الموسوعة الحديثية


- دخل عليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم وأنا عند حفصةَ فقال لي أَلَا تُعَلِّمِينَ هذه رُقْيَةَ النَّمْلَةِ كما عَلَّمْتِيها الكتابةَ
الراوي : الشفاء بنت عبدالله | المحدث : الشوكاني | المصدر : نيل الأوطار | الصفحة أو الرقم : 9/103 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح إلا إبراهيم بن مهدي البغدادي المصيصي وهو ثقة | التخريج : أخرجه أبو داود (3887) واللفظ له، وأحمد (27095) باختلاف يسير

دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي: ألا تُعلِّمينَ هذِهِ رُقيةَ النَّملةِ كَما علَّمتيها الكِتابةَ
الراوي : الشفاء بنت عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3887 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود (3887) واللفظ له، وأحمد (27095) باختلاف يسير


النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان خَيْرَ النَّاس لأَهْلِه، يُلاعِبُهم ويَمْزَحُ معهم، ويُعاتِبُهم بِلُطْفٍ، ويُتِيحُ لهم تَعَلُّمَ ما ينفعهم.
وفي هذا الحديثِ تَحكِي الشِّفاءُ بنتُ عبدِ الله، وهي إِحدى الصَّحابِيَّات رَضِيَ الله عَنهُنَّ، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم دَخَلَ عليها وهي عند أمِّ المؤمنِينَ حَفْصَةَ رضِي اللهُ عنها، أي: في بيتِ حَفْصَةَ، "فقال لي"، أي: قال للشِّفاءِ: "أَلَا تُعَلِّمِينَ هذه"، أي: حَفْصَةَ "رُقْيَةَ النَّمْلَةِ"، والنَّمْلَةُ هي قُروحٌ تَخرُج من الجَنْبَيْنِ، وقد حُمِلَ هذا الكلامُ على أكثرِ من معنًى، ومنها: أنَّ الكلامَ على ظاهِره، وأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يَعرِف رُقْيَةَ النَّمْلَةِ هذه، وأنَّه لا حُرْمَةَ فيها، فَأَمَرَ الشِّفَاءَ أنْ تُعَلِّمَها لِحَفْصَةَ؛ لِتُداوِيَ بها المَرْضى، كما عَلَّمَتْها الكِتابَةَ.
أو هي رُقْيَةٌ عبارةٌ عن مجموعةِ كلماتٍ يَعلمُ مَنْ يَسمعُها أنَّها ليستْ نافِعةٍ أو ضارَّة.
والمعنى الآخَر: أنَّ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ هذه كانتْ كلماتٍ تُقال للعَروسِ لِتَعريفها بِواجِبات الزَّوْجِيَّة، وهي قولهم: "العَروسُ تَحْتَفِلُ، وَتَخْتَضِبُ وَتَكْتَحِلُ، وَكُلُّ شيءٍ تَفْتَعِلُ، غيرَ ألَّا تَعْصي الرَّجُلَ"، وفي هذه الكلمات الوَصِيَّةُ بعدم عِصيان الزَّوجِ، والمُرادُ بهذا مُعاتَبةُ حَفْصَةَ رضِي اللهُ عنها؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لها سِرًّا فلمْ تَكْتُمْه، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 3]؛ فكان ذلك تَرْبِيَةً لها رَضِيَ الله عنها، ثُمَّ قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم للشِّفَاءِ: "كما عَلَّمْتِيها الكِتابَةَ"، أي: كما عَلَّمْتِيها كيف تَكْتُب فَعَلِّمِيها تلك الكلمات؛ لِمَا فيها من التَّنْبِيهِ على طاعةِ الزَّوجِ.
وفي الحديثِ: تَأديبُ الزَّوجةِ بالقول الحَسَنِ.
وفيه: أَهَمِّيَّةُ تَعليمِ النِّساءِ ما يَحتاجونَ إليه.
وفيه: مَشْروعِيَّةُ تَعليمِ النِّساءِ الكِتابَةَ..