الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 135 العام الميلادي : 752
تفاصيل الحدث:

غزا عبد الله بن حبيبٍ جزيرةَ صقليَّة وغنم بها وسبى وظفَرَ بها ما لم يظفَرْه أحد قبله بعد أن غزا تلمسان.

العام الهجري : 135 العام الميلادي : 752
تفاصيل الحدث:

لما اشتغل ولاةُ إفريقية بالفتنةِ مع البربر، أمَّن الروم في صقليَّة فعمَرَوها من جميع الجهاتِ وعَمَروا فيها الحصونَ والمعاقِلَ، وصاروا يُخرجون كلَّ عامٍ مراكِبَ تطوف بالجزيرةِ وتذُبُّ عنها، وربما طارقوا تجَّارًا من المسلمين فيأخذونَهم.

العام الهجري : 136 العام الميلادي : 753
تفاصيل الحدث:

هو الإمام، الفقيه الحافِظٌ، عالم الوقت، أبو عثمان ويقال: أبو عبد الرحمن ربيعةُ بنُ أبي عبد الرحمن فروخ القرشي، التيمي مولاهم، المشهور بربيعة الرأي، من موالي آل المنكدر. أحد أئمة الاجتهاد ومن أوعية العلم. أدرك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم, وروى عن أنسِ بن مالكٍ، وعن كثير من التابعين، كان بصيرًا بالرأي، حتى لُقِّبَ بهذا اللقب، عليه تفقَّه الإمام مالك، كان صاحِبَ الفتوى في المدينة، وكان صاحِبَ اجتهادٍ، كريمًا عابدًا، أقدمه السفاح الأنبار ليوليه القضاء, فتوفِّي فيها, وقيل توفي بالمدينة, وطلبه المنصورُ للقضاءِ. قال الإمام مالكٌ: ذهَبَت حلاوةُ الفِقهِ منذ مات ربيعةُ، قال: الشافعي، حدثنا سفيان: كنا إذا رأينا طالبا للحديث يغشى ثلاثة ضحكنا منه: ربيعة، ومحمد بن أبي بكر بن حزم، وجعفر بن محمد؛ لأنهم كانوا لا يتقنون الحديث.

العام الهجري : 136 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 754
تفاصيل الحدث:

هو الخليفة أبو العباس عبدُ الله السَّفَّاح بن محمد الإمام بن علي السجاد بن عبد الله الحبر بن العباس، القرشيُّ الهاشمي أمير المؤمنين، وهو أول خلفاء العباسيين. ولِد السَّفاح سنة 105 بالحميمة ونشأ به وهي من أرض الشراة من أرض البلقاء بالشام. كان السَّفاح شابا، مليحا، مهيبا، أبيض، طويلا، وقورا. هرب أبو العباس مع أهله من جيش مروان الحمار، وأتوا الكوفة لما استفحل لهم الأمر بخراسان. حتى طُلِب أخوه إبراهيم، فقتَله مروان الحمارُ بحرَّان، فانتقلوا إلى الكوفة، فآواهم أبو سلمة الخلال في سرب بداره. بويع أبي العباس السفاح بالخلافةِ بعد مقتل أخيه إبراهيم في حياة مروان سنة ثِنتين وثلاثين ومائة، توفي بالجدري بالأنبار، وكان عمره ثلاثًا وثلاثين سنة. وقيل: ثمانيًا وعشرين سنة. وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر.

العام الهجري : 136 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 754
تفاصيل الحدث:

عقد السَّفَّاح عبدُ الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس لأخيه أبي جعفرٍ عبدِ الله بن محمَّد بالخلافة مِن بعدِه، وجعله وليَّ عهد المسلمين، ومِن بعد أبي جعفرٍ ولد أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي، وجعل العهدَ في ثوبٍ وخَتَمه بخاتمه وخواتيمِ أهل بيته، ودفعه إلى عيسى بن موسى. فلما توفي السفَّاح كان أبو جعفر بمكَّة، فأخذ البيعةَ لأبي جعفرٍ عيسى بن موسى، وكتب إليه يُعلِمُه وفاة َالسفَّاح والبيعةَ له بعد أن دامت خلافةُ السفَّاح أربع سنين.

