- إنِّي لأحفَظُ كيفَ كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يلبِّي: لبَّيكَ اللَّهمَّ لبَّيكَ ، لبَّيكَ لا شريكَ لَكَ لبَّيكَ ، إنَّ الحَمدَ والنِّعمةَ لَكَ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار
الصفحة أو الرقم: 9/80 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
يَقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في إهْلالِه: "لَبَّيكَ اللهُمَّ لَبَّيكَ"، أي: أُكرِّرُ إجابَتي لكَ في امتِثالِ أمْرِكَ بالحَجِّ فأُلَبِّي أمرَكَ مرَّةً بعدَ مرَّةٍ، "لبَّيكَ لا شَريكَ لكَ لبَّيكَ"، أي: أنتَ وحْدكَ مالِكٌ في مُلكِكَ بلا مُنازِعٍ أو شَريكٍ، "إنَّ الحمدَ والنِّعْمةَ لكَ"، أي: فلكَ وحدَكَ الحَمدُ والشُّكرُ والثَّناءُ، وكلُّ نِعمةٍ فهيَ مِنكَ وأنتَ مُسْدِيها، "والمُلْكَ لا شَريكَ لكَ"، ذَكَر المُلْكَ بعدَ الحَمدِ والنِّعمةِ؛ لتَعميمِ أَسبابِ الطَّاعةِ وإيضاحِ وجوهِ الانقيادِ والعِبادةِ، ثم أتْبَعَه بقولِه: "لا شَريكَ لك"؛ ليزولَ الشَّبهُ عنه ويستقلَّ بالمُلكِ والحمدِ والنعمةِ مُنفرِدًا.
"لا يَزيدُ على هَؤلاءِ الكلِماتِ"، أي: لا يَزيدُ بِقولٍ غَيرَهنَّ مِن الدُّعاءِ.
يقولُ سالمُ بنُ عبدِ اللهِ: "وإنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما كانَ يقولُ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ يركعُ بِذي الحُلَيفةِ رَكْعَتينِ"، أي: يُصلِّي ركْعَتينِ في مَسْجدِ ذي الحُلَيفةِ، وهوَ موضِعٌ خارِجَ المدينةِ في طَريقِ مكَّةَ، "ثمَّ إذا اسْتوَت بهِ الناقةُ قائمةً عندَ مسجدِ الحُلَيفةِ"، أي: فإذا ركِبَ ناقَته وقامَتْ استِعدادًا للسَّيرِ، "أهَلَّ بهؤلاءِ الكلِماتِ"، أي: رَفعَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم صوتَه بِهذا الدُّعاءِ: لبَّيكَ اللهمَّ لبَّيكَ، "وكانَ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضيَ اللهُ عنْهما يقولُ: كانَ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنهُ يُهِلُّ بإهْلالِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مِن هؤلاءِ الكلماتِ"، أي: يُحرِمُ ويرفَعُ صوْتَه كَما كانَ يفعلُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ويقولُ: "لبَّيكَ اللَّهمَّ لبَّيكَ، لبَّيكَ وسَعْدَيكَ"، أي: إسْعادًا بعدَ إسْعادٍ، وأُكرِّرُ ذلكَ مرَّةً بعدَ أُخرى، "والخيرُ في يَدَيكَ"، والخيرُ مِنكَ وحْدَك، "لبَّيكَ والرَّغْباءُ إليكَ والعَملُ" والرَّغْباءُ، أي: السُّؤالُ والطلبُ.
وهذهِ الزِّيادةُ مِن قَولِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ، وقدْ وردَ عن بَعضِ الصَّحابةِ زِياداتٌ أُخرى في التَّلبيةِ، وهيَ مِن بابِ الزِّيادةِ في الخيرِ.( ).