الموسوعة الحديثية


- يقول الله :عزَّوجلَّ المتحابونَ بجلالي في ظلِّ عرشي يومَ لا ظلَّ إلا ظلِّي
الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : الذهبي | المصدر : العلو للذهبي | الصفحة أو الرقم : 84 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | التخريج : أخرجه أحمد (17158)، وابن أبي الدنيا في ((الإخوان)) (2)، والطبراني (18/258) (644)

إنَّ اللَّهَ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: أيْنَ المُتَحابُّونَ بجَلالِي؟ اليومَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2566 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

الحُبُّ في اللهِ مِن أوثَقِ عُرى الإسلامِ، وهو مِن أبرَزِ سِماتِ المؤمِنينَ فيما بيْنَهم، وقدْ وَعَدَ اللهُ تعالَى على هذا الخُلُقِ النَّبيلِ بواسِعِ الأجْرِ والعَطاءِ.
وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُنادي يومَ القيامةِ على رُؤوسِ الأشهادِ؛ تَعظيمًا لِبعضِ العِبادِ على بعضٍ، فيقولُ: «أينَ المتحابُّونَ بِجلالي؟» أي: بِسَببِ عَظمتي ولِأجْلِ تَعْظيمي، أو لِأجْلِ رِضَايَ، ونَيْلِ ثَوابي، لا لغَرَضٍ سِوى ذلك مِن دُنيا أو نحْوِها، وذلك مُكافأةً لهم على التَّحابِّ لأجْلِ اللهِ بتَعظيمِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ، «اليومَ أُظِلُّهم في ظِلِّي» والمرادُ منه ظِلُّ العرْشِ -كَما في حَديثِ أحمَدَ، مِن حديثِ العِرْباضِ بنِ ساريةَ رَضيَ اللهُ عنه، بلَفظِ: «في ظِلِّ عَرْشي»، وهذا فيه ما فيه مِنَ الثَّوابِ الجَزيلِ، والشَّرَفِ العَظيمِ لهم، فاللهُ عزَّ وجلَّ يُريدُ مِن عِبادِه أنْ تكونَ قُلوبُهم مُجتمِعةً غيْرَ مُتفرِّقةٍ، مُتحابَّةً غيْرَ مُتباغِضةٍ، وقولُه: «يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي»، وذلكَ يوْمَ أنْ تَدْنُوَ الشَّمسُ مِن رُؤوسِ العِبادِ، ويَشتَدُّ عليهم حَرُّها، فلا يَجِدُ أحَدٌ ظِلًّا إلَّا مَن أظَلَّه اللهُ في ظِلِّ عَرشِه.
وفي الحديثِ: سُؤالُ اللهِ تعالَى عَنِ المُتحابِّينَ مع عِلمِه بِمكانِه؛، لِيُنادِيَ بِفضْلِهم في ذلك الموقِفِ.
وفيه: حَثُّ اللهِ على التَّحابِّ في جَلالِه.
وفيه: فَضْلُ المحبَّةِ في اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفيه: إثباتُ صِفةِ الكلامِ للهِ عزَّ وجلَّ.