الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 925 العام الميلادي : 1519
تفاصيل الحدث:

بعد أن ترأَّس خير الدين بربروسا الذي خلف أخاه عروج بن يعقوب في حكم الجزائر، دعا رجال الدين والأعيان واقترح عليهم الالتحاقَ بالدولة العثمانية، فوافق الجميعُ على هذه الفكرة وصادقوا على كتاب تقرَّرَ إرساله إلى السلطانِ سليم الأول العثماني؛ لبسط حمايته على الجزائر، فتلقى السلطان العثماني الكتابَ، وولى خير الدين النيابةَ على الجزائر، وأرسل فرمانًا يقضي بذلك وأن الجزائر تحوَّلت إلى ولاية عثمانية.

العام الهجري : 926 العام الميلادي : 1519
تفاصيل الحدث:

بعد أن دخلت الجزائر في النفوذ العثماني بجهاد البحَّارينِ عروج وأخيه خير الدين بربروسا، فقد استطاعا أن يوقِفا المدَّ الإسباني على المغرب، كما استطاعا أن يُلحِقا القسم الأكبر منه بالدولة العثمانية التي كانت بدورها تُعِين عروج بالسلاحِ والرجال, فاستطاع أن يستعيدَ جزيرة جربة سنة 916 وشرشل سنة 920 ومدينة الجزائر سنة 922, وإن احتفظ الإسبان بقلعة الجزائر، واستعاد كذلك تنسي وتلمسان، واستشهد عروج أثناء جهاده للإسبان في تلمسان سنة 924، ولكن بقي الأمرُ في طرد الوجود الإسباني من الجزائر متتابعًا بأخيه خير الدين بربروسا وغيرِه من المقاتلين.

العام الهجري : 926 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1520
تفاصيل الحدث:

بعد قيام العثمانيين بالقضاء على الدولة المملوكية في مصر بدؤوا بالاستعداد لمنازلة البرتغاليين في البحار الشرقية بوجه عام، والبحر الأحمر بوجه خاص؛ ليتصدوا بذلك للمشاكل الاقتصادية والسياسية التي واجهوها بعد قيام البرتغاليين بتحويل طريقِ التجارة البحرية عبر البحرِ الأحمر والخليج العربي إلى رأس الرجاء الصالح من ناحية، ولمواجهة تحالف البرتغاليين مع الدولة الصفوية في إيران- التي كانت علاقتها عدائيَّة بالدولة العثمانية- من ناحية ثانية، ولصد الخطر البرتغالي الذي يهدد الأماكن المقدسة في الحجاز من ناحية ثالثة؛ حيث أصحبت مواجهة العثمانيين للبرتغاليين ضرورةً حتمية. فاتصل السلطان بدر أبو طويرق الكثيري سلطان حضرموت بالعثمانيين بعد أن أصبحوا أكبَرَ قوة إسلامية في ذلك الوقت معلنًا ولاءه للدولة العثمانية واستعدادَه للدخول في طاعتهم؛ بدافع الحصول على الأسلحة النارية وعلى الدعم العسكري منهم؛ لصد الهجمات البرتغالية على اليمن وقهْر خصومه المحليين الذين ينازعونه السلطة والنفوذ في حضرموت، وقد تمكن من تحقيق ذلك بالفعل؛ ففي شهر جمادى الآخرة من هذه السنة وصلت إلى مدينة الشحر بساحل حضرموت فرقةٌ من الجنود العثمانيين بقيادة ضابط كبير يسمى رجب، نجحت في ردع غزو البرتغاليين لليمن, وكان وصول القوات التركية تتويجًا للاتصالات التي أجراها السلطان بدر أبو طويرق مع الضباط العثمانيين خلال مرورهم بالقرب من ساحل مدينة الشحر في أثناء فترة وجودهم ضمن قوة المماليك الموجودة في منطقة زبيد باليمن، والتي أعلنت اعترافها بالسيادة العثمانية بعد سقوط دولة المماليك في مصر.

