما كان من الخليفةِ إلَّا أن أمر بطردِهم، كما جاء في مذكرات هرتزل، بلِّغوا هرتزل ألا يبذُلَ بعد اليوم شيئًا من المحاولة في هذا الأمرِ؛ أمرِ دُخولِ فلسطين، والتوطُّن فيها؛ فإنِّي لست مستعدًّا لأن أتخلى عن شبرٍ واحدٍ من هذه البلاد لتذهَبَ إلى الغيرِ، فالبلاد ليست ملكي بل هي مِلكٌ لشعبي، روى ترابها بدمائِه، فلْتحتفِظ اليهودُ بملايينهم من الذهَبِ. وأصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين، فاتخذوا قرارًا بخَلعِه وحاولوا استخدامَ المنظَّمات السرية الأرمنية، وفوَّضوا عمانوئيل قره صو الذي يتمتَّع بجنسية عثمانية وإيطالية، والذي أصبح نائبًا عن ولاية سلانيك بتلك المهمَّة، فكان هذا اليهودي ممن اشترك مع الوافدِ الذي دخل على الخليفة ليبلِّغَه قرارَ عَزلِه.

العام الهجري : 1331 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1913
تفاصيل الحدث:

هو محمود شوكت باشا بن سليمان طالب العمري الفاروقي بالولاء، وهو قائِدٌ عراقي، ولي رئاسةَ الوزراء في الدولة العثمانية، وعَلَت شهرتُه في حركة الدستور العثماني. ولِدَ ببغداد سنة 1275ه وكان أبوه متصرفًا في المنتفق، فتعلَّم بها ثم بالمدرسة الحربية في الأستانة، وتقدَّم في المناصب العسكرية إلى أن أعطِيَ لقب فريق، وعيِّن واليًا لقوصوه، فقائدًا للفيلق الثالث بسلانيك. وكان من أعضاء جمعية (تركيا الفتاة) السِّرية التي كان هدفها في ذلك العهد القضاءَ على استبداد السلطان عبد الحميد الثاني. ونجحت الجمعية في إعلان (الدستور) وقامت على إثره فتنة (الرجعيين) في إبريل (1908) فزحف محمود شوكت بفيلقه من سلانيك على العاصمة (الأستانة) فدخلها عنوةً بعد يومين، وخلع السلطان عبد الحميد، وولَّى محمد رشاد، وتألَّفت وزارة كان محمود شوكت وزيرَ الحربية فيها، ثم أسندت إليه الصدارة العظمى (رئاسة الوزراء) واشتَدَّت في أيامه وما قبلها سيطرةُ الاتحاديين، وهم المظهر العلني لتركيا الفتاة، وجاهروا بسياسة تتريك العناصر، ولم يكن محمود شوكت (وهو جركسي الأصل، عربي المنبت) من أنصارِهم في تلك السياسة، اغتيل شوكت أمام نظارة الحربية، والذي صعد إلى الوزارة قبل 5 أشهر في إطار انقلاب نظَّمته جماعةُ الاتحاد والترقي، واتخذ الاتحاديون حادثَ الاغتيال وسيلةً لتصفية المعارضة، حيث أُعدم 29 شخصًا.

العام الهجري : 1341 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1923
تفاصيل الحدث:

عَقِبَ انتهاء الحرب العالمية الأولى قامت الثورةُ المصرية في عام 1919 مطالِبةً بالحرية والاستقلال لمصر، وإقامة حياة نيابية وديمقراطية كاملة. وأدَّت هذه الثورة إلى صدور تصريح في 28 فبراير 1922، والذي اعترف بمصرَ دولةً مستقلةً ذات سيادة (مع وجود تحفُّظات أربعة)، كما تضمَّن إنهاءَ الحماية البريطانية على مصر. واستنادًا إلى هذا الواقِعِ الجديد تمَّ وَضعُ دستور جديد للبلاد صدر في إبريل عام 1923، ووضعَته لجنةٌ مكوَّنةٌ من ثلاثين عضوًا، ضمَّت ممثِّلين للأحزاب السياسية، والزعامات الشعبية، وقادة الحركة الوطنية. وقد أخذ هذا الدستورُ بالنظامِ النيابي البرلماني القائِمِ على أساس الفصل والتعاون بين السُّلطاتِ. ونُظِّمَت العلاقةُ بين السلطتين: التشريعية والتنفيذية على أساسِ مبدأ الرَّقابة والتوازن. كما أخذ الدستورُ الجديد بنظام المجلِسَين، وهما: مجلس الشيوخ، ومجلس النواب. وبالنسبة لمجلس النوَّاب نَصَّ الدستور على أنَّ جميعَ أعضائه مُنتَخَبون، ومدةُ عضوية المجلس خمس سنوات. أمَّا مجلسُ الشيوخ فكان ثلاثةُ أخماس أعضائِه مُنتخَبين، والبقيَّةُ مُعيَّنين. وأخذ الدستورُ بمبدأ المساواة في الاختصاص بين المجلسين كأصلٍ عامٍّ، مع بعض الاستثناءاتِ. وقد تزايد عددُ أعضاء المجلِسَين من فترة لأخرى؛ حيث كان الدستور يأخذ بمبدأ تحديد عدد أعضاء المجلِسَين بنسبةٍ معينة من عدد السكَّان.

