الموسوعة الحديثية


- يا رسولَ اللهِ أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً قال : الأنبياءُ ثمَّ الامثلُ فالأمثلُ حتى يُبتلى العبدُ على قدرِ دِينِه ذاك فإنْ كان صُلْبَ الدِّينِ ابتُلِيَ على قدرِ ذاك وقال مرةً : أشدُّ بلاءً وإنْ كان في دِينِهِ رِقَّةٌ ابتُلِيَ على قَدْرِ ذاك وقال مرةً : على حَسَبِ دِينِهِ قال : فما تَبرحُ البَلايا عن العبدِ حتى يَمشيَ في الأرضِ يعني وما عليهِ من خطيئةٍ قال أبي : وقال مرةً عن سعدٍ قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر | الصفحة أو الرقم : 3/78 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثَلُ، فيُبتلى الرَّجلُ على حسْبِ دينِه، فإن كانَ في دينهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ على حسْبِ دينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي على الأرضِ ما عليْهِ خطيئةٌ
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2398 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح

جعَل اللهُ ابتلاءَ العبادِ بالمصائبِ والبلايا كفَّاراتٍ للذُّنوبِ ومَحوًا للسَّيِّئاتِ؛ وذلك أنَّ اللهَ إذا أحَبَّ عبدًا ابتَلاه لِيَغفِرَ له ذُنوبَه، حتَّى إذا لَقِيَه لم يَكُنْ عليه خَطيئةٌ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ رضِيَ اللهُ عَنه: "قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ النَّاسِ أشَدُّ بَلاءً؟"، أي: مَن أثقَلُ النَّاسِ ابتِلاءً وأشَدُّهم مَصائِبَ وبَلايا؟ "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الأنبياءُ"، أي: أشَدُّ النَّاسِ الَّذين يُبتَلَون وأثقَلُهم بلاءً ومصائبَ وبلايا هم الأنبياءُ، "ثمَّ الأمثَلُ فالأمثَلُ"، أي: ثمَّ الصَّالِحون فالصَّالحون وأشبَهُهم بالأنبياءِ، "فيُبتَلى الرَّجلُ على حسَبِ دينِه"، أي: ويَكونُ البلاءُ على قدرِ دينِ المرءِ قوَّةً وضَعفًا، "فإن كان في دينِه صُلبًا اشتَدَّ بَلاؤُه"، أي: فإن كان دينُ المرءِ صُلبًا قويًّا، وإيمانُه شَديدًا كان البلاءُ شديدًا، والمصائبُ والبلايا كثيرةً، "وإن كان في دينِه رِقَّةٌ ابتُلِي على حسَبِ دينِه"، أي: وإن كان دينُ المرءِ ضَعيفًا رَقيقًا كان البلاءُ خَفيفًا والبلايا قليلةً، فكلُّ امرِئٍ يُبتَلى على قدرِ دينِه، "فما يَبرَحُ البلاءُ بالعبدِ"، أي: فلا يَزالُ البلاءُ نازِلًا على العبدِ والبلايا تُصيبُه، "حتَّى يَترُكَه يَمْشي على الأرضِ ما عليه خَطيئةٌ"، أي: حتَّى يَغفِرَ اللهُ للعبدِ المبتلَى ذُنوبَه بهذا البلاءِ وتلك البلايا، فيَترُكُ البلاءُ العبدَ وقد غُفِرَت له ذنوبُه كلُّها، وليس عليه شيءٌ أبدًا، ويكونَ للمؤمِنين المبتَلَيْن على ذلك الجزاءُ الحسَنُ يومَ القِيامةِ.
وفي الحديثِ: أنَّ البلايا والمصائِبَ كَفَّاراتٌ للذُّنوبِ والخَطايا.
وفيه: بيانُ أنَّ الابتِلاءَ مِن شأنِ الصَّالحين.