- تَجِدُونَ النَّاسَ مَعادِنَ، خِيارُهُمْ في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإسْلامِ، إذا فقِهُوا، وتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ في هذا الشَّأْنِ أشَدَّهُمْ له كَراهيةً. وتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذا الوَجْهَيْنِ الذي يَأْتي هَؤُلاءِ بوَجْهٍ، ويَأْتي هَؤُلاءِ بوَجْهٍ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3493 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
"وتَجِدون خَيرَ النَّاسِ في هذا الشَّأنِ"، أي: أَصْلَح النَّاسِ وأَكْفَأهم لوَلايةِ الأمورِ من إمارةٍ أو قضاءٍ أو غيرِها، "أَشْدَّهم له كَراهيةً"، أي: أَزْهدَهم فيها؛ فإنَّما تَشتدُّ الكراهةُ له ممَّن يتَّصِفُ بالعقلِ والدِّينِ لِما فيه من صُعوبةِ العَملِ بالعَدلِ وحَمْلِ النَّاسِ على رَفْعِ الظُّلمِ، ولِما يترتَّب عليه من مُطالبةِ اللهِ تعالى للقائمِ به من حقوقِه وحقوقِ عبادِه، ولا يَخفى خَيريَّةُ مَن خاف مَقامَ ربِّه.
"وتَجِدون شَرَّ النَّاسِ ذا الوَجْهين"، أي: أَبْغضَهم إلى اللهِ تعالى وأَكْثرَهم ضررًا للمسلمين: المُنافِقَ ذا الوَجهينِ، سواءٌ كان مُنافِقًا في العقيدة يُظهِرُ الإسلامَ ويُبطِنَ الكُفْرَ، أو مُنافِقًا في سُلوكِه وأعمالِه يُظهِر المودَّةَ ويُبطِنُ الحقدَ والعَداوةَ، الذي يأتي هؤلاء بوَجْهٍ، ويأتي هؤلاءِ بَوجْهٍ، أي: يكون عِنْد ناسٍ بكلامٍ وعِنْد أعدائهم بضدِّه، فيأتي كلَّ طائفةٍ بما يُرضيها، فيُظْهِر لها أنَّه منها ويُخلِف لضدِّها.
في الحديثِ: فَضْلُ النَّسبِ إذا اقْتَرَن بالدِّينِ والصَّلاحِ والعِلْمِ في دِينِ اللهِ والفِقْهِ في شريعتِهِ.
وفيه: ذمُّ النَّفاقِ وأهلِه والتَّحذيرُ مِنهم.