العام الهجري : 137 العام الميلادي : 754
تفاصيل الحدث:

كان عبد الله بن علي في الصائفة في الجنود حين مات السفَّاح، وكان المنصور يخشى أن يثورَ عليه، ولَمَّا وصل الكتاب إلى عبد الله بموت السفَّاح وهو في الصائفة دعا لنفسه، وذلك أنَّه قال: إنَّ السفاحَ لَمَّا أراد قتلَ مروان انتدب الناسَ من يقتُلُه من أهل بيته- يعني بيت العباسيين- فإنَّه يكونُ وليَّ عَهدِه، فانتدب لذلك عبد الله، فهو الأحق بالأمر من المنصورِ، فبايعه بعضُ قوَّاده، فسار إلى الكوفة وحاصرها أربعينَ يومًا، ولَمَّا رجع المنصور من الحجِّ ومعه أبو مسلم الخرساني، سيَّرَه لقتال عبد الله، فاقتتلوا وبَقُوا على ذلك خمسة أشهر، ثم مكَرَ بهم أبو مسلم فانهزم جيش عبد الله وفرَّ، وبقي متخفِّيًا بالبصرة إلى أن أعطى الأمانَ أبو مسلم.

العام الهجري : 137 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 755
تفاصيل الحدث:

هو الأمير أبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم بن عثمان بن يسار، بن شذوس بن جودرن من ولد بزرجمهر بن البختكان الخراساني الفارسي صاحب الدعوة، وهازم جيوش الدولة الأموية، والقائم بإنشاء الدولة العباسية. وقيل كان اسمه إبراهيم بن عثمان بن يسار غيره بطلب من الإمام إبراهيم بن محمد لمزيد من التخفي. قال الذهبي: "كان أبو مسلم من أكبر الملوك في الإسلام، كان ذا شأن عجيب، ونبأ غريب، من رجل يذهب على حمار بإكاف من الشام حتى يدخل خراسان، ثم يملك خراسان بعد تسعة أعوام، ويعود بكتائب أمثال الجبال، ويقلب دولة، ويقيم دولة أخرى! كان قصيرا، أسمرا، جميلا، حلوا، نقي البشرة، أحور العين، عريض الجبهة، حسن اللحية، طويل الشعر، طويل الظهر، خافض الصوت، فصيحا بالعربية وبالفارسية، حلو المنطق، وكان لا يكاد يقطب في شيء من أحواله، تأتيه الفتوحات العظام، فلا يظهر عليه أثر السرور، وتنزل به الفادحة الشديدة، فلا يرى مكتئبا, وكان إذا غضب، لم يستفزه الغضب, وكان لا يأتي النساء في العام إلا مرة واحدة، يشير إلى شرف نفسه وتشاغلها بأعباء الملك". كان مولده بأصبهان سنة 100, وضعته أمه يتيما فنشأ عند عيسى بن معقل، فلما ترعرع اختلف مع ولده إلى المكتب، فخرج أديباً لبيباً يشار إليه من صغره, وكان راوية للشعر، عارفا بالأمور، لم ير ضاحكا ولا مازحا إلا في وقته. كان بدء أمر أبي مسلم أنه قدم الكوفة جماعة من نقباء العباسيين، فصادفوا أبا مسلم، فأعجبهم عقله ومعرفته وكلامه وأدبه، ومال هو إليهم ثم عرف أمرهم وأنهم دعاة، ثم خرج معهم إلى مكة، فأهدوه للإمام إبراهيم بن محمد، فأُعجب به وبمنطقه وعقله وأدبه، وقال لهم: هذا عضلة من العضل. وأقام أبو مسلم عند الإمام إبراهيم يخدمه حضراً وسفراً. ثم إن النقباء عادوا إلى الإمام إبراهيم وسألوه رجلاً يقوم بأمر خراسان، فقال: إني قد جربت هذا الأصبهاني وعرفت ظاهره وباطنه فوجدته حجر الأرض، ثم دعا أبا مسلم وكان عمره ثمان عشر سنة وقلده الأمر وأرسله إلى خراسان, فأخذ يدعو الناس إلى رجل من بني هاشم وأقام على ذلك سنين, وبعد مقتل الإمام إبراهيم بن علي صار أبو مسلم يدعو الناس إلى أبي العباس عبد الله بن محمد الملقب السفاح. حتى مكن للعباسيين وقضى على الأمويين في الشرق وكان سفاكا للدماء قال ابن خلكان: "قتل أبو مسلم في دولته ستمائة ألف صبراً. قيل لعبد الله بن المبارك: أبو مسلم خير أو الحجاج قال: لا أقول إن أبا مسلم خيراً من أحد، ولكن الحجاج كان شراً منه", وقال الذهبي: "كان أبو مسلم سفاكا للدماء، يزيد على الحجاج في ذلك، وهو أول من سن للعباسيين لبس السواد, وكان بلاء عظيما على عرب خراسان، فإنه أبادهم بحد السيف". قال أحمد بن سيار: حدثنا الحسن بن رشيد العنبري، سمعت يزيد النحوي يقول: "أتاني إبراهيم بن إسماعيل الصائغ، فقال لي: ما ترى ما يعمل هذا الطاغية، إن الناس معه في سعة، غيرنا أهل العلم؟ قلت: لو علمت أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلت، إن أمرت ونهيت يقيل أو يقتل، ولكني أخاف أن يبسط علينا العذاب، وأنا شيخ كبير، لا صبر لي على السياط. فقال الصائغ: لكني لا أنتهي عنه. فذهب، فدخل عليه، فأمره ونهاه، فقتله" وكان أبو مسلم يجتمع قبل أن يعلن بدعوة العباسيين بإبراهيم الصائغ، ويعده بإقامة الحق, فلما ظهر وبسط يده، دخل عليه، فوعظه فقتله". لما خشي المنصور من خطر أبي مسلم على دولته قرر التخلص منه, وكان المنصورُ قد غضِبَ عليه لعدَّةِ أمورٍ؛ منها: أنَّه تقدَّمَ عليه في الحجِّ، وأكثَرَ مِن النفقةِ حتى قيل فيه ما قيل، ثم إنَّه خافه بعد أن صار أمرُه في خراسان قويًّا، فبعد أن هزمَ أبو مسلم جيش عبد الله بن علي، أمَرَه المنصور بالعودةِ إليه فأبى، فاحتال له أنَّه يوليه الشامَ ومصرَ فأبى عليه كلَّ ذلك، وأرسل له رسلًا وكُتُبًا، كلُّ ذلك وهو يأبى الرجوعَ؛ حيثُ شعر أنَّ هناك مكيدةً، ومن ذلك أن المنصور كاتب أبا مسلم ليقدم عليه، فكتب إليه أبو مسلم: "إنه لم يبق لك عدو إلا أمكنك الله منه، وقد كنا نروي عن ملوك آل ساسان: إن أخوف ما يكون الوزراء إذا سكنت الدهماء، فنحن نافرون من قربك، حريصون على الوفاء بعهدك ما وفيت، فإن أرضاك ذلك، فأنا كأحسن عبيدك، وإن أبيت نقضت ما أبرمت من عهدك، ضنا بنفسي، والسلام" فرد عليه الجواب يطمئنه ويمنيه، وكان المنصور داهية وقته، ثمَّ لَمَّا جاءه الخبَرُ أن المنصورَ سيقاتِلُه بنفسه إن أبى الرجوعَ إليه، عاد، وقيل: إنَّه قيل له أن يقتُلَ المنصور قبل أن يقتُلَه، لكنَّ المنصور احتال عليه وأمرَ بعضَهم بالاختباءِ وراء الستورِ، فإذا صفق بيده انقضُّوا عليه، فدعاه المنصور على غدائِه وعاتبه على أفعالِه، وكل ذلك يعتذِرُ أبو مسلم ويقَبِّلُ يدَه، ولكنه لم يرضَ عنه حتى صفق بيدِه، فخرجوا وقتلوه، فكانت تلك نهايةَ أبي مسلم الخراساني، الذي كان له الأثَرُ الكبيرُ في توطيدِ دعائمِ الدَّعوة العباسيَّة. قتله المنصور وله من العمر سبع وثلاثون سنة. قال الذهبي: " فرحنا بمصير الأمر إلى بني العباس، ولكن والله ساءنا ما جرى؛ لما جرى من سيول الدماء، والسبي، والنهب فإنا لله وإنا إليه راجعون فالدولة الظالمة مع الأمن وحقن الدماء، ولا دولة عادلة تنتهك دونها المحارم، وأنى لها العدل؟ بل أتت دولة أعجمية خراسانية جبارة، ما أشبه الليلة بالبارحة " وقال: "وقد كان بعض الزنادقة، والطغام من التناسخية، اعتقدوا أن الباري سبحانه وتعالى حل في أبي مسلم الخراساني المقتول، عندما رأوا من تجبره، واستيلائه على الممالك، وسفكه للدماء، فأخبار هذا الطاغية يطول شرحها". لما قُتل أبو مسلم الخرساني، خرج بخراسان سنباذ للطلب بثأر أبي مسلم، وكان سنباذ مجوسيا، فغلب على نيسابور والري، وظفر بخزائن أبي مسلم، واستفحل أمره, فجهز المنصور لحربه جمهور بن مرار العجلي، في عشرة آلاف فارس، فانهزم سنباذ، وقتل من عسكره نحو من ستين ألفا، وعامتهم كانوا من أهل الجبال، فسبيت ذراريهم، ثم قتل سنباذ بأرض طبرستان.