العام الهجري : 926 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1520
تفاصيل الحدث:

هو السلطان سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح الغازي الملقب بياوز، أي: القاطع, وهو تاسع سلاطين الدولة العثمانية، وأول من تلقَّب بأمير المؤمنين من سلاطين بني عثمان. تولى سلطنة الدولة العثمانية سنة 918 بعد نزاع مع والده بايزيد، انتهى النزاع بتنازل والده له بالحكم بدعم من الانكشارية, وقد أظهر سليم منذ بداية حكمه ميلًا إلى تصفية خصومه ولو كانوا من إخوته أو أبنائهم, فبعد توليه السلطة عيَّنَ ابنه سليمان حاكمًا للقسطنطينية، وسافر بجيوشه إلى بلاد آسيا لمحاربة إخوته وأولادهم، فاقتفى أثر أخيه أحمد إلى أنقرة ولم يتمكن من القبض عليه؛ لوجود علاقات بينه وبين الوزير مصطفى باشا الذي كان يخبره بمقاصد السلطان, ولما علم السلطان بهذه الخيانة قتَلَ الوزير شَرَّ قِتلة جزاءً له وعبرة لغيره، ثم توجه بكل سرعة إلى صاروخان مقر أخيه كركود فقبض عليه ثم قتله، أما أحمد الذي كان يتلقى دعمًا من إسماعيل شاه الصفوي فقتله بالقرب من مدينة يكى شهر, ولما اطمأنَّ خاطره من جهة داخليته عاد إلى مدينة أدرنه؛ حيث كان بانتظار سفراء من قبِلَ البندقية والمجر وموسكو وسلطنة مصر، فأبرم معهم جميعًا هدنة لمدد طويلة, وفي عهده تغيرت وِجهة الدولة العثمانية الجهادية من أوروبا إلى البلاد العربية الإسلامية؛ وذلك لحمايتها من الخطرين الصفوي والبرتغالي، والمحافظة على تماسك وحدتها خاصة بعد ضعف الدولة المملوكية وشدة الضربات الإسبانية والبرتغالية في عدد من البلدان الإسلامية في المغرب والخليج العربي إلى الهند, فاتجه سليم لبلاد الفرس لمحاربة الصفويين الشيعة، وانتصر عليهم في معركة جالديران، ثم اتجه إلى المماليك في الشام ومصر، وقضى على دولتهم بعد الانتصار عليهم في معركتي مرج دابق والريدانية، وبهذه الانتصارات ضمَّ سليم معظم البلاد العربية لدولته بما فيها بلاد الحرمين، كما نقل الخلافة الإسلامية إلى دولته وتسمى بأمير المؤمنين وخادم الحرمين الشريفين، وهو أول من تسمى بهذا الاسم من حكام المسلمين، وذلك بعد أن بايعه أشراف مكة، ثم تنازل الخليفة العباسي محمد المتوكل على الله آخر ذرية الدولة العباسية عن حقه في الخلافة الإسلامية إلى السلطان سليم العثماني وسلمه الآثار النبوية الشريفة، وهي البيرق والسيف والبردة، وسلمه أيضًا مفاتيح الحرمين الشريفين، ومن ذلك التاريخ صار كل سلطان عثماني أميرًا للمؤمنين وخليفة لرسول رب العالمين اسمًا وفعلًا, ثم بعد ذلك عَمِل على ضم اليمن لحمايتها من البرتغاليين وبسط نفوذ الدولة على بلاد المغرب وشمال إفريقيا لحمايتها من الخطر الإسباني. في التاسع من شوال ليلة السبت توفي السلطان سليم فأخفى موته الوزراءُ، وأرسلوا يُعلِمون ولده السلطان سليمان المعروف بسليمان القانوني، فلما وصل إلى القسطنطينية أعلنوا موت السلطان سليم، بمجرد وصول القسطنطينية يوم 16 شوال كان في انتظاره على إفريز السراي جنود الانكشارية فقابلوه بالتهليل وطلب الهدايا المعتاد توزيعها عليهم عند تولية كل ملك، وفي صبيحة 17 شوال جرت رسوم المقابلات السلطانية فوفد الأمراء والوزراء والأعيان يعزون السلطان بموت والده ويهنؤونه بالخلافة في آن واحد، وعند الظهر وصلت جثة والده فسار في الجنازة وصلوا عليه في جامع السلطان محمد، ثم حملوه ودفنوه في محل قبره، وأمر السلطان سليمان خان ببناء جامع عظيم، وعمارة لطعام الفقراء صدقة على والده، توفي وله من العمر أربع وخمسون سنة، وكانت مدة ملكه تسعة أعوام وثمانية أشهر.

