الموسوعة الحديثية


- [ عن ] فروةَ بنِ نوفلَ قال : قلتُ لعائشةَ : حدثيني بشيءٍ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يدعو به في صلاتهِ ، فقالت : نعم كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يقولُ : اللهمَّ إني أعوذُ بك من شرِّ ما عملتُ ومن شرِّ ما لم أعملْ بعدُ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : أصل صفة الصلاة | الصفحة أو الرقم : 3/1007 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم

سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَمَّا كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَدْعُو به اللَّهَ، قالَتْ: كانَ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما عَمِلْتُ وَمِنْ شَرِّ ما لَمْ أَعْمَلْ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2716 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

كانت بعضُ أدْعيةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منها ما هو تَعليمٌ لأُمَّتِه؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَعصومٌ مِن الوقوعِ فيها، ومنها ما يكونُ مَزيدَ شُكرٍ للهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هَذا الحديثِ يَرْوي التَّابعيُّ فَروةُ بنُ نَوفلٍ الأشجعيُّ أنَّه سَأَلَ عائِشةَ أمَّ المؤمِنينَ رَضيَ اللهُ عنها عَمَّا كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُو به اللهَ سُبحانه، فأخبَرَتْه رَضيَ اللهُ عنها أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقولُ في دُعائهِ: «اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِن شَرِّ ما عَمِلتُ» وهو ما يُمكِنُ أنْ يكونَ صدَرَ في الماضي مِن الصَّغائرِ والهَفَواتِ وخِلافِ الأَولى ممَّا يُحتاجُ فيه إلى العفوِ والمغفرةِ، «ومِن شَرِّ ما لم أعمَلْ» وهو ما يُمكِنُ أنْ يَقَعَ في المستقبَلِ ممَّا لا يَرضاهُ اللهُ؛ فإنَّه لا مَأمَنَ لِأحدٍ مِن مَكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، كَما قال تَعالَى: {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99].
والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ غفَرَ اللهَ عزَّ وجلَّ له ما تقَدَّمَ مِن ذَنْبِه وما تأخَّرَ. وهذا الدُّعاءُ مِن بابِ التَّعليمِ لأُمَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فيُقْتدى به، وإلَّا فجَميعُ أعمالِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سابقُها ولاحقُها كلُّها خيرٌ لا شَرَّ فيها.
وفي الحديثِ: حِرصُ السَّلفِ عَلى تَعلُّمِ دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.