العام الهجري : 138 العام الميلادي : 755
تفاصيل الحدث:

خرجَ قُسطنطين ملكُ الروم إلى بلد الإسلامِ، فدخل ملطية عَنوةً وقهرًا، وغلَب أهلَها، وهدَمَ سُورَها، وعفا عمَّن فيها من المُقاتِلة والذرِّيَّة.

العام الهجري : 138 العام الميلادي : 755
تفاصيل الحدث:

بعد أن انهزم عبد الله بن علي (عمُّ المنصور) على يدِ أبي مسلم، وبقي في البصرة، قام بالدعوة لنفسِه، وبويع، ولكن لم يتمَّ له شيءٌ، فاستجار بأخيه سليمان الذي كان أميرًا للبصرة، ثم إنه بقي كذلك حتى أظهر الطاعةَ للمنصور، ثم عزل المنصور عمَّه سليمان عن إمرة البصرة، فاختفى عبد الله بن عليٍّ وأصحابُه خوفًا على أنفسهم، فبعث المنصورُ إلى نائبه على البصرة، وهو سفيان بن معاوية، يستحِثُّه في إحضار عبد الله بن علي إليه، فبعَثَه في أصحابه فقُتل بعضُهم، وسُجِن عبد الله بن علي عمُّه، وبعَث بقيَّة أصحابه إلى أبي داود نائب خراسان فقتَلَهم هناك.

العام الهجري : 138 العام الميلادي : 755
تفاصيل الحدث:

خرج في الأندلس الحُباب بن رواحة بن عبد الله الزهري ودعا إلى نفسِه، واجتمع إليه جمعٌ من اليمانية، فسار إلى الصميل، وهو أمير قرطبة، فحصره بها وضيَّق عليه، فاستمد الصميلُ يوسفَ الفهريَّ أمير الأندلس، فلم يفعَلْ لتوالي الغلاءِ والجوع على الأندلس، ولأنَّ يوسُفَ قد كره الصميل واختار هلاكَه ليستريحَ منه. وثار بها أيضًا عامر العبدري وجمع جمعًا واجتمعَ مع الحباب على الصميل، وقاما بدعوة بني العباس. فلما اشتدَّ الحصارُ على الصميل كتب إلى قومه يستمِدُّهم، فسارعوا إلى نُصرتِه واجتمعوا وساروا إليه، فلما سمِعَ الحباب بقُربهم سار الصميل عن سرقسطة وفارقها، فعاد الحُباب إليها ومَلَكها، واستعمل يوسُفُ الفهري الصميل على طليطلة

العام الهجري : 138 العام الميلادي : 755
تفاصيل الحدث:

كان عبد الرحمن بن معاوية قد انتقل إلى بلاد المغرب؛ فرارًا من عبد الله بن عليِّ بن عبد الله بن عباس، فاجتاز بمن معه من أصحابِه الذين فرُّوا معه بقومٍ يقتتلون على عصبيَّة اليمانية والمُضَرية، فبعث مولاه بدرًا إليهم فاستمالهم إليه، فبايعوه ودخل بهم ففتح بلادَ الأندلس واستحوذ عليها، وانتزعها من يوسف بن عبد الرحمن الفهري آخر ولاة بني أمية في الأندلس، والذي جمع جيشًا فيما بعد، وأعلن العصيانَ وأراد غزو قرطبة، فسار إليه عبد الرحمن وهزمه وقتله، وسكن عبد الرحمن قرطبة، واستمر في خلافتِه في تلك البلاد من هذه السنة إلى سنة 172، وقيل: إنَّه في البداية لم يُعلِن الدَّعوة الأمويَّة، بل قيل: إنه كان يدعو للخليفةِ العباسيِّ. حاول المنصورُ القضاءَ عليه بواسطة العلاء بن مغيث، لكنَّه لم يُفلِح، واستطاع عبد الرحمن أن يقتُلَه، ومِن ثَمَّ ترك عبد الرحمن الدعوة للخليفة العباسي، وسمِّي عبدُ الرحمن هذا بصقر قريش.