العام الهجري : 926 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1520
تفاصيل الحدث:

ما إن علم الوالي جان بردي الغزالي والي الشام للعثمانيين بموت الخليفة سليم الأول أعلن عصيانه وتمرده، واتصل بخيري بك والي مصر ليكون نصيره، فراوغه خيري ووعده، وفي الوقت نفسه أطلع الخليفة سليمان القانوني على هذه المراسلات، وأعلن جان بردي نفسه سلطانًا على الشام وأمر بالدعاء له في خطب الجمعة، ونقش اسمه على النقود وتلقب بالملك الأشرف، وقضى على حامية دمشق العثمانية، وطرد العثمانيين من بيروت وطرابلس وحماة وغيرها من المدن، ثم سار جان بردي ليأخذ حلب أيضًا وخاصة أنها لم تعترف بسلطانه وألقى الحصار عليها، ثم وهو في حصاره وصلت إليه الجيوش العثمانية فترك الحصار، وأسرع إلى دمشق ونشبت بينه وبين القوات العثمانية حرب في برزة من أعمال دمشق في السابع عشر من شهر صفر من عام 927 انهزم فيها جان بردي وهرب ليتحصن بقلعة دمشق، فلحقته الجيوش العثمانية وحاصرته بها وفر متنكرًا ولكن أخذه بعض أعوانه وسلَّمه إلى فرحات باشا قائد الجيوش العثمانية فقتله وأرسل رأسه إلى الخليفة سليمان، وقد حاول جان بردي بهذه الحركة إحياء الدولة المملوكية مرة أخرى في بلاد الشام بعد قضاء العثمانيين عليها. وبعد قمع حركة جان بردي الغزالي قُسمت الشام إلى ثلاث ولايات وهي حلب ودمشق وطرابلس.

العام الهجري : 927 العام الميلادي : 1520
تفاصيل الحدث:

لم تنجح محاكم التفتيش التي أقامها الصليبيون الإسبان ولا الأساليب التي اتبعوها في إجبار المسلمين على ترك دينهم كما تريد الكنيسة التي أدركت مدى عمق الإيمان بالعقيدة الإسلامية في نفوس الموريسكيين، فقررت إخراجهم من إسبانيا، فأصدر مجلس الدولة بالإجماع في (30/1/1608م) قرارًا بطرد جميع الموريسكيين من إسبانيا، ولم يحُلَّ شهر أكتوبر عام (1609م) حتى عمَّت موانئَ المملكة وبلنسية من لقنت جنوبًا إلى بني عروس شمالًا حركةٌ كبيرة، فرحل بين (9/1606م) إلى (1/1610م) نحو 120 ألف مسلم من موانئ لقنت ودانية والجابية ورصافة وبلنسية وبني عروس وغيرها, وفي (5/1611م) صدر قرار إجرامي للقضاء على المتخلِّفين من المسلمين في بلنسية، يقضي بإعطاء جائزة ستين ليرة لكل من يأتي بمسلم حي، وله الحق في استعباده، وثلاثين ليرة لمن يأتي برأس مسلم مقتول، وقد بلغ عدد من طُرِد من إسبانيا في الحقبة بين سنتي (1609 و1614م) نحو 327 ألف شخص، مات منهم 65 ألف غرقًا في البحر، أو قُتلوا في الطرقات، أو ضحية المرض والجوع والفاقة، وقد استطاع 32 ألف شخص من المطرودين العودة إلى ديارهم في الأندلس، بينما بقي بعضهم متسترًا في بلاده بعد الطرد العام لهم، وقد استمرَّ الوجود الإسلامي بشكل سري ومحدود في الأندلس في القرنين السابع عشر والثامن عشر. وهكذا حكمت محاكم التفتيش في غرناطة سنة (1726م) على ما لا يقل عن 1800 شخص، بتهمة اتباع الدين الإسلامي، وفي (9/5/1728م) احتفلت غرناطة بأوتوداف ضخم؛ حيث حكمت محاكم التفتيش على 64 غرناطيًّا بتهمة الانتماء للإسلام، وفي (10/10/1728م) حكمت محكمة غرناطة مرة أخرى على ثمانية وعشرين شخصًا بتهمة الانتماء إلى الإسلام، وتابعت محاكم غرناطة القبض على المتهمين بالإسلام إلى أن طلبت بلدية المدينة من الملك سنة (1729م) طرد كل الموريسكيين حتى تبقى المملكة نقية من الدم الفاسد.

العام الهجري : 927 العام الميلادي : 1520
تفاصيل الحدث:

وقع الغلاء والجوع الكبير الذي صار تاريخًا في الناس مدة، وحدث هذا بعد عام من انحباس المطر واضطرار الناس إلى استخراج السواقي من الأودية والأنهار لسقي زرعهم وثمارهم.

