- كانَت لرجلٍ منَ الأنصارِ ناقةٌ ترعى في قِبَلِ أحدٍ ، فعَرضَ لَها ، فنَحرَها بوتدٍ ، فقلتُ لزيدٍ: وتدٌ من خشبٍ أو حديدٍ قالَ: لا. بل خَشبٌ ، فأتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فسألَهُ: فأمرَهُ بأَكْلِها .
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم: 389 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو سعيدٍ الخُدريُّ رَضِي اللهُ عَنه: "كانَتْ لرجُلٍ مِن الأنصارِ ناقةٌ"، وهي الأُنثى مِن الإبلِ، "تَرْعى"، أي: تأكُلُ مِن العُشْبِ وتسرَحُ بنفسِها، "في قِبَلِ أُحُدٍ"، أي: في جهةِ جَبَلِ أُحُدٍ، "فعُرِضَ لها"، أي: وقَع للنَّاقةِ أذًى أو مرَضٌ أوشكَتْ به على الموتِ، "فنحَرَها"، أي: ذَبَحها صاحبُها قبْلَ موتِها بالطَّعنِ في لَبَّتِها، "بَوَتِدٍ"، أي: عودٍ أو قَضيبٍ، قال جَريرُ بنُ حازمٍ راوي هذا الحديثِ: "فقُلْتُ لزَيْدٍ"، وهو ابنُ أسلَمَ، "شَيخِه"، أي: شيخِ جَريرِ بنِ حازمٍ: "وَتِدٌ مِن خشَبٍ أو حديدٍ؟"، أي: هل هذا الوَتِدُ مَصنوعٌ مِن خشَبٍ أو مِن حديدٍ؟ قال زيدُ بنُ أسلَمَ: "لا، بل خَشَبٌ"، أي: مصنوعٌ مِن خشَبٍ، قال أبو سعيدٍ رَضِي اللهُ عَنه: "فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فسأَلَه"، أي: جاءَ صاحبُ النَّاقةِ بَعدَما نحَرَها إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَستفتيهِ في حُكمِ لحمِها، "فأمَره بأكلِها"، أي: أَفْتاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بجوازِ الأكلِ منها.
وفي الحديثِ: أنَّ الذَّبحَ يكونُ بكلِّ شيءٍ يُهرِقُ الدَّمَ، ما خلا السِّنَّ والظُّفُرَ؛ كما ثبَت في حديثٍ آخَرَ.
وفيه: سَماحةُ الإسلامِ، وأنَّه دِينُ اليُسرِ.
وفيه: اجتهادُ الصَّحابةِ في زمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفيه: سُؤالُ أهلِ العِلمِ في النَّوازلِ .