- يا كعبُ بنَ عُجرةَ ، إنه لا يدخلُ الجنةَ من نبتَ لحمُه من سُحتٍ ، النَّارُ أولى به ، يا كعبُ بنَ عُجرةَ . . . الحديث
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 6/214 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد على شرط مسلم
التخريج : أخرجه أحمد (15284)، وعبد بن حميد في ((المسند)) (1136)، والحارث في ((المسند)) (618) باختلاف يسير مطولاً
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "أُعيذُكَ باللهِ يا كَعبَ بنَ عُجْرةَ"، أي: أدعو اللهَ أن يُنجِّيَك يا كعبُ ويَحفظَك ويُجيرَك "مِن أُمَراءَ يَكونونَ مِن بَعدِي"، أي: خُلَفاءَ ومُلوكٍ وسَلاطينَ كَذَبةٍ ظَلمةٍ يأتون بعدَ موتي، "فمَن غَشِي أبوابَهم"، أي: دخَل عليهم ولازَمَهم وكان معَهم، "فصَدَّقهم في كَذبِهم"، أي: صدَّقهم في الكذبِ الَّذي هم فيه والكذبِ الَّذي يَقولونه وهو يَعلَمُ أنَّه كذبٌ، "وأعانَهم على ظُلمِهم"، أي: وكان لهم مُعينًا على ظلمِ الرَّعيَّةِ والبغيِ بينَ النَّاسِ، "فليس منِّي ولستُ منه"، أي: فيكونُ جَزاؤُه أنِّي بريءٌ منه وهو بريءٌ منِّي ولا يَدخُلُ تحتَ رايتي، "ولا يَرِدُ علَيَّ الحوضَ"، أي: ولن يَشرَبَ مِن حَوضِ الكوثرِ.
"ومَن غَشِي أبوابَهم أو لم يَغْشَ ولم يُصدِّقْهم في كَذبِهم ولم يُعِنْهم على ظُلمِهم"، أي: ومَن دخَل عليهم أو لم يَدخُلْ عليهم شَريطةَ ألَّا يُصدِّقَهم في الكذبِ الَّذي يدَّعونه والكذبِ الَّذي هم فيه ولم يَكُنْ لهم مُعينًا على ظُلمِ النَّاسِ، "فهو مِنِّي وأنا منه"، أي: فالصِّلةُ قائمةٌ بَيني وبينَه، وهو داخِلٌ تحتَ رايتي وفي شَفاعتي، "وسيَرِدُ عليَّ الحوضَ"، أي: وسيَمُرُّ عليَّ في الحوضِ ويَشرَبُ شَربةً لا يَرى بعدَها عطَشًا.
"يا كعبَ بنَ عُجرةَ، الصَّلاةُ بُرهانٌ"، أي: الصَّلاةُ حجَّةٌ ودليلٌ على الإيمانِ، "والصَّومُ جُنَّةٌ حَصينةٌ"، أي: والصَّومُ وِقايةٌ وحِصنٌ حَصينٌ مِن الوقوعِ في المعاصي والشَّهواتِ، "والصَّدقةُ تُطفِئُ الخَطيئةَ كما يُطفِئُ الماءُ النَّارَ"، أي: وإخراجُ الصَّدقاتِ يَمْحو الذُّنوبَ والخَطايا وتَقْضي عليها كما يَقْضي الماءُ على النَّارِ ويُطفِئُها ويُزيلُها.
"يا كَعبَ بنَ عُجرةَ، إنَّه لا يَرْبو"، أي: لا يَنشَأُ ويَنْمو ويَزيدُ، "لَحمٌ نبَت مِن سُحْتٍ"، أي: جِسمٌ تَغذَّى بالحرامِ ونشَأ فيه وتَرعرَعَ مِنه، "إلَّا كانت النَّارُ أولى به"، أي: إلَّا كان مَصيرُه إلى النَّارِ، فالنَّارُ أَوْلى بكلِّ حَرامٍ أن يَحترِقَ فيها.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن الدُّخولِ على الوُلاةِ الظَّلَمةِ وإعانَتِهم وتصديقِ كَذبِهم.
وفيه: أنَّ أداءَ الصَّلاةِ دليلٌ على الإيمانِ، ووأنَّ الصَّومَ وِقايةٌ مِن المعاصي والذُّنوبِ، وأنَّ الصَّدقةَ تَمْحو الذُّنوبَ والخطايا.
وفيه: أنَّ مَصيرَ كلِّ حرامٍ إلى النَّارِ.