- أنَّ رجلًا مرَّ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ يَبولُ ، فسلَّمَ عليهِ الرَّجلُ فردَّ عليهِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فلمَّا جاوزَهُ ناداهُ النَّبيُّ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - فقالَ إنَّما حَملَني على الرَّدِّ عليكَ خشيةَ أن تَذهبَ فتقولَ إنِّي سلَّمت على النَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - فلم يَردَّ عليَّ فإذا رأيتَني على هذِهِ الحالِ فلا تُسلِّم عليَّ فإنَّك إن تفعَلْ لا أردَّ عليكَ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الإمام الشافعي | المصدر : الأم
الصفحة أو الرقم: 2/108 | خلاصة حكم المحدث : ثابت
التخريج : أخرجه الشافعي في ((المسند)) (1/11)، والبيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (1/327)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (3/139) باختلاف يسر.
وفي هذا الحديث يُخبِرُ المُهاجِرُ بْنُ قُنْفُذ: «أنَّه أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَبولُ»، ولعلَّه كانَ يَبولُ في حائِطٍ من حَوائِط المَدينةِ، «فسَلَّمَ عليه، فلم يَرُدَّ عليه»، أي: لم يرُدَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ السَّلامَ وهو على تِلك الحالِ، «حتى تَوضَّأ ثم اعْتَذَرَ إليه»، وذلك أنَّ الأصْلَ عند المُسلِمينَ رَدُّ السَّلامِ على مَن ألْقاهُ عليهم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن سَبَبِ تَركِه لِردِّ السَّلام: «إِنِّي كَرِهْتُ أنْ أَذْكُرَ اللهَ- عَزَّ وجَلَّ- إلا على طُهْرٍ-أو قال: على طَهارةٍ-»، وكأنَّه كَرِهَ ذِكرَ اللهِ على تلك الحَالِ من انْكِشافِ العَورةِ والحَدثِ، وعَدمِ الطَّهارة، وهذا دَليلٌ على أن السَّلامَ الذي يُحَيي به النَّاسُ بعضُهم بَعضًا اسمٌ من أسْمائِه تَعالى، ويَحتَملُ أنْ يُراد بِذكرِ اللهِ ذِكرُ ما جَعلَه اللهُ تَعالى سُنَّةً للمُسلِمين وتَحيَّةً لهم، فإنَّ ذلك يَقتَضي احْتِرامَه.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على المُحافَظةِ على الطَّهارةِ عِندَ ذِكرِ اللهِ؛ لِما فيه مِن الفَضلِ.
وفيه: تَنْزيهُ اللهِ تعالى عن أنْ يُذكَر عَلى حالٍ وهَيئةٍ غَير حَسنةٍ، كحالِ التبوُّلِ ونحوِه( ).