العام الهجري : 927 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1521
تفاصيل الحدث:

بعد أن اعتلى السلطان سليمان القانوني عرش الخلافة العثمانية أرسل رسولا إلى ملك المجر يُعلِمه بأنه أصبح الخليفة ويطالبه بدفع الجزية، فقام ملك المجر بقتل الرسول، فجهَّز سليمان جيشًا وسار على رأسه لقتال المجر، ودخل مدينة بلغراد بعد أن حاصرها قليلًا وغادرها الجنود المجريون، ثم صلى السلطان سليمان الجمعة في أحد كنائسها بعد أن حولها إلى مسجد جامع.

العام الهجري : 928 العام الميلادي : 1521
تفاصيل الحدث:

انتشار وباء بالمغرب، وكان وقوعه بعد ما حدث من غلاء وجوع في العام الذي قبله.

العام الهجري : 928 العام الميلادي : 1521
تفاصيل الحدث:

استطاع البرتغاليون احتلال مالاقا سنة 917, واتخذوها قاعدةً لشن حملاتهم على الجزر الإندونيسية، وخاصة جزر الملوك، وهي الجزر التي يعرفونها بجرز التوابل، وتمكنوا من السيطرة على شمالي سومطرة هذه السنة, ووصلوا إلى جزيرة سيلبيس سنة 947، وقد قامت الثورات ضدَّهم لتعصبهم الصليبي الذي كان واضحًا لا خفاء فيه، وقد زادت هذه الحركات بعد أن قُتل غدرًا سلطان جزيرة ترنات ويدعى هارون، أما الإسبان فقد وصلوا إلى جزيرة بورنيو وإلى جزيرة الملوك هذه السنة في طريق عودتهم بعد مقتل قائدهم الرحالة ماجلان في جزر الفلبين، وكان سبب قتله هو إظهار صليبيته علنًا؛ حيث أراد أن يفرض على السكان التنصر، ولم تستطع إسبانيا أن تثبت قدمها إلا في جزر الملوك.

العام الهجري : 928 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1522
تفاصيل الحدث:

بعد أن توفِّي السفاح البرتغالي بوكيرك شرع سكان الخليج العربي لتحريك ثورة تحت قيادة هرمز على الحكم البرتغالي، بحيث امتدت الثورة إلى جميع القواعد والحصون البرتغالية في منطقة الخليج العربي، فقام في تشرين الثاني من عام 1521م رئيس التجَّار بمهاجمة السفينتين الموجودتين في ميناء هرمز، وأشعل النار فيهما وهاجم السكانَ البرتغاليين وحاصروهم في القلعة، ونجحت الثورة نجاحًا جيدًا، ثم قام البرتغاليون بنقل التعزيزاتِ العسكرية إلى جزيرة هرمز مركز الثورة، وقضوا على الثورة بعد أعمالٍ وحشيَّة ونكَّلوا بالأهالي، ثم عاد العربُ إلى الثورة ثانيةً بعد خمسة أعوام وشاركهم حكَّامُ مسقط وقلهات. فأرسل البرتغال حملة عسكرية مؤلَّفة من خمس سفن برتغالية شنَّت هجومًا على ظفار، واستمرت كذلك حتى قضت على الثورة، ثم عادت البحرين للثورة في عام 1529م وفشل البرتغاليون في قمعِها، فقلَّت هيبتهم فثارت القطيفُ عام 1550م, واستمَرَّ الأمر على مثل هذه الثورات بين حينٍ وآخر حتى استطاعوا في النهاية القضاءَ على الوجود البرتغالي في الخليج العربي، وخاصة أنَّ العمانيين واصلوا استعداداتِهم لطرد لبرتغاليين من بلادهم وبخاصةٍ بعد خروج هرمز من يد البرتغال، وتنامت قوةُ العرب العمانيين من أسرة اليعاربة التي استطاعت حسم الصراع لصالحهم سنة 1069.

العام الهجري : 929 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1523
تفاصيل الحدث:

كانت جزيرة رودس جزيرة مشاكِسة؛ إذ كانت حصنًا حصينًا لفرسان القديس يوحنا الذين كانوا يقطعون طريق الحجَّاج المسلمين الأتراك إلى الحجاز، فضلًا عن أعمالهم العدوانية الموجهة لخطوط المواصلات البحرية العثمانية، فاهتمَّ السلطان سليمان القانوني بفتحها، وأعدَّ حملة عظيمة ساعده على تحقيقِها عدةُ أمور: انشغال أوروبا بالحرب الكبرى بين شارل الخامس (كنت) إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة وفرانسوا ملك فرنسا، وعقْد الصلح بين الدولة العثمانية والبندقية، وكذلك نموُّ البحرية العثمانية على عهد سليم الأول، فشَنَّ القانوني حربًا كبيرة ضِدَّ رودس ابتداءً من اليوم الثاني من شهر صفر من هذا العام وفتَحَها وأعطى للفرسان حقَّ الانتقال منها، فذهبوا إلى (مالطة) وهناك أعطاهم شارل كنت حَقَّ حكم هذه الجزيرة.