العام الهجري : 1393 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1973
تفاصيل الحدث:

وُلِد في مَدينة "بلونسك" البُولنديَّة، ولِتَحمُّسِه للصُّهيونيةِ هاجَر إلى فِلَسطين في 1906. امتهَنَ ابن غُوريون الصحافةَ في بِداية حياته العَمَلية، وبدَأ باستعمالِ الاسمِ اليهودي "ابن غُوريون" عندما مارَس حياتَه السِّياسيةَ. وهو أوَّلُ مَن تقلَّد مَنصِب رئيس وُزراءٍ لإسرائيلَ مِن سنةِ 1948م حتى سنة 1953م، وتقلَّد المنصبَ مدَّةً أُخرى بدَأت في 1955م، وانتهَت في 1963م، وعندما تولَّى منْصبَ رئيسَ الوزراءِ أمَر بتَشكيل "جَيش الدِّفاع الإسرائيلي" مِن عناصر عِصابةِ "الهاجاناه"، وهي عصابةٌ صُهيونية. أسَّسه ابنُ غوريون في مَدينة القُدس كرَدِّ فِعلٍ للثَّورة التي اندلَعَت في فِلَسطين من العام 1920م. كان ابن غُوريون مِن طلائع الحرَكةِ العُمَّالية الصُّهيونيةِ في مَرْحلة تأْسيس الكيانِ الصُّهيوني "إسرائيل". وهو الذي قاد إسرائيلَ في حرْب 1948 التي يُطلِق عليها الإسرائيليُّون "حرْب الاستقلالِ". وقد استقالَ مِن رِئاسة الوزراءِ عام 1963م مُعلِنًا رغبتَه في التفرُّغ للدِّراسة والكتابةِ، لكنه ظلَّ مُحتفِظًا بمَقعدِه في الكِنيست، غيرَ أنه لم يُخلِدْ تمامًا لهذا النَّمَط الجديدِ من الحياةِ، فأسَّس عام 1965م حِزبًا مُعارِضًا أسماه (رافي)، ويُعَدُّ ابنُ غوريون من المؤسِّسين لحزْبِ العَمَل الإسرائيلي، والذي تبوَّأ رئاسةَ الوزراءِ الإسرائيليَّة لمدَّة 30 عامًا منذُ تأْسيس الكيانِ الصُّهيوني "إسرائيل". وهلك ابن غُوريون عن عُمرٍ ناهَزَ 87 عامًا.

العام الهجري : 804 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1402
تفاصيل الحدث:

