- جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ ! كم أَعفو من الخادِمِ ؟ فصَمَت عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثمَّ قال: يا رسولَ اللهِ ! كَم أعفو عن الخادمِ، فقال: كلَّ يومٍ سبعينَ مرَّةً
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم: 1949 | خلاصة حكم المحدث : حسن غريب
وفي هذا الحَديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما أنَّه: "جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقال: يا رسولَ اللهِ، كَم نعْفُو عن الخادِمِ"، أي: كم مرَّةً عند ارتِكابِهِ فِعْلًا خاطِئًا أو أمرًا خلافَ الَّذي نأمُرُه؟ "فصمَتَ" أي: فسَكتَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ولم يُجبْه، قيل: إنَّ صَمْتَه صلَّى الله عليه وسلَّم إجابةٌ؛ لأنَّ العفْوَ أمرٌ مقَرَّرٌ شرْعًا؛ فلا حاجَةَ للسُّؤالِ عنْه، وقيل: كان مُنتظِرًا للوَحْيِ في تلك المَسألَةِ، "ثمَّ أعادَ" أي: السَّائلُ "عليهِ" أي: على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم "الكلامَ" أي: هذا السؤال، "فصَمَتَ، فلمَّا كان في الثَّالثَةِ" أي: لَمَّا أعادَ عليه الرجُلُ السُّؤالَ للمَرَّةِ الثالثة، أجابَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقال: "اعْفوا عنه في كلِّ يَومٍ سَبعينَ مرَّةً"، وهذا العددُ للكثرةِ لا لبُلوغِ مُنتهَى العددِ، وهذا كنايةٌ عن العفوِ الدَّائمِ عن الخادمِ، مع إرشادِه إلى الصَّوابِ وتأدِيبِه، وهذا مِن رَحمتِه ورِفقِه صلَّى الله عليه وسلَّم بأُمَّتِه.
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على العفْوِ عن الخطَأِ والزَّلَلِ في الأُمورِ الَّتي لا تَنْدرِجُ تحتَ المَناهي الشَّرعيَّةِ.