العام الهجري : 929 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1523
تفاصيل الحدث:

الفلبين هي عبارة عن مجموعة كبيرة من الجزر تمتدُّ في المحيط الهادي ما بين الأرخبيل الإندونيسي وأرخبيل اليابان، وقد دخلها الإسلام قديمًا، ولكن في ربيع ثاني من هذه السنة فوجئ السكان بسفن إسبانية عسكرية بقيادة ماجلان احتلُّوا الجزر وأخذوا في القتل والنهب، ثم أراد ماجلان أن ينصِّرَ السكان المسلمين قسرًا، فكان هذا سببًا في مصرعه؛ حيث ثار عليه مجموعة من السكان الذين استاؤوا من طريقة تنصيره وإجباره الناسَ على ذلك، فقاموا باغتياله، فأرسلت إسبانيا أربع حملات انتقامية قامت بأعمال قتل جماعي لجميع المسلمين في جزر الفلبين الذين أبَوا أن يتنصَّروا!

العام الهجري : 930 العام الميلادي : 1523
تفاصيل الحدث:

هو أبو المظفر إسماعيل شاه بن حيدر بن جنيد بن إبراهيم بن خواجة علي بن صدر الدين موسى بن الشيخ صفي الدين إسحاق بن جبريل الأردبيلي، المشهور بإسماعيل شاه الصفوي، وجدُّه إبراهيم هو شيخ الطريقة الصفوية التي أسَّسها أصلًا صفي الدين إسحاق, وقيل: إن أول من تشيَّع فيهم صفيُّ الدين أو ابنه موسى صدر الدين. ولد إسماعيل بأردبيل سنة 892هـ وأمه بنت الحسن الطويل، وكانت أمها كاترينا ابنة كارلو يوحنا ملك مملكة طرابزون اليونانية النصرانية، ولما قُتِل أبوه الشيخ حيدر في المعركة أُسِرَ إسماعيل مع إخوته وهو طفل وحُبس في قلعة إصطخر إلى أن توفِّيَ خاله السلطان يعقوب بن أوزن حسن الطويل سنة 892 وتفرقت الكلمة بين أولاده، فهرب أولاد الشيخ حيدر إلى لاهجان ودخل إسماعيل في بيت صائغ يقال له نجم زركر، وبها كثيرٌ من الروافض، فتعلم منهم إسماعيل في صغره مذهب الرفض، ثم كثُرَ أتباعه فخرج من لاهجان بأنه يريد أخْذ ثأر والده في أواخر سنة 905هـ، فغلب شروان شاه الذي قُتِل في المعركة وهرب ولدُه شيخ شاه إلى كيلان, وكان ذلك أول فتوحات إسماعيل الصفوي، ثم قاتل الأمير الوزير المستولي على أذربيجان بنخجوان، فهزمه أيضًا واستولى على خزائنه، وسار إلى تبريز فدخلها سنة 907هـ وبويع له بالسلطنة، فأظهر مذهب الإلحاد والرَّفض، وغيَّرَ اعتقاد أهل العجم, وخطب الخطباء باسمه على مذهب الإمامية، ثم هَزَمَ مراد بك ابن السلطان يعقوب بن أوزن حسن الطويل وأخذ خزائنه، ثم صار لا يتوجَّه إلى بلاد إلا يفتحُها ويقتل جميعَ من فيها وينهبُ أموالهم، إلى أن ملك أذربيجان وعراق العرب والعجم وخراسان، وكاد أن يدَّعي الرُّبوبية وكان يسجد له عسكرُه! وقتل خلقًا لا يحصَون بحيث لم يُبقِ أحدًا من علماء أهل السُنَّة، وأحرق جميع كتبِهم ومصاحِفِهم، وأخرج عظامَهم من القبور وأحرقَها، إلى أن كسره السلطانُ العثماني سليم الأول سنة 920هـ في معركة جالديران, وكانت مدة ملكه أربعًا وعشرين سنة، وكان سفَّاكًا غدَّارًا، ينظم بالتركي والفارسي نظمًا وسطًا. قال علي دده بن مصطفى الموستاري، المتوفى سنة 1007 في (محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر): "أولُ من تجبَّر وطغى، ورفضَ أحكام الشريعة وغوى، وخان الملَّة الإسلامية خيانةً لم يُسمَع بمثلها من الفراعنة، وقهر ملوك العراقينِ، وأبطل الخطبةَ من الجوامع كلِّها: الملك الشقيُّ الغَويُّ الشهير إسماعيل بن حيدر بن جنيد بن إبراهيم بن الشيخ خواجة علي بن صدر الدين ابن الشيخ الصفي الأردبيلي، قطَعَ الله أعراقَهم من العِراق وجميع ممالك الآفاق مع أشياعهم الشِّيعة النَّجِسة المنجوسة المجوسيَّة الدَّهرية، بل إنَّهم أخبثُ الفِرَق الضَّالَّة المضلَّة، أهلك الله أسرارَهم، ومحا من وجهِ الأرض آثارَهم بسيوف الملوك العثمانية السُّنِّية المؤيَّدة بالقوة القدسيَّة، لا زالت سيوفُهم مسلولةً عليهم وعلى أمثالهم من أعداء الدين" هلك إسماعيل شاه عن 78 عامًا وخلفه ابنه طهماسب وهو في العاشرة من العمر.