كثُرَ تنافرُ الأمراء واختلافهم، وانقطع نوروز، وجكم الجركسي الظاهري، وقنباي، عن الخدمة، ودخل شهر رمضان وانقضى، فلم يحضروا للهناء بالعيد، ولا صلَّوا صلاة العيد مع السلطان، فلما كان يوم الجمعة ثاني شوال ركبوا للحرب، فنزل السلطان من القصر إلى الإسطبل عند سودن طاز، وركب نوروز وجكم وقنباي، وقرقماس الرماح، ووقعت الحربُ من بكرة النهار إلى العصر، ورأس الأمراءَ نوروز وجكم، وخصمهم سودن طاز، فلما كان آخر النهار بعث السلطان بالخليفةِ المتوكل على الله وقضاة القضاة الأربع إلى الأمير الكبير نوروز في طلب الصلح، فلم يجد بدًّا من ذلك، وترك القتال، وخلع عنه آلة الحرب، فكفَّ الأمير جكم الدوادار أيضًا عن الحرب، وعد ذلك مكيدةً من سودن طاز، فإنه خاف أن يغلِبَ ويُسَلِّمَه السلطان إلى الأمراء، فأشار عليه بذلك حتى فعله، فتمَّت مكيدته بعدما كاد أن يؤخذ؛ لقوة نوروز وجكم عليه، وبات الناس في هدوء، فلما كان يوم السبت الغد ركب الخليفة وشيخ الإسلام البلقيني، وحلَّفوا الأمراء بالسمع والطاعة للسلطان، وإخماد الفتنة، فطلع الأمير نوروز إلى الخدمة في يوم الاثنين خامسه، وخُلِعَ عليه، وأُركِبَ فرسًا خاصًّا بسرج، وكنفوش ذهب، وطلع الأمير جكم في ثامنه وهو خائف، ولم يطلع قنباي، ولا قرقماس، وطُلِبا فلم يُوجَدا، وجُهِّز إليهما خلعتان، على أن يكون قنباي نائبًا بحماة، وقرقماس حاجبًا بدمشق، ونزل جكم بغير خِلعة حنقًا وغضبًا، فما هو إلا أن استقر في داره، ونزل إليه سرماش رأس نوبة، وبشباي الحاجب بطلب قنباي، ظنًّا أنه اختفى ليلبس الخلعة بنيابة حماة، فأنكر أن يكون عنده وصرفهما، وركب من ليلته بمن معه من الأمراء والمماليك وأعيانهم قمش الخاصكي الخازندار، ويشبك الساقي، ويشبك العثماني، وألطبغا جاموس، وجانباي الطيبي، وبرسبغا الدوادار، وطرباي الدوادار، وصاروا كلهم على بركة الحبش خارج مصر، ولحق به الأمير قنباي، وقرقماس الرماح، وأرغز، وغنجق، ونحو الخمسمائة من مماليك السلطان، وأقاموا إلى ليلة السبت عاشره، فأتاهم الأمير نوروز، والأمير سودن من زاده رأس نوبة، والأمير تمربغا المشطوب، في نحو الألفين، فسُرَّ بهم، وأقاموا جميعًا إلى ليلة الأربعاء، وأمرُهم يزيد ويقوى بمن يأتيهم من الأمراء والمماليك، فنزل السلطان من القصر في ليلة الأربعاء الرابع عشر إلى الإسطبل عند سودن طاز، وركب بكرةَ يوم الأربعاء فيمن معه، وسار من باب القرافة بعد ما نادى بالعرض، واجتمع إليه العسكر كله، وواقع جكم ونوروز، وكسرهما، وأسَرَ تمربغا المشطوب، وسودن من زاده، وعلى بن أينال، وأرغر، وفرَّ نوروز وجكم في عدة كبيرة يريدون بلاد الصعيد، وعاد السلطان ومعه الأمير سودن طاز إلى القلعة مُظفَّرًا منصورًا، وبعث بالأمراء المأسورين إلى الإسكندرية في ليلة السبت السابع عشر، وانتهى نوروز وجكم إلى منية القائد وعادوا إلى طموه، ونزلوا على ناحية منبابه من بر الجيزة تجاه القاهرة، فمنع السلطان المراكبَ أن تعديَ بأحدٍ منهم في النيل، وطلب الأمير يشبك الشعباني من الإسكندرية، فقدم يوم الاثنين التاسع عشر إلى قلعة الجبل، ومعه عالم كبير ممن خرج إلى لقائه، فباس الأرض ونزل إلى داره، وفي ليلة الثلاثاء عِشرينه: ركب الأمير نوروز نصف الليل، وعدى النيل، وحضر إلى بيت الأمير الكبير بيبرس الأتابك، وكان قد تحدَّث هو والأمير إينال باي بن قجماس له مع السلطان، حتى أمنه ووعده بنيابة دمشق، وكان ذلك من مكر سودن طاز، فمشى ذلك عليه، حتى حضر فاختلَّ عند ذلك أمر جكم وتفرَّق عنه من معه، وفرَّ عنه قنباي وصار فريدًا، فكتب إلى الأمير بيبرس الأتابك يستأذنه في الحضور، فبعث إليه الأمير أزبك الأشقر رأس نوبة، والأمير بشباي الحاجب، وقدما به ليلة الأربعاء في الحادي والعشرين إلى باب السلسلة من الإسطبل السلطاني، فتسلَّمه عدوه الأمير سودن طاز وأصبح وقد حضر يشبك وسائر الأمراء للسلام عليه، فلما كانت ليلة الخميس الثاني والعشرين قُيِّدَ وحمل في الحراقة -سفينة- إلى الإسكندرية، فسُجِن بها حيث كان الأمير يشبك مسجونًا، وفي يوم الخميس هذا خرج المحمَلُ وأمير الحاج نكباي الأزدمري، أحد أمراء الطبلخاناه، وكان قد ألبس الأمير نوروز تشريف نيابة دمشق في بيت الأمير بيبرس يوم الأربعاء، فقُبِض عليه من الغد يوم الخميس، وحُمل إلى باب السلسلة، وقُيِّد وأخرج في ليلة الجمعة الثالث والعشرين إلى الإسكندرية، فسُجِن بها أيضًا، وغضب الأميران بيبرس وإينال باي، وتركا الخدمة السلطانية أيامًا، ثم أُرضيا، واختفى الأميران قانباي وقرقماس، فلم يُعرَف خبرهما.