العام الهجري : 139 العام الميلادي : 756
تفاصيل الحدث:

غزا العبَّاسُ بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الصائفةَ مع صالحِ بنِ علي وعيسى بن علي، وبنوا ما أخربه الرومُ مِن ملطية، ثم غزَوا الصائفةَ من درب الحدثِ، فتوغلوا في أرض الروم، وغزا مع صالحٍ أختاه أم عيسى ولبابة بنتا علي، وكانتا نذَرَتا إن زال مُلكُ بني أميَّة أن تجاهِدا في سبيل الله، وغزا من درب ملطية جعفرُ بن حنظلة المرهاني، وفي هذه السَّنة كان الفداءُ بين المنصور وملك الروم، فاستفدى المنصورُ أسرى قاليقلا وغيرَهم من الروم، وبناها وعمَرها، وردَّ إليها وندب إليها جندًا من أهلِ الجزيرة وغيرهم، فأقاموا بها وحَمَوها

العام الهجري : 139 العام الميلادي : 756
تفاصيل الحدث:

كانت هذه السنةُ خِصبةً جِدًّا، حتى سُمِّيَت سنةَ الخِصبِ، وكان فيها توسيعُ المسجدِ الحرامِ مِن قِبَلِ المنصورِ، فزاد في شِقِّه الشامي الذي فيه دارُ النخلة ودارُ الندوة في أسفله، ولم يزِدْ عليه في أعلاه ولا في شِقِّه الذي على الوادي، فاشترى من النَّاسِ دُورَهم الملاصِقةَ بالمسجدِ مِن أسفَلِه، فزاده فيه.

العام الهجري : 139 العام الميلادي : 756
تفاصيل الحدث:

كان قد هرب الكثيرُ من أهلِ القيروان لِمَا لاقوا مِن ظُلم عبد الملك بن أبي الجعد الورفجومي وأتباعه، فلجأ الهاربون إلى أبي الخطَّاب عبد الأعلى بن السَّمح، فبايعوه وكثُرَ أتباعُهم، فاستولى على طرابلس، ثم سار إلى قابس فأخذها، واتجه إلى القيروان فالتقى بعبد الملك فهزمه وقتَلَه، واستولى على القيروان وولَّى عليها عبد الرحمن بن رستم الإباضي.

العام الهجري : 140 العام الميلادي : 757
تفاصيل الحدث:

استطاع عاصِمُ بن جميل أن يهزِمَ حبيبَ بن عبد الرحمن الفهري، فدخل القيروان وولَّى عليها عبد الملك بن أبي الجعد، وسار هو خلفَ حبيب حتى قتلَه فأصبح للصفرية نفوذُهم الكبير في المغرب، ثم لما انهزموا أمام الإباضيَّة اتجهوا نحو المغرب الأقصى والأوسط، واستطاع أبو قرةَ تأسيسَ دولةٍ في ناحية تلمسان، كما استطاع أبو القاسِمِ سِمكو بن واسول إرساءَ قواعِدِ دولةِ بني مدرارٍ في سجلماسة.

العام الهجري : 141 العام الميلادي : 758
تفاصيل الحدث:

الروانديَّةُ أو الروانديَّة أصلُهم من خراسان، وهم على رأي أبي مسلمٍ الخراساني، كانوا يقولونَ بالتناسُخِ، ويزعمونَ أنَّ روح آدم انتقَلَت إلى عثمان بن نهيك، وأنَّ رَبَّهم الذي يُطعِمُهم ويسقيهم أبو جعفرٍ المنصور. وأنَّ الهيثم بن معاوية جبريل- قبَّحَهم الله- فأتَوا يومًا قصر المنصور فجعلوا يطوفونَ به، ويقولون: هذا قصر ربنا، فأرسل المنصورُ إلى رؤسائهم، فحبس منهم مئتين، فغَضِبوا من ذلك ودخَلوا السجن قهرًا، وأخرجوهم فخرج المنصور إليهم، وخرج الناس وكان منهم معن بن زائدة، الذي قال للمنصور: نحن نكفيكَهم فأبى، وقام أهل الأسواق إليهم فقاتَلوهم، وجاءت الجيوشُ فالتفُّوا عليهم من كل ناحية فحصدوهم عن آخِرِهم، ولم يَبقَ منهم بقيَّة.