العام الهجري : 930 العام الميلادي : 1523
تفاصيل الحدث:

لما توفِّيَ أبو عبد الله محمد السعدي حاكِمُ المغرب اجتمع الناسُ على بيعة ابنه ووليِّ عهده السلطان أبي العباس الأعرج من سائر الآفاق، وآتوه طاعتهم عن رضًا منهم، فاستقام أمره وصرف عزمه إلى تمهيد البلاد واقتناء الأجناد، وتعبئة الجيوش إلى الثغور وشن الغارات على العدو في الآصال والبكور، في أحواز تيلمست وآسفي وغيرهما. وكان النصارى قد خيَّموا بشاطئ البحر وعاثُوا في تلك السواحل فأجلاهم عنها وطهَّر تلك البقاع من رِجسِهم، وأراح أهلَها مِن شؤمهم ونحسِهم، وهنا بَعُدَ صيتُه وانتشر في البلاد ذِكرُه، وهُرِع الناسُ إليه من كل جانب، ودخلت في طاعته سائرُ البلاد السوسية، فعند ذلك كاتَبه أمراء هنتاتة ملوك مراكش يخطبون أمرَه ويرومون الدخولَ في طاعته، فأجاب داعيَهم، وانتقل إلى مراكش فدخلها واستولى عليها.

العام الهجري : 930 العام الميلادي : 1523
تفاصيل الحدث:

طمع أحمد باشا في منصب الصدر الأعظم ولم يفلحْ في تحقيق هدفه، وطلب من السلطانِ أن يعيِّنَه واليًا على مصر فعَيَّنه، وما إن وصل إلى مصر حتى حاول استمالةَ الناس وأعلن نفسه سلطانًا مستقلًّا؛ حيث جمع حولَه بعض مماليك الشراكسة وشيوخ العربان، وأعاد تنصيبَ المتوكل على الله الخليفة العباسي المتنازل عن الخلافة للعثمانيين، وسرَّح الجيش الانكشاري عنده، ونظَّم جيشًا جديدًا من المماليك وحاول كذلك أن يوطِّدَ علاقات مع فرسان القديس يوحنا ومع الشاه الصفوي إسماعيل شاه، ولكِنَّ الخليفة العثماني سليمان القانوني أرسل له حملةً إلى مصر بقيادة إبراهيم باشا، وكان أحمد باشا الوالي قد هرب من أميرين كان أمر بسجنهما، فهرب إلى ابن قرفة شيخ العرب، ولكنهما لاحقاه حتى قبضا عليه، وقتله إبراهيم باشا وقمع هذا العصيان الذي لم يدُمْ طويلا، وتولى ولايةَ مصر إبراهيم باشا.