العام الهجري : 626 العام الميلادي : 1228
تفاصيل الحدث:

بعد أن ترددت الرسل بين الملك الكامل صاحب مصر وفردريك الثاني ملك ألمانيا انتهوا على صلح عشر سنوات يسلم الكامل بيت المقدس للصليبيين نكاية بإخوانه في الشام بسبب خلاف بينه وبينهم, وجاء في بنود الاتفاق الذي عرف باتفاق يافا: 1/ أن ملك الفرنج يأخذ القدس من المسلمين، ويبقيها على ما هي من الخراب، ولا يجدد سورها. 2/ أن يكون سائر قرى القدس للمسلمين، لا حكم فيها للفرنج. 3/ أن الحرم بما حواه من الصخرة والمسجد الأقصى يكون بأيدي المسلمين، لا يدخله الفرنج إلا للزيارة فقط، ويتولاه والٍ من المسلمين، ويقيمون فيه شعار الإسلام من الأذان والصلاة. 4/ أن تكون القرى التي فيها بين عكا وبين يافا، وبين القدس، بأيدي الفرنج، دون ما عداها من قرى القدس. ثم في 22 ربيع الأول من هذه السنة، ( 18فبراير 1229 م) تسلم الفرنج بيت المقدس صلحًا، ولما تسلم الفرنج البيت المقدس، استعظم المسلمون ذلك وأكبروه واستقبحوا ما فعله الكامل، ووجدوا له من الوهن والتألم ما لا يمكن وصفه. وقد ذكر سبط ابن الجوزي ردة الفعل على تسليم الكامل بيت المقدس للصليبيين بقوله: "قامت القيامة في جميع بلاد الإسلام، واشتدت العظائم، بحيث أقيمت المآتم، وأشار علي الملك الناصر داود بن الملك المعظم أن أجلس بجامع دمشق، وأذكر ما جرى على البيت المقدس، فما أمكنني مخالفته، ورأيت من جملة الديانة الحمية للإسلام موافقته، فجلست بجامع دمشق، وحضر الناصر داود، على باب مشهد علي، وكان يومًا مشهورًا، لم يتخلف من أهل دمشق أحد, وقد انقطعت عن البيت المقدس وفود الزائرين، فيا وحشة المجاورين، كم كان لهم في تلك الأماكن من ركعة، وكم خرت لهم على تلك المساكن من دمعة، والله لو صارت عيونهم عيونًا لما وفت، ولو تقطعت قلوبهم أسفًا لما شفت، أحسن الله عزاء المؤمنين، يا خجلة ملوك المسلمين لمثل هذه الحادثة تسكب العبرات، لمثلها تنقطع القلوب من الزفرات، لمثلها تعظم الحسرات"

العام الهجري : 643 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1245
تفاصيل الحدث:

