الموسوعة الحديثية


- لمَّا بعثَ أهلُ مكَّةَ في فداءِ أسرائهم بعثت زينبُ في فداءِ أبي العاصِ قال وبعثت فيهِ بقلادةٍ لها كانت عندَ خديجةَ أدخلتْها بها على أبي العاصِ فلمَّا رآها رسولُ اللَّهِ رقَّ لها رقَّةً شديدةً وقالَ إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرَها وتردُّوا عليها الَّذي لها فقالوا نعم وكانَ النَّبيُّ عليهِ السَّلامُ أخذَ عليهِ أن يخلِّيَ سبيلَ زينبَ إليهِ وبعثَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زيدَ بنَ حارثةَ ورجلًا منَ الأنصارِ فقالَ كونا ببطنِ يأجَج حتَّى تمرَّ بكما زينبُ فتصحباها حتَّى تأتيا بها
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : هداية الرواة | الصفحة أو الرقم : 4/67 | خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة] | التخريج : أخرجه أبو داود (2692)، وأحمد (26362) باختلاف يسير

عن عائشَةَ قال : لمَّا بعثَ أَهْلُ مَكَّةَ في فداءِ أسراهُم بعثَتْ زينبُ في فداءِ أبي العاصِ بمالٍ، وبعثَت فيهِ بقلادةٍ لَها كانت عندَ خديجةَ أدخلَتها بِها علَى أبي العاصِ قالَت: فلمَّا رآها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ رقَّ لَها رقَّةً شديدةً، وقالَ: إن رأيتُمْ أن تُطلقوا لَها أسيرَها، وتردُّوا علَيها الَّذي لَها. فقالوا: نعَم. وَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أخذَ علَيهِ أو وعدَهُ أن يخلِّيَ سبيلَ زينبَ إليهِ، وبعثَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زيدَ بنَ حارثةَ ورجلًا مِنَ الأنصارِ، فقالَ: كونا ببطنِ يأجَجَ حتَّى تمرَّ بِكُما زينبُ فتَصحباها حتَّى تأتيا بِها
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2692 | خلاصة حكم المحدث : حسن

في هذا الحَديث تقولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْها: "لَمَّا بعَث"، أي: أَرسَل "أهلُ مَكَّةَ في فِداءِ أَسرَاهُم"، أي: لِيَدفَعُوا الفِديةَ ويُحرِّروا أَسْرَاهُم "بعثت زَيْنَبُ في فِداءِ أَبِي العَاصِ بِمَالٍ"، أي: بِمِقدارٍ مِن المال، "وبَعَثت فيه"، أي: وأَرْسَلَتْ ضِمْنَ مالِ الفِديَةِ "بِقِلادةٍ " وهي ما يُوضَعُ في العُنُقِ، "لها"، أي: لِزَيْنَبَ "كانت عندَ خَدِيجَةَ"، أي: كانت لِأُمِّها خَدِيجَةَ رَضِي اللهُ عنها، "أَدْخَلَتها بها"، أي: أَعْطَتْها إيَّاها حِينَ تزوَّجت ودخَلَت "على أَبِي العَاصِ، قالَتْ"، أي: عَائِشَةُ: "فَلمَّا رَآهَا"، أي: فَلمَّا رأى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم القِلادَةَ وعرَفها "رَقَّ لها رِقَّةً شَدِيدَةً"، أي: رَأَفَ بِزَيْنَبَ ورَحِمها، "وقال: إنْ رَأَيتُم"، أي: لو رَضِيتُم "أنْ تُطلِقُوا لها أَسِيرَها"، أي: أن تُطلِقُوا سَرَاحَ أبِي العَاصِ مِن أَجْلِ زَيْنَبَ، "وتَرُدُّوا عليها الَّذِي لها"، أي: وتُعطُوها القِلادةَ الَّتِي دفَعَتْها فِديةً له، "فقالوا: نَعَمْ"، أي: رَضِينَا بذلك.
"وكان رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أَخَذَ عليه"، أي: أَخَذ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم على أبِي العَاصِ عهدًا "أو وَعَده"، أي: وَعَد أبو العَاصِ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم وَعْدًا "أنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ زَيْنَبَ إليه"، أي: يَترُكَ زَيْنَبَ لِتُهاجِرَ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم مِن مَكَّة إلى المدينةِ، "وبَعَث رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ ورَجُلًا مِن الأنصارِ"، أي: أَرْسَلَهما لِيَأتِيَا بِزَيْنَبَ، "فقال" النَّبِيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "كُونَا"، أي: امْكُثَا "بِبَطْنِ يَأْجِجَ" وهو مَوْضِع قريب مِن مَكَّةَ "حَتَّى تَمُرَّ بكما زَيْنَبُ"، أي: حَتَّى تَصِلَ زَيْنَبُ إلى ذلك الموضعِ "فتَصْحَبَاها"، أي: تكونا مَعَها "حَتَّى تَأْتِيَا بِها"، أي: حَتَّى تُوَصِّلاها إِلَيَّ.
وفي الحَدِيثِ: بيانُ رِقَّةِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم ورحمتِه بأولادِه.
وفيه: قَبُولُ فِداءِ الأَسْرَى بالمالِ.
وفيه: استِئذانُ القائدِ الجنودَ قَبْلَ التصرُّفِ فيما يَخُصُّهم مِن الغَنِيمَةِ.