العام الهجري : 141 العام الميلادي : 758
تفاصيل الحدث:

لما رجع أبو جعفر المنصور من الحج مر بالمدينة، ثم توجه إلى بيت المقدس، فصلى في مسجدها، ثم سلك إلى الشام منصرفا حتى انتهى إلى الرقة فنزلها، وكتب إلى صالح بن علي يأمره ببناء المصيصة، ثم خرج منها إلى ناحية الكوفة، فنزل المدينة الهاشمية بالكوفة، وقد فرغ بناءُ المصيصة على يدَي جبريلَ بنِ يحيى الخراساني.

العام الهجري : 143 العام الميلادي : 760
تفاصيل الحدث:

كتب المنصورُ إلى ابنه المهدي أن يغزوَ طبرستان، وأن يوجِّهَ أبا الخصيب وخازم بن خزيمة والجنودَ إلى الأصبهبذ، وكان الأصبهبذ يومئذٍ محاربًا للمصمغان، ملك دنباوند، فتحالفا ضدَّ المُسلمين، فانصرف الأصبهبذ إلى بلادِه فحارب المسلمين، فطالت تلك الحروبُ، فوجه المنصورُ عمرَ بن العلاء إلى طبرستان وكان عالِمًا ببلاد طبرستان، فأخذ الجنودَ وقصد الرويان وفتَحَها، وأخذ قلعةَ الطاق وما فيها، وطالت الحربُ، فألحَّ خازم على القتالِ، ففتح طبرستان وقتل منهم فأكثَرَ، وسار الأصبهبذ إلى قلعته فطلب الأمانَ على أن يسَلِّمَ القلعةَ بما فيها من الذخائرِ، وكتب المهدي بذلك إلى المنصورِ، فوجَّه المنصورُ صالحًا صاحِبَ المُصلى، فأحصوا ما في الحصن وانصرفوا، ودخل الأصبهبذ بلاد جيلان من الديلم فمات بها، وأُخِذَت ابنته وهي أم إبراهيم بن العباس بن محمد، وقصَدَت الجنود بلد المصمغان فظَفِروا به وبالبحترية، أم منصور بن المهدي.

العام الهجري : 143 العام الميلادي : 760
تفاصيل الحدث:

هو عمرو بنُ عُبيد بن باب التميميُّ ولاءً، من أهل ِالبصرةِ، شيخ المعتزلة في زمانه، اشتُهِر بزهده، أخذ عن واصل بن عطاءٍ، واعتزل معه مجلسَ الحسَن البصريِّ، قال يحيى بن معين: "كان من الدَّهرية الذين يقولونَ إنما الناسُ مِثلُ الزرع"، وقال ابن المبارك: "دعا إلى القدَرِ فتركوه"، قال ابن عُلية: "أوَّلُ من تكلَّم في الاعتزالِ واصِلُ الغزَّال، فدخل معه عمرو بنُ عُبيد، فأُعجِبَ به وزوَّجَه أختَه"، وله كتابُ العدل، والتوحيد، وكتاب الردَّ على القدرية يُريدُ السُّنَّة، مات بمران قرب مكة.

العام الهجري : 144 العام الميلادي : 761
تفاصيل الحدث:

بلغ أبا جعفر المنصور ما فعله الدَّيلمُ بالمسلمين وقتْلُهم منهم مقتلةً عظيمةً، فوجَّه إلى البصرة حبيبَ بن عبد الله بن رغبان، وعليها يومئذ إسماعيلُ بن عليٍّ، وأمره بإحصاءِ كلِّ مَن له فيها عشرةُ آلاف درهم فصاعدًا، وأن يأخُذَ كلَّ من كان ذلك له بالشُّخوصِ بنَفسِه لجهاد الدَّيلم، ووجَّه آخر لمثل ذلك إلى الكوفة. ثم سيَّرَ أبو جعفر النَّاسَ من الكوفة والبصرة والجزيرة والموصل إلى غزو الديلم، واستعمل عليهم محمد بن أبي العباس السفَّاح.