هو الإمام العلَّامة، شيخ القرَّاء والأدباء، عَلَمُ الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن عبد الغالب الهمذاني المصري السخاوي، ثم الدمشقي المقرئُ النحوي شيخُ القراء بدمشق، ولد سنة 558 وقيل سنة تسع وخمسين. كان قد اشتغل بالقاهرةِ على الشيخِ أبي محمد القاسم الشاطبي المقرئ، وأتقن عليه علم القراءات والنَّحو واللُّغة، وشرح قصيدتَه الشاطبيَّة، كان إمامًا في العربية، بصيرًا باللغةِ، فقيهًا مفتيًا عالمًا بالقراءات وعِلَلِها، مجوِّدًا لها، بارعًا في التفسير. صنف وأقرأ وأفاد، وروى الكثير، وبَعُد صيتُه، وتكاثر عليه القراء. وختم عليه ألوفٌ من الناس، وله شرحُ المفصَّل للزمخشري, وله تفاسير وتصانيف كثيرة، ومدائح في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت له حلقةٌ بجامع دمشق، قال ابن خلكان: "رأيته بدمشقَ والناس يزدحمونَ عليه في الجامِعِ لأجل القراءة، ولا تصِحُّ لواحدٍ منهم نوبةٌ إلَّا بعد زمان، ورأيتُه مرارًا يركَبُ بهيمةً وهو يصعد إلى جبلِ الصالحين وحولَه اثنان وثلاثة وكل واحدٍ يقرأ ميعاده في موضعٍ غير الآخر، والكل في دفعةٍ واحدة، وهو يردُّ على الجميعِ، ولم يزل مواظبًا على وظيفته إلى أن توفِّيَ بدمشق" قال الذهبي: " وكان يترخَّصُ في إقراء اثنين فأكثَرَ، كل واحدٍ في سورة، وفي هذا خلافُ السنَّة، لأنَّنا أُمِرنا بالإنصاتِ إلى قارئٍ لنفهَمَ ونعقِلَ ونتدبر" ومع حلقته بجامع دمشق ولي مشيخةَ الإقراء بتربة أم الصالح، وبها كان مسكنُه ووفاته, وكان مع سعة علومِه وفضائله دَيِّنًا حَسَن الأخلاقِ، مُحبَّبًا إلى الناسِ، وافِرَ الحرمةِ، مُطَّرِحًا للتكلُّف، ليس له شغل إلا العلم ونشرُه. قال الإمام أبو شامة: "في ثاني عشر جمادى الآخرة، سنة 643، توفي شيخنا علم الدين علَّامة زمانه وشيخُ أوانه بمنزله بالتربة الصالحيَّة، وكان على جنازتِه هيبةٌ وجَلالةٌ وإخبات، ومنه استفدت علومًا جمة كالقراءات، والتفسير، وفنون العربية" ودُفِنَ بقاسيون، وهو غيرُ السخاوي المشهور بالحديث.

العام الهجري : 839 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1435
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ المنتصر أبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس ملك تونس وبلاد إفريقية من الغرب، تولى الملكَ بعد وفاة جَدِّه أبي فارس عبد العزيز بن أحمد سنة 837, وقام بمملكة تونس من بعده أخوه أبو عمرو عثمان، فقَتَل عدة من أقاربه وغيرهم، وكان من خبر المنتصر مع أخيه أبي عمر: أنه لما ثقل في مرضه حتى أقعد، وصار إذا سار يركب في عمَّاريَّة نوع من المحامل تُحمَل على بغل- وتردد كثيرًا إلى قصر بخارج تونس للتنزه به، إلى أن خرج يومًا ومعه أخوه أبو عمرو عثمان صاحب قسنطينة، وقد قدم عليه وولَّاه الحكم بين الناس، ومعه أيضًا القائد محمد الهلالي، وقد رفع منه حتى صار هو وأبو عمرو عثمان مرجِعَ أمور الدولة إليهما، وحَجَباه عن كل أحد، فلما صارا معه إلى القصر المذكور تركاه به، وقد أغلقا عليه، يوهمان أنه نائم، ودخلا المدينة، وعبرا إلى القصبة، واستولى أبو عمرو على تخت الملك، ودعا الناس إلى بيعته، والهلالي قائم بين يديه، فلما ثبتت دولته قبض على الهلالي وسجَنَه، وغيَّبَه عن كل أحد، ثم التفت إلى أقاربه، فقَتَل عمَّ أبيه الأمير الفقيه الحسين بن السلطان أبي العباس، وقتل معه ابنيه وقد فرَّ بهما إلى العرب، فنزل عندهم، فاشتراه منهم بمالٍ جَمٍّ، وقتل ابني عم أبيه الأمير زكريا بن العناب ابن أبي العباس، وقتل ابني الأمير أبي العباس أحمد صاحب بجاية، فنفرت عنه قلوب الناس، وخرج عليه الأمير أبو الحسن بن السلطان بن أبي فارس عبد العزيز، متولي بجاية، وحاربه، ووقع له معه أمور كثيرة، إلى أن مات أبو عمرو، وأما المنتصر فإنه قُتِلَ بعد خلعه بمدة، وقيل: مات من شدة القهر يوم الخميس الحادي والعشرين صفر بتونس، ولم يتهنَّ في ملكه؛ لطول مرضه وكثرة الفتن.

