الموسوعة الحديثية


- عن أبي إسحاقَ أنَّ الحارثَ أوصى أن يُصلِّيَ عليه عبدُ اللهِ بنُ يزيدَ ، فأدخلَه القبرَ من قِبَلِ رِجلَيِ القبرِ ، وقال : هذا من السُّنَّةِ
الراوي : عبدالله بن يزيد الخطمي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الدراية تخريج أحاديث الهداية | الصفحة أو الرقم : 1/240 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

أوصى الحارثُ أن يُصلّي عليه عبد اللهِ بن يزيدٍ فصلّى عليهِ ثم أدخلهُ القبرَ من قبلِ رجليْ القبرِ وقال هذا مِنَ السنةِ
الراوي : عبدالله بن يزيد الخطمي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3211 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود (3211) واللفظ له، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (7730)، والبيهقي (7303) باختلاف يسير


كان التَّابِعونَ يُحبُّون صحابةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ويَستبشِرون بهم، ويَعرِفون لهم قَدْرَهم، وفضْلَهم؛ لِصُحبَتِهمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، فكانوا يُوصُون أنْ يُصَلُّوا عليهِم عِندَ المماتِ؛ لِيَنالوا برَكةَ دُعائِهم، ولعِلمِهم بمعرفةِ الصَّحابةِ لأحكامِ الشَّرعِ، ولأنَّهم أمَنَةٌ للأمَّةِ مِن العذابِ والأهوالِ كما أخبَر النَّبيُّ الكريمُ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ الحارِثَ، وهو الحارثُ الأعورُ، مِن صِغارِ التَّابِعينَ، "أوصى"، أي: ترَكَ وصيَّةً يَطلُبُ فيها شيئًا بعدَ موتِه، وهو "أن يُصلِّيَ علَيه"، أي: يُصلِّيَ عليه إمامًا بالمُصلِّينَ عندَ موتِه، "عبدُ اللهِ بنُ يَزيدَ"، وكان عبدُ اللهِ قدْ أدرَكَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم صَغيرًا، "فصَلَّى عليه"، أي: فصلَّى عبدُ اللهِ بنُ يزيدَ على الحارِثِ الأعوَرِ بعدَ موتِه، "ثمَّ أدخَلَه القبرَ مِن قِبَل رِجْلَيِ القَبْرِ"، أي: أنزَلَه القبرَ مِن النَّاحيةِ التي تَكون فيها قدَمُ الميِّتِ بعد وضْعِه في القبرِ، "وقال"، أي: عبدُ اللهِ بنُ يَزيدَ: "هذا مِن السُّنَّةِ"، أي: إنَّ إدخالَ الميِّتِ القبرَ مِن ناحيةِ رِجْلَيِ القبرِ مِن السُّنَّةِ، فيُدخَلُ الميِّتُ برأسِه مُستقيمًا، فيَكونُ رأسُه في ناحيةِ رأسِ القبرِ مُوجَّهًا إلى القِبلةِ، بحيثُ لو قام للصَّلاةِ قام مُباشَرةً وهو مُتوجِّهٌ للقِبلةِ.
وفي الحديثِ: العمَلُ على تنفيذِ وصيَّة الميِّتِ ما أمكَنَ في المباحاتِ.
وفيه: حِرْصُ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم على اتِّباعِ سُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم.