الموسوعة الحديثية


- رأيتُ عليًّا - رَضِيَ اللهُ عنه - تَوَضَّأَ فَغَسَلَ كفَّيْهِ حتى أَنْقَاهُمَا ، ثم مَضْمَضَ ثَلَاثًا واسْتَنْشَقَ ثلاثًا وغسل وجهَهُ ثلاثًا ، وذراعيْهِ ثلاثًا ، ومسح برأسِهِ مرةً ، ثم غسلَ قَدَمَيْهِ إلى الكَعْبَيْنِ ، ثم قام وأخذَ فضلَ طَهُوِرِهِ فشرِبَهُ وهو قائِمٌ ، ثم قال : أحبَبْتُ أن أُرِيَكُمْ كيف كان طهورُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : النووي | المصدر : خلاصة الأحكام للنووي | الصفحة أو الرقم : 1/97 | خلاصة حكم المحدث : في رواية بإسناد حسن قال : (فأفرغ من الإناء على يمينه فغسل يديه ثلاثا، ثم تمضمض واستنثر ثلاثا، فمضمض ونثر من الكف التي يأخذ فيها) وفي رواية بإسناد صحيح: (ومسح على رأسه حتى الماء يقطر) وفي رواية بإسناد جيد : (نثر بيده اليسرى) | التخريج : أخرجه أبو داود (116)، والترمذي (48)، والنسائي (96)، وأحمد (1046) باختلاف يسير.

أن الحسين بن علي قال: دعانى أبي عليٌّ بوَضوءٍ ، فقرَّبتُهُ لَه ، فبدأ ، فغسلَ كفَّيهِ ثلاثَ مرَّاتٍ قبلَ أن يُدخِلَهما في وَضوئِهِ ثمَّ مَضمضَ ثلاثًا واستنثرَ ثلاثًا ثمَّ غسلَ وجهَهُ ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ غسلَ يدَهُ اليُمنَى إلى المِرفقِ ثلاثًا ، ثمَّ اليُسرَى كذلِكَ ثمَّ مسحَ برأسِهِ مَسحةً واحدةً ، ثمَّ غسلَ رجلَهُ اليُمنَى إلى الكعبَينِ ثلاثًا ثمَّ اليُسرَى كذلِكَ ثمَّ قامَ قائمًا فقالَ : ناوِلني فَناولتُهُ الإناءَ الَّذي فيهِ فضلُ وَضوئِهِ فشرِبَ مِن فضلِ وَضوئِهِ قائمًا ، فعَجِبتُ فلمَّا رآني قالَ لا تعجَب فإنِّي رأيتُ أباكَ النَّبيَّ يصنَعُ مثلَ ما رأيتَني صَنعتُ يقولُ لوَضوئِهِ هذا وشرِبِ فضلَ وَضوئِهِ قائمًا
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 95 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عَنهم أحرَصَ النَّاسِ على اتِّباعِ سنَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وتَبليغِها لِمَن بعدَهم.
وفي هذا الحديثِ يقولُ الحُسَينُ بنُ عليٍّ رَضِي اللهُ عَنهما: "دعاني أبي عليٌّ بوَضوءٍ"، أي: طلَب ماءً ليتوضَّأَ، "فقرَّبْتُه له"، أي: أتى له بالماءِ في إناءٍ، "فبدَأ"، أي: شرَع في الوُضوءِ، "فغسَل كفَّيْهِ ثلاثَ مرَّاتٍ قبْلَ أن يُدخِلَهما في وَضوئِه"، أي: في الماءِ، "ثمَّ مضمَض ثلاثًا"، أي: ثلاثَ مرَّاتٍ، والمضمضَةُ: تَحريكُ الماءِ في الفَمِ وإدارَتُه فيه، ثمَّ إلقاؤُه، "واستنثَر ثلاثًا"، أي: غسَل الأنفَ باستِنشاقِ الماءِ ثمَّ نَثْرِه وإفراغِه، "ثمَّ غسَل وجهَه ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ غَسَل يدَه اليُمْنى إلى المِرفَقِ ثلاثًا، ثمَّ اليُسْرى كذلكَ"، والمِرفَقُ: مَفصِلُ منتصَفِ الذِّراعِ، "ثمَّ مسَح برأسِه"، أي: شَعَرِ رأسِه، "مَسْحةً واحدةً، ثمَّ غسَل رِجْلَه اليُمْنى إلى الكَعبينِ ثلاثًا، ثمَّ اليُسْرى كذلكَ، ثمَّ قام قائمًا"، أي: كان رَضِي اللهُ عَنه يتوضَّأُ وهو جالِسٌ، فلمَّا أنِ انتَهَى وقَف على قَدمَيْهِ، فقال للحُسَينِ: "ناوِلْني"، قال الحُسَينُ رَضِي اللهُ عَنه: "فناوَلْتُه الإناءَ الَّذي فيه فَضْلُ وَضوئِه"، أي: ما بقِيَ منه مِن ماءٍ، "فشرِبَ مِن فضلِ وَضوئِه قائمًا، فعجِبْتُ"، أي: تعجَّبْتُ مِن شُربِه قائمًا؛ وذلكَ لكثرةِ ما يأتي عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّه كان يَشرَبُ جالسًا، "فلمَّا رآني"، أي: فلمَّا رأى عليٌّ رَضِي اللهُ عَنه تعجُّبَ الحُسَينِ، قال: "لا تعجَبْ؛ فإنِّي رأَيْتُ أباكَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَصنَعُ مِثلَ ما رأَيْتَني صنَعْتُ"، أي: إنَّه يفعَلُ فِعْلَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ اتِّباعًا لسنَّتِه الشَّريفةِ، "يقولُ لوُضوئِه هذا، وشرِبَ فَضْلَ وَضوئِه قائمًا"، أي: يقولُ عليٌّ رَضِي اللهُ عَنه مفسِّرًا لأفعالِ وُضوئِه وشُربِه ما بقِيَ مِن فَضْلِ مائِه قائمًا: إنَّ هذا مِن فِعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ فلا تعجَبْ .