الموسوعة الحديثية


- ليلَةَ أُسْرِيَ بِي رأيتُ مُوسى ، وإذا هو رجلٌ ضَرْبٌ ، كأنَّهُ من رِجالِ شَنوءَةَ . ورأيتُ عِيسى ، فإذا هوَ رجلٌ رَبْعةٌ ، أحمَرُ ، كأنَّما خرجَ من دِيماسٍ . ورأيتُ إبراهيمَ ، وأنا أشْبَهُ ولَدِهِ بهِ . ثمَّ أُتِيتُ بإِناءَيْنِ في أحدِهِما لبَنٌ ، وفي الآخَرِ خمْرٌ فقِيلَ لِي : اشْرَبْ أيُّهُما شِئْتَ ، فأخذْتُ اللبَنَ فشرِبْتُهُ ، فقِيلَ لِى : أصبْتَ الفِطرَةَ ، أمَا إنَّكَ لو أخذْتَ الخمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5468 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (3394)، ومسلم (2550) باختلاف يسير

 لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَأَيْتُ مُوسَى، وإذَا هو رَجُلٌ ضَرْبٌ رَجِلٌ، كَأنَّهُ مِن رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى، فَإِذَا هو رَجُلٌ رَبْعَةٌ أَحْمَرُ، كَأنَّما خَرَجَ مِن دِيمَاسٍ، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِهِ، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ: في أَحَدِهِما لَبَنٌ، وفي الآخَرِ خَمْرٌ، فَقالَ: اشْرَبْ أَيَّهُما شِئْتَ، فأخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فقِيلَ: أَخَذْتَ الفِطْرَةَ، أَما إنَّكَ لو أَخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3394 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه البخاري (3394) واللفظ له، ومسلم (2550)


كانتْ رِحلةُ الإسْراءِ والمِعراجِ مِن المُعجِزاتِ التي أيَّدَ اللهُ عزَّ وجلَّ بها نَبيَّه مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأكْرَمَه اللهُ وأصْعَدَه مع جِبريلَ إلى السَّمواتِ العُلى، حتَّى أَراه الجَنَّةَ، وأَراه إخوانَه مِن الأنبياءِ، وأَراه مِن آياتِه الكُبْرى.
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن مشْهدٍ مِن مُشاهداتِه في رِحلةِ الإسراءِ والمِعراجِ، وفيها رَأى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَبيَّ اللهِ مُوسى وعِيسى عليهما السَّلامُ، أمَّا مُوسى فوَصَفَه النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذكر أنه رجُلٌ ضَرْبٌ، أي: نَحيفٌ خَفيفُ اللَّحمِ، «رَجِلٌ»، يعني: ليس شَديدَ الخُشونةِ والجُعودةِ ولا شَديدَ اللِّيونةِ، بلْ بيْنهما، كأنَّه مِن رِجالِ شَنُوءةَ، أي: في طُولِه وسُمْرتِه، وشَنُوءةُ: قَبيلةٌ مِن قَبائلِ اليَمنِ.
وأمَّا عِيسى عليه السَّلامُ فوَصَفَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّه «رَجُلٌ رَبْعَةٌ»، يعني: لا طَويلٌ ولا قَصيرٌ، ووَصَفَه بأنَّ لَونَه يَميلُ إلى الحُمرةِ، وقيل: الأحمَرُ عندَ العرَبِ الأبيضُ، «كأنَّما خرَجَ مِن دِيماسٍ» وهو البيتُ أو النَّفَقُ في الأرضِ. وقيل: الحمَّامُ، والمرادُ وَصْفُه بِصفاءِ اللَّونِ ونَضارةِ الجِسمِ وكَثرةِ ماءِ الوجهِ، وفي الصحيحين: «يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً».
ومِن مَشاهِدِ رِحلةِ الإسراءِ والمعراجِ التي ذكَرَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُدِّم له إناءانِ؛ في أحدِهما لَبنٌ، وفي الآخَرِ خمرٌ، وذلك قبْلَ تَحريمِ الخمْرِ؛ لأنَّ الإسراءَ كان بمكَّةَ، وتَحريمَ الخَمْرِ كان بالمدينةِ، فقالَ له جِبريلُ: اشْرَبْ أيَّهما شِئْتَ، فأخَذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللَّبنَ فَشرِبَه، فقيلَ له: أخذْتَ الفِطرةَ، أمَا إنَّك لو أخذْتَ الخَمرَ غوَتْ أمَّتُك؛ وهذا لأنَّ الخَمْرَ أمُّ الخَبائثِ وجالبةٌ لأنواعِ الشُّرورِ، وتَوفيقُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن عِصمةِ اللهِ تعالَى لِنبيِّه، ونِعمتِه على هذه الأُمَّةِ.
وفي الحَديثِ: عِلْمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأحوالِ الأنبياءِ وإخبارِه بذلك.