- أنا زعيمٌ - والزعيمُ الحميلُ - لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيتٍ في رَبَضِ الجنَّةِ ، وببيتٍ في وسطِ الجنَّةِ ، وأنا زعيمٌ لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل اللهِ ببيتٍ في رَبَضِ الجنَّةِ ، وببيتٍ في وسطِ الجنةِ ، وببيتٍ في أعلى غُرَفِ الجنَّةِ . فمن فعل ذلك لم يدَعْ للخير مَطلَبًا ، ولا من الشرِّ مَهربًا ، يموتُ حيث شاء أن يموتَ .
الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 1300 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أنا زَعيمٌ- والزَّعيمُ الحَميلُ-"، أي: ضامِنٌ وكَفيلٌ، وقيل: يُشبِهُ أنْ تكونَ هذه لَفظَةُ "الزَّعيمُ الحَميلُ" مُدْرَجةً مِن أحَدِ الرُّواةِ. قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لِمن آمَن بي"، أي: برِسالتي، "وأَسلَم"، أي: دخَل في الإسلامِ وأدَّى حقَّه، وفَعَل ما يَجبُ عليه كما أمَرَه اللهُ؛ فأطاعَ اللهَ ورسولَه، وفعَلَ الأوامرَ وانتَهى عن النَّواهِي، وحَفِظَ حدودَ اللهِ، "وهاجَر"، أي: إلى المدينَةِ زَمانَ الهجرةِ، أو هاجَر إلى اللهِ وهَجَر ما نَهى اللهُ عنه، "ببَيتٍ في رَبَضِ الجنَّةِ"، أي: فيما حولَها خارِجًا عنها، تَشبيهًا بالأبنيَةِ الَّتي تكونُ حولَ المدنِ، قيل: المرادُ هنا ما حولَ الجنَّةِ الدَّاخليُّ، لا الخارجيُّ؛ لأنَّ أهلَ الجنَّةِ لا يكونون خارجَها، "وببيتٍ في وسَطِ الجنَّةِ"، أي: وأنا زَعيمٌ لِمَن آمَن بي وأسلَم، وجاهَد في سَبيلِ اللهِ، ببيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ، وببيتٍ في وسَطِ الجنَّةِ، "وبَبيتٍ في أَعلى غُرَفِ الجنَّةِ"، أي: في عالِيَتِها؛ "مَن فعَل ذلك"، أي: آمَنَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وأسلَم وجاهَد، "فلَم يدَعْ"، أي: لَم يَترُكْ، "للخيرِ مَطلبًا"، أي: إلَّا قصَدَه وحضَرَه ونال منه؛ وهذا كِنايةٌ عن لُزومِ الطَّاعاتِ والقُرباتِ، "ولا مِن الشَّرِّ مَهربًا"، أي: إلَّا ابتعَد عنه وفَرَّ منه؛ وهذا كِنايةٌ عن تَركِ المعاصي، "يموتُ حيثُ شاء أنْ يموتَ"، أي: فإنْ مات في أيِّ مَوضِعٍ كان؛ فإنَّ له ما ذُكِر مِن غُرَفِ الجنَّةِ، بالْتِزامِه ما سَبَق .