العام الهجري : 930 العام الميلادي : 1523
تفاصيل الحدث:

هو زين الدين أبو البركات محمد بن أحمد بن إياس المصري الحنفي، شركسي الأصل، وُلِد في القاهرة سنة 852 وكان جده ووالده من أمراء المماليك، ومع ذلك لم يتصِلْ بالبلاط المملوكي، بل انصرف للتأليف، وهو من تلاميذِ جلال الدين السيوطي، كتب تاريخًا لمصر وصل فيه إلى سنة 928، اشتهر بحياده في التأليف، وبتحرِّيه الدقةَ فيما يكتب، وفيما يصدر من أحكامٍ على معاصريه من السلاطين والأمراء, وكان يقِفُ عند كل حادثة بالشرح والتعقيب، مع شيء من القوة في الحكم والجرأة في التقدير، كما كان له اهتمام بالجغرافيا، فله كتاب نشق الأزهار في عجائب الأقطار، وله في التاريخ عقود الجمان في وقائع الأزمان، وله نزهة الأمم في العجائب والحِكَم، وله بدائع الزهور في وقائع الدهور.

العام الهجري : 930 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1524
تفاصيل الحدث:

هو شيخ الإسلام العلامة ذو التصانيف المفيدة والفتاوى السديدة، قاضي قضاة المسلمين شهاب الدين أبو السرور أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن القاضي يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن حسان بن الملك سيف بن ذي يزن المذحجي السيفي المرادي الشهير بالمُزَجد الشافعي الزبيدي، وكان من العلماء المشهورين وبقية الفقهاء، واحد المحقِّقين المعتمدين المرجوع إليهم في النوازل المعضلة والحوادث المشكلة، وكان على الغاية من التمكن في مراتب العلوم الإسلامية من الأصول والفروع وعلوم الأدب، وهو الذي أفتى بجواز شرب البنِّ والقهوة، وقد كان الخلاف بجواز شربها منتشرًا في عدد من الأمصار. ولد المُزَجد سنة 847 بجهة قرية الزبيدية، ونشأ بها وحفظ جامع المختصرات، ثم انتقل إلى بيت الفقيه بن عجيل فأخذ فيها على شيخ الإسلام إبراهيم بن أبي القاسم جغمان, ثم ارتحل إلى زبيد واشتغل فيها على عدد من أهل العلم، فحصَّل الفقه والأصول والحديث والحساب والفرائض, وبرع في علوم كثيرة لكنَّه تميز في الفقه حتى كان فيه أوحدَ وقته، ومن مصنفاته المشهورة في الفقه: العباب والمحيط بمعظم نصوص الشافعي والأصحاب، وهو كاسمه, وهو على أسلوب الرَّوْض جمع في مسائل الروض ومسائل التجريد، وهو كتاب عظيم جامع لأكثر أقوال الإمام الشافعي وأصحابه وأبحاث المتأخرين منهم على الغاية من جزالة اللفظ وحسن التقسيم، ولقد اشتهر هذا الكتاب في الآفاق ووقع على حسنِه ونفاسته الإجماع والاتفاق، وكثر اعتناءُ الناس بشأنه وانتفاع الطلبة به واغتباطهم ببيانه، واعتناء غير واحد من علماء الإسلام بشرحه، كالعارف شيخ الإسلام أبي الحسن البكري؛ فإنه شرحه بشرحين: صغير وكبير, ومنها تجريدُ الزوائد وتقريب الفرائد في مجلدين، جمع فيه الفروع الزائدة على الروضة غالبًا، وكتاب تحفة الطلاب ومنظومة الإرشاد في خمسة آلاف وثمانمائة وأربعين بيتًا, وزاد على الإرشاد كثيرًا من المسائل والقيود، ونظم أوائله إلى الرهن في مدة طويلة ثم مكث نحو خمس عشرة سنة، ثم شرع في تتمته فكمله في أقل من سنة، وله غير ذلك، وتفقه به خلائق كثيرون من أكابر الأعيان واختلاف أجناس الطلبة من جهات شتى، وله شِعرٌ حَسن، ومنه في الحصن الحصين، وكان ينظِم في اليوم الواحد نحو ثمانين بيتًا مع القيود والاحترازات، وله مرثية عظيمة في شيخه عمر الفتى. قال حفيدُه شيخ الإسلام قاضي قضاة الأنام أبو الفتح بن حسين المزجد: كان جدي شرَحَ جامع المختصرات للنسائي في ست مجلدات، ثم لما رآه لم يستوفِ ما حواه الجامع المذكور من الجَمع والخلاف، ألقاه في الماء فأعدمه، والله المستعان. قال