الموسوعة الحديثية


- خدَمتُ النَّبيَّ عشرَ سنينَ فما قالَ لي : أفٍّ قطُّ أو قالَ: ولا قالَ لِشيءٍ قطُّ صنعتُهُ : لِمَ صنعتَهُ ؟ ولا قالَ لشيءٍ ترَكْتُهُ : لِمَ ترَكْتَهُ ؟ وَكانَ أحسَنَ النَّاسِ خُلُقًا
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة | الصفحة أو الرقم : 352 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | التخريج : أخرجه البخاري (6038)، ومسلم (2309) مطولاً باختلاف يسير

قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ ليسَ له خادِمٌ، فأخَذَ أبو طَلْحَةَ بيَدِي، فانْطَلَقَ بي إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ أنَسًا غُلامٌ كَيِّسٌ، فَلْيَخْدُمْكَ، قالَ: فَخَدَمْتُهُ في السَّفَرِ والحَضَرِ، ما قالَ لي لِشَيءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هذا هَكَذا؟ ولا لِشَيءٍ لَمْ أصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هذا هَكَذا؟
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2768 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه البخاري (2768)، ومسلم (2309)


ضرَبَ لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَرْوَعَ الأمْثِلَةِ في حُسْنِ مُعامَلةِ المَوالي والخَدَمِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا قَدِمَ المدينةَ لم يكُنْ عندَه خادمٌ يَخدُمُه، فأخَذَ أبو طَلْحَةَ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه رَبيبَه أنسَ بنَ مالكٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال له: «إنَّ أَنَسًا غُلامٌ كَيِّسٌ» عاقِلٌ ذَكيٌّ، فاجْعَلْه خادِمًا لك، فقَبِلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَسًا خادمًا له.
ويُخبِرُ أَنَسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه خدَمَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أحوالِه كلِّها؛ في السَّفَرِ والحَضَرِ، فما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأنسٍ لشَيءٍ صَنَعه: لِمَ صَنَعْتَ هذا هكذا؟ ولا لشَيءٍ لم يَصنَعْه: لِمَ لَمْ تصنَعْه هكذا؟ فما وبَّخَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على شَيءٍ لم يَفعَلْه ولم يَنتقِصْ مِن قَدْرِه، وفي رِوايةِ مُسلِمٍ: «ما قال لي: أُفٍّ، قَطُّ» و«أُفٍّ» صَوْتٌ يَدُلُّ على التَّضجُّرِ، وذلك لِحُسنِ خُلُقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَأْفتِه وصَبْرِهِ، وحُسْنِ عِشْرَتِهِ.
وفي الحديثِ: خُلُقٌ عظيمٌ مِن جَميلِ أخلاقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو رَأْفَتُه ورَحمتُه بخادِمِه، وقد علَّم الدُّنيا الرَّحمةَ والشَّفَقَةَ، صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: تَطْييبُ خاطِرِ الخادِمِ بتَرْكِ مُعاتَبَتِهِ، وهذا في الأُمورِ المُتعلِّقةِ بالدُّنْيا.
وفيه: حُسْنُ الخُلُقِ في التَّعامُلِ مع مَنْ هم أَقَلُّ منَّا.