الموسوعة الحديثية


- انتهيتُ إلى ابنِ عباسٍ وهو متوسِّدٌ رداءَه في زمزمَ فقلتُ : أخبرني عنْ عاشوراءَ أيَّ يومٍ أصومُه فقال : إذا رأيتَ هلالَ المحرَّمِ فاعدُدْ فأصبِحْ مِنَ التاسعةِ صائمًا قال : قلتُ : أكذاك كان يصومُه محمدٌ عليه الصلاةُ والسلامُ قال : نعمْ
الراوي : الحكم بن الأعرج | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر | الصفحة أو الرقم : 5/75 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

 انْتَهَيْتُ إلى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا وَهو مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ في زَمْزَمَ، فَقُلتُ له: أَخْبِرْنِي عن صَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: إذَا رَأَيْتَ هِلَالَ المُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، وَأَصْبِحْ يَومَ التَّاسِعِ صَائِمًا، قُلتُ: هَكَذَا كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ؟ قالَ: نَعَمْ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1133 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : من أفراد مسلم على البخاري


يومُ عاشوراءَ هو يومُ العاشرِ مِنَ الْمُحرَّمِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَحرِصُ على صِيَامِ يومِ عَاشُورَاءَ، ويُوصِي به، وكان صِيامُه فَرْضًا قَبْلَ رمضانَ، إلى أنْ نَزَلَ صَومُ رمضانَ على المُسلمينَ، فكانتِ الفريضةُ صَومَ رمضانَ فَقطْ، وأصبَحَ صَومُ عاشوراءَ مُخيَّرًا فيه؛ مَن شاءَ صامَه، ومَن شاءَ تَرَكَه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ الحكمُ بنُ الأعرَجِ أنَّه جاء إلى عبدِ الله بنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عنهما وهو وَاضِعٌ رِداءَه وثِيابَه تحْتَ رأسِه عندَ بئرِ زَمْزَمَ داخلَ الحرمِ المكِّيِّ، فسَأل ابنَ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عنهما عن صَومِ يومِ عَاشُورَاءَ؛ متَى يكونُ؟ فقال له ابنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عنهما: إذا رأَيْتَ هِلالَ شَهرِ المُحَرَّمِ وثَبَتَتْ بِدايَتُه، فابْدَأْ بعَدِّ الأيامِ حتَّى تَصِلَ إلى اليومِ التَّاسِعِ فصُمْهُ، ومعناه: صُمِ اليَوْمَ التَّاسِعَ مَعَ العاشِرِ، وليس المقصودُ به أنَّ العاشرَ يُهمَلُ ويُخَصُّ الصِّيامُ بالتَّاسعِ، فسَأل الحكمُ ابنَ عَبَّاسٍ: هلْ كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَصومُ يومَ التَّاسِعِ؟ فقال ابنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ، يُرِيدُ بِذَلِكَ ما رُوِيَ عند مُسلمٍ مِن عَزْمِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على صَومِ التَّاسِعِ مَعَ العاشِرِ، حيثُ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ»؛ لِئَلَّا يَتَشَبَّهَ باليَهُودِ فِي صِيامِ اليَومِ العاشِرِ وحدَه. وقد جاء في صَحيحِ مُسلمٍ في فَضْلِ صِيامِه أنَّه يُكفِّر ذُنوبَ سَنةٍ قَبْلَه.