العام الهجري : 1437 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ محمد زهران علوش في مدينةِ دوما التابعةِ للغُوطةِ الشَّرقية في ريفِ دِمَشقَ عامَ 1971. وسلَكَ دَرْبَ العلمِ منذ الصِّغرِ اقتداءً بوالِدِه، فقرَأَ القرآنَ الكريمَ على والِدِه وعلى بعضِ شُيوخ بلَدِه، وتلقَّى التعليمَ الشَّرعيَّ عليهم، ثم التحَقَ بكليَّة الشَّريعة في جامعة دمشق وتخرَّج فيها. ثمَّ سافَرَ إلى المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّة، وأكمل الدِّراسةَ في الجامعةِ الإسلاميَّة بالمدينة المنوَّرة في كليَّةِ الحديثِ الشَّريفِ والدراساتِ الإسلاميَّةِ، ثمَّ بعد التخرُّجِ فيها عاد إلى بلَدِه، ودرَسَ الماجستير في كليَّةِ الشَّريعةِ بجامعةِ دِمَشقَ. وخلالَ فترةِ وُجودِه في السُّعودية درَس على عددٍ مِن عُلماءِ الشَّريعة فيها، وعاد إلى سوريَّة ليعملَ في مجالِ المُقاوَلاتِ، إلى جانبِ نشاطِه في الدَّعوةِ السَّلفيَّة، وسبَّبَتْ له النَّشاطاتُ الدَّعَويةُ التي كان يمارِسُها مُلاحَقاتٍ أمنيَّةً عديدةً، بدأَتْ عامَ 1987 وانتهَتْ بتوقيفِه بدايةَ سنةِ 2009 من قِبَل أحدِ أفرُعِ المخابراتِ السُّوريَّةِ، ثمَّ أُودِعَ في سِجنِ صيدنايا العسكريِّ الأوَّلِ، إلى أنْ أُطلقَ سَراحُه في يونيو عام 2011، وَفقَ مرسومِ عفوٍ رئاسيٍّ عامٍّ صدَرَ وقتَها مع بداياتِ الحربِ الأهليَّةِ السُّوريَّةِ عامَ 2011، وشارك بعدها في العمَلِ المسَلَّح، منذُ أوائِلِ انطلاقتِه في أواخرِ عامِ 2011، وأسَّس "سَرِيَّةَ الإسلامِ" التي تطوَّرَت إلى "لواءِ الإسلامِ" وأخيرًا إلى "جيشِ الإسلامِ". وكان على رأسِ قيادةِ جيشِ الإسلامِ الذي يمتدُّ في مناطِقَ مُعَيَّنةٍ مِن سوريَّةَ حتى مقَتَلِه، وكان (علوش) يركِّزُ على التَّربيةِ العَقَديَّةِ للمجاهدين في صُفوفِ جَيشِه، بالإضافةِ إلى تمارينِ اللَّياقةِ البَدَنيَّة والتدريباتِ العَسكريَّة. وقُتِلَ -رحِمَه الله- في غارةٍ جويَّةٍ عنيفةٍ استهدَفت اجتماعًا للتنظيمِ في الغُوطةِ الشرقيَّةِ شرقَ مدينةِ دِمَشقَ في اليومِ الرابعَ عشَرَ من هذا الشهرِ، وقُتِلَ معه خَمْسةٌ من قادةِ جيشِ الإسلام؛ أحدُهم قياديٌّ أمنيٌّ، وذلك أثناءَ التَّحضيرِ لتنفيذِ هجومٍ على مواقِعَ لحزبِ اللهِ اللُّبنانيِّ وقوَّاتِ النِّظامِ السُّوريِّ. ويُعَدُّ "جيش الإسلام" من التَّنظيماتِ المسَلَّحةِ المُهمَّةِ ضِدَّ النظامِ السوريِّ.

العام الهجري : 421 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1030
تفاصيل الحدث:

هو يَمينُ الدَّولةِ، فاتِحُ الهِندِ: أبو القاسِمِ، المَلِكُ السُّلطانُ مَحمودُ بنُ سَيِّد الأمراءِ ناصِر الدَّولةِ سبكتكين، التُّركيُّ، صاحِبُ خُراسان والهِند. وُلِدَ في غزنة سنةَ 361. كان- رحمه الله- صادِقَ النِّيَّة في إعلاءِ الدِّينِ، مُظَفَّرًا كثيرَ الغَزوِ، وكان ذكيًّا بعيدَ الغَورِ، صائِبَ الرَّأيِ، وكان مَجلِسُه مَورِدَ العُلَماءِ. كان والِدُه أبو منصورٍ سبكتكين قد تولَّى إمرةَ غزنة بعد وفاةِ واليها ابنِ السكين, فتمكَّنَ فيها وعَظُمَ أمْرُه، ثمَّ أخَذَ يُغيرُ على أطرافِ الهِندِ، وافتتح قِلاعًا، وتَمَّت له ملاحِمُ مع الهنودِ، وافتَتَح ناحيةَ بُست، وكان سبكتكين ناصِرًا للسُّنَّة وقامِعًا للبِدعةِ, ولَمَّا مات سنة 387، تولَّى حُكم غزنةَ ابنُه محمود بعد نزاعٍ مع أخيه إسماعيلَ الذي كان والدُهما عَهِدَ له مِن بعده. حارب محمودٌ النوَّابَ السامانيِّينَ، وخافَتْه الملوكُ. وضَمَّ إقليمَ خُراسان، ونفَّذ إليه الخَليفةُ العباسيُّ القادِرُ بالله خِلَعَ السَّلْطنةِ، ولَقَّبَه يمينَ الدَّولة، وفَرَضَ على نفسِه كُلَّ سَنةٍ غَزوَ الهندِ، فافتتح بلادًا شاسعةً منها، وكسَّرَ أصنامَ الهندِ، وأعظَمُها عند الهُنودِ سومنات. كان السُّلطانُ محمود رَبعةً، فيه سِمَنٌ وشُقرةٌ، ولحيتُه مُستديرةٌ، غَليظَ الصَّوتِ، وفي عارِضَيه شَيبٌ, وكان مُكْرِمًا لأمرائِه وأصحابِه، وإذا نَقِمَ عاجَلَ، وكان لا يَفتُرُ ولا يكادُ يَقِرُّ. كان يعتَقِدُ في الخليفة العباسيِّ القادِرِ بالله، ويخضَعُ لجَلالِه، ويحمِلُ إليه قناطيرَ مِن الذَّهَب، وكان إلبًا على القرامِطةِ والإسماعيليَّةِ، والفلاسِفةِ المتكَلِّمةِ، وكان فيه شِدَّةُ وطأةٍ على الرعيَّة؛ لكِنْ كانوا في أمنٍ وإقامةِ سياسةٍ. من سلاطينِ ومُلوك الإسلامِ الذين كان لهم دَورٌ عَظيمٌ في نَشرِ السُّنَّةِ وقَمعِ البِدعةِ, قال ابنُ كثير: "في سنة 408 استتاب القادِرُ باللهِ الخَليفةُ فُقَهاءَ المُعتَزِلة، فأظهروا الرُّجوعَ وتبَرَّؤوا من الاعتزالِ والرَّفضِ والمقالاتِ المُخالِفةِ للإسلامِ، وأمَرَ عُمَّالَه بالمِثلِ, فامتَثَلَ محمودُ بنُ سبكتكين أمْرَ أميرِ المؤمنين في ذلك, واستَنَّ بسُنَّتِه في أعمالِه التي استخلَفَه عليها من بلادِ خُراسانَ وغَيرِها في قَتلِ المُعتَزِلة والرَّافِضةِ والإسماعيليَّةِ والقَرامطة، والجَهميَّة والمُشَبِّهة، وصَلَبَهم وحَبَسَهم, ونفاهم وأمَرَ بلَعنِهم على المنابِرِ, وأبعَدَ جَميعَ طوائفِ أهلِ البِدَعِ، ونفاهم عن ديارِهم، وصار ذلك سُنَّةً في الإسلامِ" قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّة: "لَمَّا كانت مملكةُ مَحمودِ بنِ سبكتكين من أحسَنِ ممالِكِ بني جِنسِه، كان الإسلامُ والسُّنَّة في مملكَتِه أعَزَّ؛ فإنَّه غزا المُشرِكينَ مِن أهلِ الِهندِ، ونشَرَ مِن العدلِ ما لم ينشُرْه مِثلُه، فكانت السُّنَّةُ في أيامِه ظاهِرةً، والبِدَعُ في أيَّامِه مَقموعةً". قال ابنُ كثير: "كان يمينُ الدَّولة يخطُبُ في سائِرِ ممالِكِه للخليفةِ القادر بالله، وكانت رسُلُ الفاطميِّينَ مِن مصر تَفِدُ إليه بالكُتُبِ والهدايا لأجلِ أن يكونَ مِن جِهَتِهم، فيحرِقُ بهم ويحرِقُ كتُبَهم وهداياهم، وفتَحَ في بلاد الكُفَّارِ مِن الهند فتوحاتٍ هائلةً، لم يتَّفِقْ لغَيرِه من الملوكِ، لا قَبلَه ولا بعده، وغَنِمَ منهم مغانمَ كثيرةً لا تَنحَصِرُ ولا تنضَبِطُ، مِن الذَّهَب والمجوهرات، والسَّبْي، وكسَرَ مِن أصنامِهم شيئًا كثيرًا، وأخذ مِن حِليَتِها, ومِن جملةِ ما بلغ تَحصيلُه مِن سومنات أعظَمِ أصنامِهم مِن حُلِيِّ الذَّهَبِ عشرون ألف ألف دينار، وكَسَرَ مَلِكَ الهِندِ الأكبَر الذي يُقالُ له صينال، وقهَرَ مَلِكَ التُّركِ الأعظَم الذي يقال له إيلك الخان، وأباد مُلْكَ السَّامانيَّة، الذين ملكوا العالَمَ في بلاد سمرقند وما حولها، وبنى على جيحون جسرًا عظيمًا أنفَقَ عليه ألفي ألف دينار، وهذا شيءٌ لم يتَّفِقْ لغيره، وكان في جيشِه أربعُمِئَة فيلٍ تُقاتِلُ معه، وهذا شيءٌ عظيمٌ وهائِلٌ، وكان مع هذا في غايةِ الدِّيانةِ والصِّيانةِ وكراهةِ المعاصي وأهلِها، لا يحِبُّ منها شيئًا، ولا يألَفُه، ولا أن يَسمَعَ بها، ولا يَجسرُ أحَدٌ أن يُظهِرَ مَعصيةً ولا خَمرًا في مملَكتِه، ولا غير ذلك، ولا يُحِبُّ الملاهيَ ولا أهلَها، وكان يحِبُّ العُلَماءَ والمُحَدِّثين ويُكرِمُهم ويُجالِسُهم، ويحِبُّ أهلَ الخيرِ والدِّينِ والصَّلاح، ويُحسِنُ إليهم، وكان حنفيًّا ثمَّ صار شافعيًّا على يدي أبي بكرٍ القَفَّال الصغيرِ على ما ذكره إمامُ الحَرَمينِ وغَيرُه". ثمَّ إنَّه مَلَك سجستان سنة 393، بدخُولِ قُوَّادها وولاةِ أمورِها في طاعتِه مِن غَيرِ قِتالٍ, ولم يَزَلْ يفتَحُ بلادَ الهِندِ إلى أن انتهى إلى حيثُ لم تَبلُغْه في الإسلامِ رايةٌ، ولم تُتْلَ به سورةٌ قَطُّ ولا آية، فدحَضَ عنها أدناسَ الشِّركِ، وبنى بها مساجِدَ وجوامِعَ. توفِّيَ يمينُ الدَّولةِ أبو القاسِمِ محمودُ بنُ سبكتكين في ربيعٍ الآخِرِ، وقيل: في أحدَ عَشَر صَفَر، وكان مرضُه سوءَ مزاجٍ وإسهالًا، وبقي كذلك نحو سنتينِ، فلم يزَلْ كذلك حتى توفِّيَ قاعِدًا، فلمَّا حَضَره الموتُ أوصى بالمُلْك لابنِه مُحمَّد، وهو ببَلْخ، وكان أصغَرَ مِن مَسعود، إلَّا أنَّه كان مُعرِضًا عن مسعود؛ لأنَّ أمْرَه لم يكن عنده نافِذًا، وسعى بينهما أصحابُ الأغراضِ، فزادوا أباه نُفورًا عنه، فلَمَّا وصَّى بالمُلْكِ لولَدِه مُحَمَّد توفِّيَ، خُطِبَ لمحَمَّد من أقاصي الهندِ إلى نَيسابور، وكان لَقَبُه جلالَ الدَّولةِ، وأرسَلَ إليه أعيانُ دَولةِ أبيه يُخبِرونَه بموت أبيه ووصِيَّتِه له بالمُلك، ويَستَدعونَه، ويَحُثُّونَه على السُّرعةِ، ويُخَوِّفونَه مِن أخيه مسعود، فحين بلَغَه الخبَرُ سار إلى غزنة، فوصلها بعد موتِ أبيه بأربعينَ يومًا، فاجتَمَعَت العساكِرُ على طاعتِه، وفَرَّقَ فيهم الأموالَ والخِلَعَ النَّفيسةَ، فأسرف في ذلك. لكِنَّ أخاه مسعودًا نازَعَه الحُكمَ فانتزَعَه منه.