الموسوعة الحديثية


- إنَّا كَذلكَ يُشَدَّدُ عَلَيْنا البَلاءُ ، ويُضَاعَفُ لَنا الأَجْرُ ثُمَّ قال : يا رسولَ اللهِ ! مَنْ أَشَدُّ الناسِ بَلاءً ؟ قال : الأنْبياءُ قال : ثُمَّ مَنْ ؟ قال : العلماءُ قال : ثُمَّ مَنْ ؟ قال الصَّالِحُونَ ، وكان أحدُهُمْ يُبْتَلَى بِالقَمْلِ حتى يَقْتُلهُ ، ويُبْتَلَى أحدُهُمْ بِالفَقْرِ حتى ما يَجِدُ إلَّا العَباءَةَ يَلْبَسُها ، ولأحدُهُمْ كان أَشَدَّ فَرَحًا بِالبلاءِ من أَحَدِكُمْ بِالعَطَاءِ .
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم : 3403 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

دخلتُ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ يوعَكُ فوضعتُ يدي عليهِ فوجدتُ حرَّهُ بينَ يديَّ فوقَ اللِّحافِ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ ما أشدَّها عليكَ قالَ إنَّا كذلِكَ يضعَّفُ لَنا البلاءُ ويضعَّفُ لَنا الأجْرُ قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً قالَ الأنبياءُ قلتُ يا رسولَ اللَّهِ ثُمَّ مَن قالَ ثُمَّ الصَّالِحونَ إن كانَ أحدُهُم ليُبتَلى بالفَقرِ حتَّى ما يجدُ أحدُهُم إلَّا العَباءةَ يَحويها وإن كانَ أحدُهُم ليفرَحُ بالبلاءِ كما يفرَحُ أحدُكُم بالرَّخاءِ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3266 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن ماجه (4024) واللفظ له، والطبري في ((مسند ابن عباس)) (421)


الأنبياءُ عليهم السَّلامُ أشَدُّ النَّاسِ بَلاءً؛ لقوَّةِ دِينِهم ويَقينِهم، ولعِظَمِ أَجرِهم كذلك؛ فلذا كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُبتَلى كثيرًا بما يَفوقُ أصحابَه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِر أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضِي اللهُ عَنه عن مرَضِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الَّذي مات فيه، فيَقولُ: "دخَلتُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وهو يُوعَكُ"، أي: يتَألَّمُ، "فوَضَعتُ يَدي عليه، فوَجَدتُ حَرَّه بينَ يدَيَّ فوقَ اللِّحافِ"، وهو الثَّوبُ الَّذي يُغطَّى به الإنسانُ، "فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما أشَدَّها عليك!"، أي: الحُمَّى وحَرارَتَها، فقال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّا كذلِك، يُضعَّفُ لنا البلاءُ، ويُضعَّفُ لنا الأجرُ"، وقد ورَد أنَّ وجَعَه كوجَعِ رجُلَين؛ لِيَعظُمَ أجرُه بذلك، قال أبو سعيدٍ رَضِي اللهُ عَنه: "قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ النَّاسِ أشَدُّ بَلاءً؟ قال: الأنبياءُ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ثمَّ مَن؟ قال: ثمَّ الصَّالِحون، إنْ كان أحَدُهم لَيُبتَلى بالفقرِ حتَّى ما يَجِدُ أحَدُهم إلَّا العَباءةَ يُحوِّيها"، مِن التَّحْويةِ، وهي أنْ يُديرَ كِساءً حولَ سَنامِ البَعيرِ ثمَّ يَركَبَه، والمرادُ: يَحْوي نفْسَه داخِلَ الثَّوبِ الواحدِ ساتِرًا لعَورتِه مِن شدَّةِ الفقرِ. وفي بعضِ الرِّواياتِ والنُّسخِ: "يَجُوبُها"، أي: يَقطَعُ وسَطَها لِيُدخِلَ فيها رأسَه.
قال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "وإنْ كان أحَدُهم ليَفرَحُ بالبلاءِ كما يَفرَحُ أحَدُكم بالرَّخاءِ"؛ لعِلمِه أنَّ البَلاءَ مع الصَّبرِ له فضلٌ عظيمٌ، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
وفي الحديثِ: بيانُ عِظَمِ بَلاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وعِظَمِ صَبرِه وتحَمُّلِه.
وفيه: أنَّ البلاءَ مع الصَّبرِ عليه عاقِبتُه مَحمودةٌ عندَ اللهِ، وأجْرُه عظيمٌ