- أنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بنْتَ أبِي سُفْيَانَ، أخْبَرَتْهَا: أنَّهَا قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتي بنْتَ أبِي سُفْيَانَ، فَقالَ: أوَتُحِبِّينَ ذَلِكِ، فَقُلتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لكَ بمُخْلِيَةٍ، وأَحَبُّ مَن شَارَكَنِي في خَيْرٍ أُخْتِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ ذَلِكِ لا يَحِلُّ لِي. قُلتُ: فإنَّا نُحَدَّثُ أنَّكَ تُرِيدُ أنْ تَنْكِحَ بنْتَ أبِي سَلَمَةَ؟ قالَ: بنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، قُلتُ: نَعَمْ، فَقالَ: لو أنَّهَا لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتي في حَجْرِي ما حَلَّتْ لِي، إنَّهَا لَابْنَةُ أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أرْضَعَتْنِي وأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فلا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ ولَا أخَوَاتِكُنَّ، قالَ عُرْوَةُ، وثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لأبِي لَهَبٍ: كانَ أبو لَهَبٍ أعْتَقَهَا، فأرْضَعَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ أبو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أهْلِهِ بشَرِّ حِيبَةٍ، قالَ له: مَاذَا لَقِيتَ؟ قالَ أبو لَهَبٍ: لَمْ ألْقَ بَعْدَكُمْ غيرَ أنِّي سُقِيتُ في هذِه بعَتَاقَتي ثُوَيْبَةَ.
الراوي : أم حبيبة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5101 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وثُوَيْبَةُ: مَوْلاةٌ لأبي لَهَبٍ كان أبو لَهَبٍ أَعْتَقَها، فأَرْضَعَتِ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فلمَّا مات أبو لَهَبٍ أُرِيَهُ بعضُ أهلِه بِشَرِّ حِيبَةٍ، أي: بِسُوءِ حالٍ، فسَأَله الرَّائِي: ماذا لَقِيتَ؟ أي: بعدَ الموتِ، فأجَابَه أبو لَهَبٍ: لم أَلْقَ بعدَكم خيرًا، أي: لم أَلْقَ بعدَكم راحةً، غيرَ أنِّي سُقِيتُ في هذه- وأشار إلى النُّقْرَةِ التي تحتَ إبهامِه، وفي ذلك إشارةٌ إلى حَقَارَةِ ما سُقِيَ من الماء- بعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ، أي: بِتَخْلِيصِها مِن الرِّقِّ.
وفي الحديث: أنَّه يَحْرُمُ مِنَ الرَّضاعةِ ما يَحْرُمُ منَ النَّسَبِ.
وفيه: أنَّ الكافِر قدْ يُعطَى عوضًا مِن أعمالِه التى يكونُ مثلها قُربةً لأهلِ الإيمانِ.