الموسوعة الحديثية


- بايَعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى إقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 524 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه مسلم (56)

بَايَعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى إقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 57 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأخُذُ البَيعةَ مِن أصحابِه عندَ دُخولِهم الإسلامَ؛ ليُوثِقَ إيمانَهُم، ويُعلِّمَهم أهمَّ ما يَجِبُ عليهم في أوَّلِ هِدايتِهم.وفي هذا الحديثِ يقولُ جَريرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنه: بايَعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعاهَدْتُه على هذه الأشياءِ؛ على إقامِ الصَّلاةِ، وهي أنْ يَأتيَ بها الإنسانُ على الوجهِ المطلوبِ، فيُحافِظَ عليها في أوقاتِها، ويَقومَ بأركانِها وواجباتِها وشُروطِها. وإيتاءِ الزَّكاة، وهي عِبادةٌ ماليَّةٌ واجِبةٌ في كُلِّ مالٍ بلَغَ المِقدارَ والحدَّ الشرعيَّ، وحالَ عليه الحَوْلُ -وهو العامُ القمَريُّ «الهِجريُّ»- فيُخرَجُ منه رُبُعُ العُشرِ، وأيضًا يَدخُلُ فيها زَكاةُ الأنعامِ والماشيةِ، وزَكاةُ الزُّروعِ والثِّمارِ، وعُروضِ التِّجارةِ، وزَكاةُ الرِّكازِ، وهو الكَنزُ المدفونُ الَّذي يُستخرَجُ مِنَ الأرضِ، وقيل: المعادِنُ، بحَسَبِ أنْصابِها، ووَقتِ تَزكيتِها. وفي إيتاءِ الزَّكاةِ على وَجهِها لِمُستحِقِّيها زِيادةُ بَرَكةٍ في المالِ، وجَزيلُ الثَّوابِ في الآخرةِ. وللبُخلِ بها ومَنعِها مِن مُستحقِّيها عَواقبُ وَخيمةٌ في الدُّنيا والآخرةِ، والزَّكاةُ جامعةٌ بيْن حقِّ اللهِ وحقِّ العِبادِ؛ فهي فرْضٌ ورُكنٌ مِن أركانِ الإسلامِ، وفيها قَضاءٌ لحَوائجِ المُحتاجينَ مِن العِبادِ.قال: وعاهَدْتُه أيضًا على النَّصيحةِ لكلِّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ؛ وذلك بالحِرصِ على مَنفعتِهما، وإيصالِ الخيرِ إليهما، ودفْعِ الشَّرِّ عنهما بالقولِ والفعلِ معًا، والتَّقييدُ بالمسلمِ للأغلبِ، وإلَّا فالنُّصحُ للكافرِ مُعتبَرٌ؛ بأن يُدعَى إلى الإسلامِ، ويُشارَ عليه بالصَّوابِ إذا استشارَ.قيل: إنَّما اقتَصَرَ على الصَّلاةِ والزَّكاةِ؛ لكَونِهما أصلَ العِباداتِ الماليَّةِ والبَدَنيَّةِ، وهما أهمُّ أركانِ الإسلامِ بعدَ الشَّهادتينِ وإظهارِها، ولأنَّ الصَّومَ مِن جُملةِ العِباداتِ البَدنيَّةِ، ومَن أقام على مُحافَظةِ الصَّلواتِ ومُداومتِها، فبالأَولى أنْ يُقِيمَ الصَّومَ، بخِلافِ عَكسِه، والحجُّ مُركَّبٌ مِن العباداتِ الماليَّةِ والبَدنيَّةِ، فمَن قام بهما قام به، لا سيَّما ومَحلُّه في العُمرِ مرَّةٌ، بخِلافِ الصَّلاةِ؛ فإنَّ لها أوقاتًا في كلِّ يومٍ وليلةٍ، والزَّكاةُ واجبةٌ في كلِّ سَنةٍ على مَن مَلَكَ النِّصابَ.وقدْ خُصَّ جَريرٌ رَضيَ اللهُ عنه بالمُبايعةِ بالنَّصيحةِ؛ لأنَّه كان سَيِّدَ قَومِه وقائدَهم، وقد قدِمَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَنةَ عَشْرٍ مِن الهِجرةِ، فأسلَمَ وتَبِعَه قَومُه، فأرشَدَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى النَّصيحةِ؛ لأنَّ حاجتَه إليها أمسُّ.وفي الحديثِ: وُجوبُ النُّصحِ للمُسلِمين، وتَحرِّي الخيرِ لهم، والحِرصُ على مَصالحِهم، والسَّعيُ في مَنافعِهم.