الموسوعة الحديثية


- مرَّ رَجُلٌ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعندَه ناسٌ، فقال رَجُلٌ ممَّا عندَه: إنِّي لأُحِبُّ هذا للهِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أعلَمْتَه؟ قال: لا، قال: قُمْ إليه فأَعلِمْه، فقامَ إليه فأعلَمَه، فقال: أحبَّكَ الذي أحْبَبتَني له، قال: ثم رجَعَ فسَأَلَه النَّبيُّ فأخْبَرَه بما قال، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أنتَ مع مَن أحبَبْتَ، ولك ما احتَسَبتَ، وفي رِوايَةٍ: المَرءُ مع مَن أحَبَّ، وله ما اكتَسَبَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : هداية الرواة | الصفحة أو الرقم : 4/441 | خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة] | التخريج : أخرجه أبو داود (5125)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10010)، وأحمد (12430) بنحوه، والترمذي (2386) مختصراً، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2994) باختلاف يسير.

أنَّ رجلًا كان عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فمر به رجلٌ، فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني لأحبّ هذا . فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أعلمتَه ؟ قال : لا ! قال : أعلِمه قال : فلحقه، فقال : إني أحبُّك في اللهِ، فقال : أحبَّك الذي أحببتَني له
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 5125 | خلاصة حكم المحدث : حسن

التخريج : أخرجه أبو داود (5125) واللفظ له، وأحمد (3/140)، والنسائي في ((الكبرى)) (6/54) باختلاف يسير.


حثَّ الشَّرعُ على المحبَّةِ بين المسلِمين جميعًا؛ لِما فيها منَ التَّوادِّ والتَّراحُمِ وبِناءِ المُجتمَعِ على التَّآخي والتَّرابُطِ، والمَعانِي الطَّيِّبةِ، وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ رجُلًا كان عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فمَرَّ بهِ رجلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي لَأحِبُّ هذا"، أي: الرَّجُلَ الذي مَرَّ، وهو أنَّه أَحَبَّه في اللهِ، وفي طلَبِ مرضاة اللهِ عز وجل، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "أعْلَمْتَه"؟، أي: هل أَخبَرْتَه بذلك؟ فقال الرجل: "لا"! فأمَرَه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بإخبارِه، فقال: "أَعْلِمْه"، أي: أَخْبِرْه بمَحبَّتِك له، فلَحِقَه الرَّجُلُ ليُدرِكَه ويُخبِرَه كما أمَرَه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقال: "إنِّي أُحِبُّك في اللهِ"، فقال صاحبُه: "أحَبَّك الَّذي أَحبَبْتَني له"، أي: أحَبَّك اللهُ تَعالَى الَّذي أَحبَبْتَني لِأَجْلِه ، وهذا دُعاءٌ وليس خَبرًا، ولكنَّه أخْرَجَه مَخرَجَ الخَبرِ الماضِي تحقيقًا له، وحِرصًا على تُحقُّقِه.
وفي رِوايةٍ: "ثمَّ رجَعَ"، أي: الرَّجلُ الثَّاني إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، "فسَأَلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم"، أي: عمَّا جَرى بَينهما أو عَمَّا أجابَه بهِ، "فأخبَرَه بما قال"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "أنت مَع مَن أحبَبْتَ"، أي: مُلحَقٌ بهم وداخلٌ في زُمرتِهم، "ولكَ ما احتسَبْتَ"، أي: لك أجْرُ ما احتسَبْتَ من طلَبِ الثَّوابِ منَ اللهِ.