علامة العصر ومفتيه أحمد بن عبد الرحمن الناشري: "كان القاضي شهاب الدين المزجد إذا سئم من القراءة والمطالعة، استدعى بمقامات الحريري، فيطالع فيها ويسمِّيها طبق الحلوى" ووليَ قضاء عدن ثم قضاء زبيد، وباشر ذلك بعفَّة وديانة، وطالت مدته فيها. وحكي: "أنه لما جاء زبيد وأُتيَ إليه بمعلومها، قال: جئنا من عدن إلى عدم. وكأنه- والله أعلم- كان غير راض بهذه المرتبة لِما فيها من الخطر العظيم؛ وذلك لكمال ورعه واحتياطه في دينه واستحقاره لزهرة الدنيا ومنصبها، وكان على جانب عظيم من الدين، حتى قال بعضهم في عصره: لو جاز أن يبعث الله نبيًّا في عصرنا، لكان أحمد المزجد هو ذلك النبي!" قال النماري: "لما دخلت عليه وشرعتُ في قراءة العباب لديه، أخذتني من دهشته الهيبةُ والعظمة ما منعني استيفاءَ ما كنت آلَفُه من الانبساط في حال القراءة، ففهم ذلك مني وأخذ يباسطني بذكرِ بلدي وأنَّ منها الشاعر الفلاني الذي قال في قصيدته ما هو كيت وكيت، حتى زال عني ذلك الدَّهشُ وثابَتْ إليَّ نفسي, وكانت أوقات شيخنا مرتبة: يجعل أواخر الليل وأول النهار لدرس القرآن، ثم يشتغل بما له من أوراد، ثم بالتفسير، ثم بالفقه، ثم يخرج إلى الحُكم إلى وقت الظهر، ثم يَقيل، ثم يشتغل بالإحياء للغزالي ونحوه من كتب الرقائق، وفي آخر النهار ينظر في التاريخ إلى أن يخرج لمجلس الحُكم بعد صلاة العصر؛ لأنه كان يجلس للحكم في اليوم مرتين" وقد انتفع به الناس، وأخذ عنه الطلبة واستمر على عظمته ووجاهته حتى مات في دولة الأروام- جمع رومي- قال محي الدين العيدروس: "ومناقب المزجد كثيرة وترجمته طويلة، وقد أفردها بالتصنيف حفيدُه القاضي أبو الفتح بن الحسين المزجد في جزء لطيف سمَّاه: منية الأحباب في مناقب صاحب العباب، وإذا تأملتَ ما أسلفناه عنه من الأخبار الجميلة والسِّيَر الحميدة، علمتَ أنَّه من العلماء الأخيار الأبرار، ولا ينافي ذلك ما كان متلبسًا به من القضاء ونحوه؛ فقد ابتلى بمثل ذلك غيرُ واحد من العلماء الصلحاء، كشيخ الإسلام تقي الدين السبكي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري" كان لشهاب الدين المزجد أربعة أولاد: علي، والحسن، والحسين، وعبد الرحمن، وكل منهم أفتى في حياة أبيه، ومات منهم اثنان في حياة أبيهما، وهما عبد الرحمن وحسن، ورثاهما وحزن عليهما. توفي شهاب الدين فجر يوم الأحد شهر ربيع الآخر من هذه السنة ببلدة زبيد، وصُلِّي عليه بجامعها الكبير ودُفن بباب سهام، وقبره قبلي تربة الشيخ علي أفلح، ولم يخلف بعده مثله- رحمه الله تعالى ونفعنا بسره وسر علومه- ورثاه جماعة من أكابر العلماء والأدباء من تلامذته ومعاصريه، وعظُمَ الأسفُ عليه.

العام الهجري : 931 العام الميلادي : 1524
تفاصيل الحدث:

هو السلطان أبو عبد الله محمد بن محمد شيخ الوطاسي المعروف بالبرتغالي، صاحب المغرب، وقع في الأسر عند البرتغاليين مدةً من الزمن وهو صغير السن؛ ولذلك لقِّب بالبرتغالي, تولى السلطنة بعد والده محمد شيخ، وقد انشغل بجهاد البرتغاليين, وبعد وفاته تولى أخوه أبو الحسن علي بن محمد الثاني الملقب أبو حسون، فقام أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد بخلع عمه أبي حسون.

العام الهجري : 931 العام الميلادي : 1524
تفاصيل الحدث:

كانت الأوامر السلطانية السليمانية قد صدرت بإصلاح عين حنين وعين نعمان- التي أجرتهما زبيدة بنت جعفر بن المنصور زوجة الرشيد، وعَمَرها بعدها الملوك والسلاطين- وعُين لذلك ناظرٌ اسمه مصلح الدين مصطفى من المجاورين بمكة، فبذل جهدَه في عمارتهما، فجَرَت عين حنين إلى مكة، وعين نعمان إلى عرفات.