- مَن جاء يَعبُدُ اللهَ لا يُشرِكُ به شيئًا ، ويُقِيمُ الصلاةَ ، ويُؤتِي الزكاةَ ، ويَصومُ رمضانَ ، ويَتَّقِي الكبائِرَ ، فإنَّ له الجنةَ ، قالُوا : ما الكبائِرُ ؟ قال : الإشْراكُ باللهِ ، وقَتلُ النَّفْسِ المسلِمةِ ، وفِرارٌ يومَ الزَّحفِ
الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 6185 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه النسائي (4009)، وأحمد (23502).
التخريج : أخرجه النسائي (4009)، وأحمد (23502).
وفي هذا الحديثِ يخبِرُ أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ رضِيَ اللهُ عَنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "مَن جاء"، أي: إلى اللهِ عزَّ وجلَّ يومَ القيامَةِ، "يَعبُدُ اللهَ"، أي: يُوحِّدُه ويُطِيعُه، "ولا يشرِكُ به شيئًا"؛ وهو تأكيدٌ على مَعنى التَّوحيدِ، "ويُقيمُ الصَّلاةَ"، أي: كان محافِظًا عليها ومؤدِّيَها في وَقتِها، "ويُؤتي الزَّكاةَ"، أي: كان مُخرِجًا لزَكاةِ مالِه على الوَجهِ الَّذي يُرضي اللهَ عزَّ وجلَّ وتَرضى به نَفسُه، وفي روايةٍ: "ويصومُ شَهرَ رمضانَ"، أي: متِمًّا له، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ويَجتَنِبُ الكبائرَ"، أي: يَنتهي ويمتنِعُ عن الوُقوعِ فيها، "كان له الجنَّةُ"، أي: كان جزاؤُه على هذا أنْ يُدخِلَه اللهُ عزَّ وجلَّ الجنَّةَ.
قال أبو أيُّوبَ رضِيَ اللهُ عَنه: "فسَألوه"، أي: أَصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "عن الكبائِرِ"، أي: عن المرادِ مِن الكَبائِرِ، فقال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الإشراكُ باللهِ"، أي: أنْ يَجعَلَ الإنسانُ مع اللهِ إلهًا آخَرَ، "وقتْلُ النَّفسِ المسلِمةِ"، أي: الَّتي حرَّمَ الله عزَّ وجلَّ قَتلَها وهي غيرُ مستحِقَّةٍ للقَتلِ، "والفِرارُ يومَ الزَّحفِ"، أي: الهُروبُ عند لِقاءِ العَدوِّ من غَيرِ تَحرُّفٍ لقِتالٍ- وهو الكرُّ بعدَ الفرِّ؛ يُخيِّلُ لعَدُوِّه أنه منهزمٌ ثمَّ يَنقضُ عليه، وهو مِن خُدعِ الحربِ ومَكايدِها المشروعةِ- أو انحيازٍ إلى فِئةٍ أُخرى من المسلِمينَ.
وفي الحديثِ: بيانُ ما ذُكِر مِن الكَبائرِ الَّتي يجِبُ أنْ يتجنَّبَها المسلِمُ.
وفيه: أنَّ مَن جاء يومُ القيامَةِ مُوحِّدًا، ومُلتزِمًا بأَحكامِ الإسلامِ، ومُجتنبًا لكبائرِ الذُّنوبِ دخَل الجنَّةَ .