- قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ هلَكْتُ قال: ( ويحَكَ وما ذاك ) قال: وقَعْتُ على امرأتي في يومٍ مِن شهرِ رمضانَ قال: ( أعتِقْ رقبةً ) قال: ما أجِدُ قال: ( فصُمْ شهرينِ مُتتابعينِ ) قال: ما أستطيعُ قال: ( أطعِمْ ستِّينَ مسكينًا ) قال: ما أجِدُ قال: فأُتي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَرَقٍ فيه خمسةَ عشَرَ صاعًا مِن تمرٍ فقال له: ( تصدَّقْ به ) قال: على أفقرَ مِن أهلي ! ما بينَ لابتَيِ المدينةِ أحوجُ مِن أهلي فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بدَتْ أنيابُه وقال: ( خُذْه واستغفِرِ اللهَ وأطعِمْه أهلَك )
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 3526 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
التخريج : أخرجه البخاري (6709)، ومسلم (1111)
ما شأنُك؟ فأجابَه: وَقَعتُ على امرأتي في رَمَضانَ، أي: وطِئتُها. فسَألَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: تَستطيعُ أن تُعتِق رَقبةً؟ فقالَ: لا أستطيعُ، فسَألَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فهَل تَستطيع أن تَصومَ شَهرَين مُتَتابِعَين؟ فقالَ: لا أستطيعُ، فسألَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فهَل تَستطيع أن تُطعِمَ سِتِّين مِسكينًا؟ قال: لا، فقالَ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم له: اجْلِس، فجَلَسَ، فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بِعِرْق فيه تَمْر، والعِرْق المِكتَل الضَّخم يَسع خَمْسةَ عَشَرَ صاعًا، قال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم له: خُذ هذا العِرقَ بِتَمرِه فتَصدَّق به. فقال: أعلى أفْقَر منَّا، فضَحِك النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حتَّى "بَدَت"، أي: ظَهَرَت "نَواجِذُه" آخِرُ الأسنانِ أو هي الأضراسُ؛ تَعجُّبًا مِن حالِه، ثُمَّ قال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: أطعِمْه عيالَك.
في الحديثِ: أنَّ كفَّارة الجِماعِ في نَهارِ رَمَضانَ مُرَتَّبةٌ إعتاقًا، ثُمَّ صَومًا، ثُمَّ إطعامًا.
وفيه: إعانةُ المُعسرِ في الكَّفارةِ.
وفيه: المُبالَغةُ في الضَّحكِ عندَ التَّعجُّب.
وفيه: استِعمالُ الكِنايةِ فيما يُستَقْبَح ظُهورُه بصريحِ لَفظِه.
وفيه: الرِّفقُ بالمُتعلِّم، والتَّلطُّفُ في التَّعليمِ، والتَّأليفُ على الدِّين.
وفيه: النَّدمُ على المَعصيةِ، واستِشعارُ الخَوفِ.